د.ماجد عزت إسرائيل
الدكتور ثروت باسيلي هو أحد العلامات المضيئة فى تاريخ الكنيسة القبطية، ويعتبر من أهم الأراخنة فى الكنيسة ـــــــ كلمة الأراخنة ليس معناه الزعماء السياسيين من الوزراء أو وكلاء الوزارات أو مديري العموم أو المجالس النيابية أو كبار موظفي أو رجال القضاء أو من مستواهم، وإنما معناه كبار الأقباط، المثقفين والعلماء بشرط أن يكونوا دارسين لعلوم الكنيسة وقوانينها بحث يستطيعون أن يفهموا أمور الكنيسة ــــــــ وُلد ثروت باسيلي في 14 سبتمبر عام 1940م، لأسرة قبطية متوسطة الحال، رباه تربية مسيحية حقيقة، وتلقى تعليمه ما قبل الجامعى بذات المدينة التى بها، والتحق بكلية الصيدلة جامعة القاهرة وتخرج فيها فى في أوائل الستينات.
وبعد تخرجه من كلية الصيدله جامعة القاهرة بدأ حياته العملية بإنشاء صيدلية في مدينة أسوان(جنوب مصر) أطلق عليها اسم “أمون” نسبة إلى إله الشمس والريح والخصوبة فى مصر الفرعونية،وأن دل ذلك على شىء أنما يدل على عشقه لمصرنا الحبيبة، ثم قام بعدها بفترة وجيزة بفتح مكتب علمي كوكيل لتوزيع الأدوية لبعض الشركات الأجنبية،وروَيدا وروَيدا نمي هذا المكتب ليصبح شركة فى عام 1967م عرفت باسم شركة “أمون لصناعة الأدوية”، وهى تعد من أهم شركات صناعة الأدوية فى مصر والشرق الأوسط.
وعندما ذاع صيته فى مصر والعالم فى صناعة الأدوية بمصر، أسندت إليه الدولة تولى رئاسة شعبة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية، وتم أختياره كعضو بمجلس الشورى، وتولى وكيل لجنة الصحة بمجلس الشورى بالتعيين، وفى عام 2015م فاز بمقعد بمجلس النواب، بعد أن حصل على (16940) صوتاً عن دائرة السلام.
وبين عشية وضحاها عرف عن الدكتور ثروت باسيلي عطائه وحبه للكنيسة القبطية، فتولى وكيلاً للمجلس الملي لأقباط الأرثوذكس، كما أسس أول محطة تلفزيونية فضائية قبطية هي قناة “سي تي في” CTV بعد موافقة المتنيح قداسة البابا “شنودة الثالث” (1971-2012م)، وبالفعل أصبحت هناك كنيسة فى كل بيت؛ ولاتزال حتى كتابة هذه السطور،هي القناة الرسمية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وبدأت أول بث لها في14نوفمبر2007م بتغطية لأحتفال التجليس رقم(36) لقداسة المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث . وتقدم القناة كافة أنواع الفنون والبرامج التليفزيونية التي تعكس أصالة وجوهر وسلامة العقيدة الأرثوذكسية، ورسالة الكنيسة القائمة على المحبة والسلام.
أما حياته الاجتماعية فكان الدكتور ثروت باسيلي متزوجا من السيدة ” إيزيس”، وأنــــجبت له نيفين وإيليا وجورج كريم وسوسن،وظل طـوال حياته يخدم وطنه، وبعد صراع مع المرض رحل عن عالمنا الفانى فى لأية شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية فى يـوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2017م، عن عـــمر ينــاهز 77 عاماً.
وقد نعته الصحافة المصرية والعربية، كما نعاه قداسة البابا” تواضروس الثانى” البطريرك رقم (118) (منذ 2012م – أطال الله عمره أزمنة سلالمية عدة) بمداخله على قناة CTV مع الأستاذ إيهاب صبحي حيث ذكر قائلاً:” إن الدكتور ثروت باسيلي علامة وأرخن فاضل في تاريخ كنيستنا، وأنه كان إنسان ونموذج طيب جدًا، خدم الوطن بأمانته وعلمه وعمله ورؤيته، وأمتاز بصناعة الأدوية وهي الصناعة الثانية في العالم بعد صناعة الغذاء، وخدم الوطن من خلال عضويته بمجلس الشورى وعمله بغرفة صناعة الدواء ومشاركته بالأعمال العامة،كما أن الكنيسة تقدر له دوره كأحد الأراخنة ذو الدور الفعال والقوي في حياة الكنيسة، حيث خدم لفترة زمنية طويلة مع المتنيح قداسة البابا شنودة، وخدم بالمجلس الملي وقطاعات كثيرة بالكنيسة،كما أسس العديد من الخدمات الواسعة لكل المصريين مسيحيين ومسلمين، خلاصته:من نحبهم لا يموتون بل يحيون في قلوبنا وتبقى سيرتهم العطرة على مر الأجيال”.
كما نعاه نيافة الأنبا “موسى” أسقف الشباب على صفحته الرئيسة على الأنترنت حيث ذكر قائلاً:” .. عرف عن الدكتور ثروت باسيلي العطاء بلا حدود… كما عرف عنه حبه للجميع ومخلصا للكنيسة والوطن… ولا شك أن دوره الكنسي والوطنى والطبي والإعلامى هو دور غاية التميز والكفاة… تعزيات السماء لمصر كلها فى رحيل أحد محبيها الذين رفعوا اسمها عاليًا.. الرب يعزينا جمعيا”.