“فتحي كان دايما بيوصينا ويقول تعالوا عندنا الروضة الدنيا أمان.. بس مات غدر النهاردة”، بصوت تسكنه الحسرة رددها محمد الطناني، ابن عم الشهيد فتحي الطناني، مؤذن مسجد الروضة الذي لقى حتفه أمس رفقة 304 شهيد بينهم شقيقه الأصغر علاء.
يحكي الطناني عن رحلة عائلته من الشرقية، جزيرة سعود بمركز الحسينية، صوب شمال سيناء “جينا من 40 سنة، أنا قعدت في العريش وهو وولاد عمي راحوا على بير العبد”، ظل فتحي، صاحب الـ65 ربيعا مؤذنا للمسجد كموظفا للأوقاف طيلة فترة تواجده بالمكان، فيما كان شقيقه الأصغر علاء، 50 عاما، موظفا بمجلس المدينة، حسب ابن عمومتهما. فيما كان الشيخ فتحي يعمل في بعض الأعمال الخفيفة كنقل البضائع لزيادة دخله “كانوا غلابة جدا.. وعمرهم ما أذوا حد”.
“الخبر نزل علينا زي الصاعقة” يروي الطناني كيفية علمه بالفاجعة، حين رن هاتفه بعد صلاة الجمعة مباشرة “حد من قرايبنا في الشرقية لقيتوا بيقولي فتحي وأخوه حصلهم حاجة ولا لأ”، قبل أن يتعرف على تفاصيل الهجوم المسلح على مسجد الروضة، ليتجه بعدها إلى المكان للمشاركة في عملية دفن أقاربه وسط حالة من ذهول أهل القرية الكائنة بشمال سيناء.
ويشير الطناني إلى أن الشيخ فتحي له من الأبناء 5 أولاد وبنت، فيما كان شقيقه علاء أب لولدين وابنتين.
كان الشيخ فتحي يوصي أهله في القاطنين في العريش عقب كل عملية إرهابية هناك، أن يتوجهوا صوب الروضة ببئر العبد “المعروف عن الروضة إن أهلها مسالمين والإرهاب هناك مالوش أثر”، يضيف ابن عم الشهيد، قبل أن يختتم حديثه لمصراوي وهو يقول “منهم لله اللي رملوا أكثر من 300 بيت.. هيناموا النهاردة من غير سند”.