بقلم : ياسر العطيفى
إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع …حكمه كلنا نعلمها ونقرئها ونرددها لكن للأسف يغيب مفهومها كتيرا عن بعض متخذى القرار
سوق التلات هو تراث شعبي وثقافى أمتد لألاف السنين ،أشتهرت به الأقصر وعرفناه منذ أسلافنا فيه يجتمع كل الاقصريين من كل حدب وصوب، من كل قرية ونجع ومدينة لكسب قوت يومهم بما يربون ويزرعون ويصنعون في بيوتهم البسيطه وكأنهم يجسدون مثالا للأسر المنتجه البسيطة فكل بيت هو بمثابه مصنع صغير فتلك تصنع الاجبان والاخرى الالبان والسمن والفواكه والخضار ومختلف الطيور وغيرها ،ويجد فيه الاقصريين ضالتهم من منتجات قد لايجدونها فى الهيبرات طازة،او ربما لن تستطيع ميزانيتهم البسيطه ان تحتمل تلك الاعباء التى تنوء بها العصبه أولى القوة ،وفجأة وبدون أى مقدمات يخرج علينا السيد المحافظ ومسؤولى الاقصر بقرار إلغاء السوق بحجه أنه واجهة غير حضارية ويؤدى إلى إغلاق الشارع وإزدحامه!! ومن المضحكات المبكيات أن تكون طريقة المعالجة بإغراق الشارع الذى يقام فيه السوق بالمياة بشكل فج فهل هذا هو المظهر الحضارى الذى تريدون!!؟؟ ونتيجه لإغراق الشارع بتلك الطريقة لا يستطيع حتى المارة أن يعبروا بسلام وربما طاحت قدم إمرأة أو رجل فى تلك المياة فتكون النتيجه كسر أو أضعف الايمان إتساخ الملابس او الاحذية من فرط الشارع الذى تحول لبركه من الطين,فهل هذا هو توسيع الشارع للمارة من وجهة نظركم لدرجه انه حتى الماره أنفسهم لا يستطيعون المرور!!
للأسف يا سادة أنتم تستسهلون القرارات ولا تنتبهون حتى لتبعاتها على إقتصاديات وميزانيات الناس والاسر التى تحاول أن تعف نفسها عن ذل السؤال وقلة الاعمال !!؟؟ونسيتم أن أعظم وأقوى إقتصاد يغزوا العالم وهو الاقتصاد الصيني يغزوا الاسواق بمنتجات هى في الأساس من صنع أسر وبيوت منتجه فقيرة كأهالينا تلك ،كل مافى الأمر أنهم يقومون بتنظيم وترتيب وتوجيه ومساعده وتنمية تلك الاسر ومنتجاتهم ونحن نقوم بدفنهم أحياء !!
لماذا لا تقوموا بعملية تنظيمة لذلك السوق ومنتجاته ومعروضاته وتجعلوه اقسام بشكل (حضارى)كما تصطلحون او حتى تقوموا بنقلة للأمام قليلا تحت الكوبري فى تلك المحلات التى انشأت قديما خصيصا لهذا الغرض،او حتى تقوموا بعمل علامات مرورية فسفورية تنظيمية فى ذلك اليوم .
وللأسف أيضا يا سادة يبدوا أن مفهوم الحضارة والثقافة يحتاج قليلا للمعالجة لديكم !؟
فمن قال أن سوق التلات غير حضارى!!!؟؟ وهو فى حد ذاته تراث وثقافة وموروث شعبي امتد لقرون فى الاقصر حتى أصبح التلات يوما مميزا فى كل بيت أقصري يزدان فيه بمنتجات هذا السوق من ألبان وأجبان وخضراوات وطيور وغيرها ،بل وحتى تستطيع أن تشم رائحة الطبخ مميزه فى ذلك اليوم فى كل البيوت الاقصرية
إن حضارة الشعوب وثقافتها ليست قاصره على معابدها وأثارها فقط ولكن يزيدها جمالا موروثها الشعبي الثقافى الذى لا يقل أهمية بل ويضيف ويثقل تلك الثقافة وكم كنا نرى السائحين وهم يتجولون فى هذا السوق فرحين وهو يذكرهم بحياة قديمة يقرؤن عنها فى القصص إفتقدوا رونقها ودفىء بطء رتمها فى ظل حداثة طاغية أنهكت أرواحهم وأرواحنا لهثا وراء كل جديد مزيف غير أصيل ،فلماذا خلق تلك الفجوة فمن غير المعقول أن يكون فقط حضارة فرعونية ونحن جيل الحداثة فقط!!أين الاجيال المتعاقبة فى الوسط!!؟؟أين تراثها وأثرها وثقافتها أم كانوا عدما !!؟؟
سوق التلات الاقصرى هو موروث ثقافى حضارى يجب أن يعود ،بل ويجب عليكم أنتم أن تعيدوه بطريقة راقية منظمة يعاقب من يخالفها ، فأولى مهام الإدارة الناجحه هى التنظيم وليس التحجيم والمنع،كما أن لتلك الأسر والبيوت التى تقتات من بيع منتجاتها البسيطه فى ذلك اليوم ألام وأوجاع أنتم مسائلون عليها أمام الله
اللهم إنى قد بلغت