.ماجد عزت إسرائيل
الشهيد العظيم مارمينا فتى مصرى، ينتمى إلى عائلة كبيرة من طبقة الحكام. هجر الجندية إلى الصحراء ليمتلئ بفيض نعم السماء، وبعدها أعلن إيمانه بالمسيح، واستشهد على اسمه المبارك في15 هاتور الموافق 24 نوفمبر حوالي عام(309م) وكان عمره نحو 24 عامًا،ولما حاولوا حرق الجسد الطاهر، مكث فى النار ثلاثة أيام وثلاث ليال ولم تؤثر فيه، فأتى بعض المؤمنين وأخذوه من وسط النيران وكفنوه بأكفان فاخرة ودفنوه بإكرام جزيل. وعندما خرج القائد أثناسيوس ليُحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينة مريوط، فأصر أن يأخذ معه جسد القديس. وإذ كشف الجنود القبر ظهر نور عظيم فسقطوا على الأرض وسجدوا لإله مارمينا.أخذوا الجسد وأخفوه ووضعوه في مركب قاصدين الإسكندرية ومنها إلى مريوط. وفي البحر هاجمتهم حيوانات مفترسة فخرجت نار من الجسد وانطلقت كالسهام نحوها، فهربت للحال.إذ وصلوا إلى الإسكندرية وحملوا الجسد على جمل إلى مريوط هزموا البربر، وعند رجوعهم رفض الجمل القيام والسير معهم بالرغم من الضرب الشديد. نقلوا الجسد على جملٍ آخر أقوى منه فلم يتحرك وهكذا تكرر الأمر فأدرك القائد أثناسيوس أن هذه إرادة الله أن يبقى جسد القديس في مريوط.
ومن الجدير بالذكر أن البابا يوحنا الرابع أن كسيحًا يسكن في قرية قريبة من مكان الجسد زحف حتى خرج من قريته ورأى مصباحًا منيرًا فأسرع وهو يزحف فبلغ إلى القبر(320-325م) هناك رقد ونعس، وإذ كان والداه يبحثان عنه وجداه نائمًا. وبينما هما يصرخان في وجهه قام يقفز ويجري يخبر أهل القرية بما رآه. جاءوا إلى القبر فرأوا نورًا يخرج منه. توافدت الجماهير إلى القبر، وكان الله يصنع عجائب كثيرة بصلوات القديس مينا. وبعد زمن كان أحد الرعاة يرعى غنمه خارج المدينة، وإذا بخروف أجرب ينزل في بركة ثم خرج ليتمرغ في التراب فبرئ للحال. بُهت الراعي جدًا فكان يحضر الخراف المريضة يبلها بالماء ثم يُمرّغها في تراب هذه البقعة فتُشفى. ذاع الخبر وسمع إمبراطور القسطنطينية بذلك. وإذ كانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجُزام أرسلها مع حاشيتها إلى مصر لتنال الشفاء من هذا المكان العجيب. في الليل ظهر لها القديس وأخبرها بأن تحفر في ذلك المكان على عمق بعض الأمتار حتى تجد رفاته المقدسة. ففعلت ذلك وبنى والدها كنيسة على اسم القديس وكُرّست في 15 بؤونة.
وبعدها قام البابا أثناسيوس الأول البطريرك رقم(20)(328-373م) ببناء كنيسة في ذلك الموضع ووضع فيها رفات القديس فى زمن الإمبراطور قسطنطين(313-335م). ثم أنشيت الكاتدرائية العظيمة ذات الهياكل السبعة من الرخام والأحجار النادرة حتى سميت هذه المدينة بـ المدينة الرخامية،وأطلق عليها الأقباط مدينة “بو مينا”، وفى عهد البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم (23)(385-412م) فى زمن الإمبراطور آركاديوس بن ثيؤدوسيوس الكبير(377-408 م). وقد عاون الأباطرة فى زخرفة وتزين الكنيستين، وفى عهد البابا تيموثاؤس الثانى(454-477) قامت مدينة كبيرة حول هاتين الكنيستين،وشيد ديراً على أسم مار مينا فى هذا المكان للرهبان الذين يخدمون هذه الكنائس،فى زمن الإمبراطور زينون(479-491)، فوجدت المحال التجارية والمصانع، والحمامات، بل والمنازل والقصور الفاخرة، تحوطها المروج وأصبح الطريق إليها ممهداً تسلكه الآلاف، وقد امتدت شهرتها إلى خارج حدود الشرق. وكان الحجاج يقبلون من كافة الأنحاء لنوال البركة ويأخذوا تلك المياه العجيبة التى تزيل الآلام. وكانت القوارير الفخارية عليها صورة القديس مارمينا تحمل تلك المياه المقدسة التى يقول عنها أحد الحجاج من أزمير فى كلمة عثر عليها” خذو مياه مينا المقدسة فتزول عنك الآلام”. وشهدت الجموع من الحجاج لهذه المدينة لعجائب القديس مينا فلقبه بـــ “العجايبى”. وقد تعرضت المدينة فى القرن العاشر الميلادى لغارات الوثنيين ثم العرب المسلمين، فدمرت وتخربت وهجرها بعض الأهالى والسكان.
الوسومد.ماجد عزت إسرائيل
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …