اعادة تدوير النفايات الإعلامية
17 نوفمبر، 2017 مقالات واراء
عادل جرجس
و كأن على رأسه الطير هكذا وقف عماد الدين أديب الإعلامي الهرم ليقدم تحقيقاً صحفياً متلفزاً ينفرد به في لقاء مع إرهابي أثم و بطل مغوار فالمصادر الصحفية التي أتيحت لأديب لا يمكن لأى صحفي في بر المحروسة أن يلتقيها أو يحاورها و يفترض فيه انه الصحفي المخضرم و الإعلامي المتمكن من أدواته المهنية و أنتظر الجميع اللقاء ولكن كأن التحقيق أكبر بكثير من إمكانات المحقق قد يكون هذا بسبب تقدم السن أو افتقاد اللياقة الإعلامية نتيجة عدم ممارسة المهنة لفترة طويلة، بدا اديب متوتراً متلعثماً و هو يقرأ من (اسكريبت) أعد له مسبقاً و كأنه يقدم برنامجاً للإذاعة المدرسية في طابور الصباح لأحدى المدارس و لم تفلح محاولات فريق إعداد البرنامج لكسر الملل في الأنترو (المقدمة) ببث بعض المقاطع المصورة و التي على رغم عرض بعضها للمرة الأولى الا ان محقق البرنامج لم يحسن استغلال المادة التي بين يديه و كظم المشاهد غيظه في انتظار الحوار مع المصادر التي أعلن عنها (الإرهابي و البطل)
ولن أحلل الأداء الصحفي و المهني لحوار أديب مع الإرهابي فالحوار به الكثير من السقطات المهنية التي وصلت الى حد ترك المجال مفتوحاً أمام الإرهابي ليبرر معتقداته الإرهابية و بسبب سوء تحضير المحاور لأسئلته تقزم أمام محاورة الإرهابي و فشل في وضع مسار صحفي مهني لحوارة و لم يشبع فضول المشاهد في الرد على الكثير من التفاصيل التي انتظرنا ان يكشف عنها أديب
أما البطل النقيب محمد الحايس و على الرغم من أنه كان يتحدث من على سرير المرض الا أنه بدا رابط الجأش أقوى من مرضه حتى نبرات صوته كانت تخرج منه في منتهى القوة بطل حقيقي و مدعاه للفخر لكل مصري و لكن المحقق التلفزيوني فشل في إخراج مكامن البطولة في شخصية الحايس
وكان زائراً ثقيل الظل على البطل. بالتأكيد هناك من أختار أديب لمثل هذا التحقيق ز بالتأكيد أيضا ظن من أختارة أنه الإعلامي الأكبر و الأفضل و المحنك صحفياً لمثل هذا اللقاء الذى انتظره وجدان الشعب المصرى لما يمثله اللقاء من عظمة الدولة وجيشها وشرطتها ويبث الثقة في قلوب الجميع الا أن أديب لم يكن عند حسن ظن من أختارة و بصرف النظر عن الأداء الإعلامي للتحقيق التلفزيوني فالشعب المصري لديه القدرة و الحدس على استنباط مكامن الفخر و التباهي في هذا اللقاء الا أنه يتوجب على أولى الأمر في الشأن الإعلامي التوقف عن أعادة تدوير الكاريزمات الصحفية في عهود ماضية
لأن تلك الكاريزمات عفا عليها الزمن ولا تدرك التغيير المتسارع في الأداء المهني الإعلامي فهناك من جيل الشباب من هم في عمر أحفاد أديب كان يمكن أن يقدموا لنا تحقيقاً صحفيا مهنيا ممتعاً لو أتيحت لأحدهم الفرصة فهل توقفنا على أعادة تدوير النفايات الصحفية و الإعلامية ؟