الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

ماجدة سيدهم تكتب : رهان

يما انتابتها نوبة الغضب والتوتر هاتفها بصوت دافئ اليقين : اخبريني بموعد وصولك

لتتصاعد فيها حدة التشتت الذهني ..تتحدى فيه نبرة الثقة والهدوء وكيف ظن فيها

أنها تنقاد هكذا لمطلبه في رغبة اللقاء مجددا ، وكيف تتنازل عن إصرار عقلها لأن يبقى هو الطيف الساحر مر بها ذات خريف وما عبر …

كانت في رعبة أن تفقد في عودة اللقاء حالة الشغف المضنية حين امتلات روحها من سكرات اللقاء الأول ..قالت له مؤكدة ” لن أراك ثانية ..فقد اكتفيت بوهج هذه الليلة معك لأكون بك أجمل وأبهج النساء ..فأنت أبرع ماحدث لي ..وبك اكتفيت وتنعمت جدا “

فيما تساقط العرق المثلج عن جسدها المبلل بالرعشة والحنين والرفض ..بادرته بكلمات متلعثمة : اعتذر منك ليس بمقدوري المجيء لكثرة الانشغالات ..لدي ولدي ولدي ..كما اني جدا ممتلئة بك ..ثق سنكون دوما على تواصل كما هو بيننا

: تمام ، فقط تأكدي من موعد السفر كي أكون بانتظارك ..سأهاتفك بعد دقائق . لتخبريني ..أحبك وأكثر

حتدمت فيها خلايا الصخب وضخ القلب طوفان من الفوضى الصارخة لحتى كادت تتهشم في داخلها ..تكاد تفتك بأي عابر أمامها الآن..لاترى شيئا محددا لكن تعرف جيدا مقصدها بين كتل الزحام النهاري المثقل بضجة لا تسمعها فقد فاقت كلمة ” انتظرك ..أحبك ” كل محاولات المراوغة والهرب ..

تخترق طريقها مسرعة بين جنون السيارات التى راحت تصرح صفاراتها كي تتفادي اضطراب هرولتها بلا وعي منها أو تركيز بينما وقفت أمام المسؤول بالشركة تلتقط انفاسها بصعوبة : من فضلك أقرب رحلة إلى أثينا

هاتفها مجددا : هل تخبريني بموعد طائرتك ؟ : من فضك تفهم فأنا غير مرحبة بالفكرة ولنكتفي بالتواصل الروحي الذي بيننا

: رائع جدا .. يومان أو ثلاثة نكون معا .. انتظرك من الآن .. مسؤول الشركة : …….

هي : ذهاب فقط جدد المهاتفة : بفارغ التفاصيل انتظرك بضجر جدا..أغلقت الخط ..اطاحت بالهاتف ومضت ..

* كانت تحكي كل هذا ممددة على سريره ناصع السرد والمبلل بالوهج والمرح ..تهمس ” لن اراك ثالثا فقلبي لا يحتمل كل هذا الحرير” فيما راح يسكب في فمها جمرة تفاصيل اللقاء الثاني ولازال الخط مفتوحا ..

شاهد أيضاً

المصريون يعتقدون بأن “الأكل مع الميت” فى المنام يعني قرب الموت .. وعالم يؤكد بأنه خير

يستيقظ جزء كبير من المصريين باحثين عن تفسير ما كانوا يحلمون به بالليل بل ويقضون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.