وقف عند شاطيء النهر لكيما يغتسل ، فاتت امرأة لكيما تستحم في النهر فانتهرها الرجل قائلاً : كيف لكِ ان تستحمين في النهر وتعرين جسدك امامي . اما تبالين بأنني رجل دين .
فأجبته المرأة قائلة : اذا كنت رجل دين فعيب عليك ان تنظر إليّ ولتذهب من هنا.
الا تعلم انني ان نظرت إليك فحسناً افعل لأنني أُخذت منك ، اما انت فعليك ان تنظر للأرض فقد جُلبت منها ، فقد سُميت آدم لأنك أخذت من أديم اي تراب الارض. “
طالعتنا وسائل الاعلام والسوشال ميديا بان هناك محامٍ – الذي لا يستحق ذكر اسمه – صرح قائلاً : ” البنت اللي تمشي عريانة التحرش بها واجب وطني.”
العجيب ان ذاك الكائن حر طليق والاف الابرياء يزج بهم في السجون .
وهذا التصريح لذاك او لغيره نتاج حتمي لمجتمع يفرض فيه سلطة الرجل على المرأة ، ويعاملها بدرجة اقل من الحيوانات. والذكورية المستبدة واضحة وضوح الشمس في اغلب مناحي حياتنا…
فالقانون عاجز على إعطاء المرأة حقوقها، والمجلس الأعلى للمرأة لا يحرك ساكناً فهو جسد بلا روح ومنظر بلا جوهر.وايضاً مجلس حقوق الانسان عاجز عن الإتيان باي حق للمرأة كإنسان …
تضطهد المرأة في المنزل كثيرا واذا طلقت لا تعطى حقوقها بل يتملص ويماطل الرجل عن إعطاء اي حقوق والمجتمع وبلا شك يقف في صفه فهو الذكر والقوة وهي الحلقة الأضعف .والنتيجة ان مصر هي في الترتيب الاول في الطلاق ومع كل اسف.
وهناك عشرات بل مئات الحالات التي تصف وبكل أمانة تلك المشاهد التي ينغض لها الجبين وتنكس لها الرأس خجلا من جراء وقوف مجتمعاتنا خلف الذكورية المستبدة للرجل.
عندما يكون هناك ولد في المنزل الواحد وكل شقيقاته إناث ، فانه يمارث ذكوريته وهو لا يزال طفل . يعلو صوته ولابد ان يلبي الجميع طلباته وأوامره فهو ذكر المنزل.
عندما تمشي المرأة في الشارع ويلتهمها الرجال بنظراتهم الجائعة ، فانه امر عادي بالنسبة للمجتمع بل وتصل بهم الوقاحةان يلقون اللوم على المرأة دون الرجل . لانه مجتمع ذكوري مستبد اعتاد على تغليب السلطة الذكورية على اي حسابات اخرى.
عندما تنسب اعمال للمرأة متدنية ، وأعمال اخرى للرجل ارفع وأسمى تحت حجة انها غير قادرة وان الرجل قادر على كل عمل. فان التمييز الذكوري يكون واضحاً، وعندما ينجح الرجل يقولون : وراء كل رجل عظيم امرأة. اين حقها وأين كرامتها؟؟ شعارات جوفاء ليس لها تطبيق في ارض الواقع.
وعندما يكون هناك حديث او نقاش ويتم تكميم افواه النساء لسبب او لاخر فان الذكورية المستبدة تتجلى بوضوح.
وعندما يتخيل الذكر ان جل اهتمامه هو جمع المال- ان افلح- وجميع المهام الاخرى على الأنثى ، من مساعدة الأبناء في تدبير المنزل، والامور التعلمية والصحية والتسوق وغيرها، مع العلم انها تعمل ايضا وتجلب المال.
وليست الذكورية المستبدة تُمارس فقط على المرأة ، ولكنها تُمارس من ذكر على اخر . فعندما يقوم الشرطي بالتفتيش في كمين او غيره فانه لا يمارس عمله بأمانه بل بتعسف وذكورية مقيتة.
وايضاً عندما يكون الحاكم مستبداً فانه يمارس ذكوريته على شعبه بصورة او باخرى…
وإني ارى ان الذكورية العفنة المقيتة التي تُمارس على النساء وعلى غيرهم هي نتيجة حتمية لجهل مطبق منذ مئات السنين تمارسه علينا السلطة الدينية والسلطة السياسية…