ارفعوا الأسود عن أجسادكم ..عن اذهانكم وخبزكم المعتق بالتراكم والتجاعيد
عن خزائنكم المثقلة بالوشم ..
عن قصائدكم المبللة بالترنح و حنطة مشبعة بااللعنة االجافة عن مشاوير الزوايا المعبدة بصلوات ملتهبة بالتكرار وعشيات التآمرالرخيص ..
ارفعوا الأسود عن حناء المغامرات المرتبكة.. عن مرارات قهوتكم الصباحية ..عن قدوركم ..أمطاركم في مواسم الشتاء الجافة
..عن آثامكم الملوثة بالتقوى ..ارفعوا الأسود عن موتكم المبكر عن رغباتكم المعتقة بالمضجع المؤجل و الانطباعات الأولى في اللقاءات الحميمية ..
ارفعوا الأسود عن مآذن الحرمان . عن جغرافية وطن مفقود في خرائط الرمال .. عن نساء ترملن بالمكاحل حتى الكاحل ..عن جوع صبية يتطلعون ب أحداق فارغة لأمل مراوغ
عن نصفكم المضيئ وعن ماتبقى فيكم من وضوح لانتبهو ألاّ تختزلوا الضوء في حماقة الأبيض ..اللون الكثير صالح وليس به نيء .. فليس ثمة عتمة أكثر من العمى الأبيض .. فتشوا عن أسودكم الناصع فهو أكثر نصوعا بجوار الأبيض.. افتخروا بالخطايا اللذيذة .. واحتسوا نخب المسافات الوهمية ..فكل منا ياصديقي محض مغامرة على رحم الحياة لم تولد بعد محض لقاء مصلوب على قارعة الاحتمال البغيض نكون أو لا نكون ..
هذا قرار عبقري لتحطيم زجاجات مملوءة غشا ،هي شريعة االمخادعين
لكنا نؤمن بمن اتخذ العشق إلها مسحورا بالفهم والركض والوميض هي شريعة الغضب الجديد
انزعوا عنكم ورقات الخوف وأقبية الانحناء المطيع كي تسقط تباعا لفائف كل الأسود
فحين تمزقون الأسود يتجلى ورق المنابر في المراحيض ..