بقلم / أمل فرج
في مشوار الحياة نبحر على ظهر الأيام ، وفي أعماقنا شيئ يبحث بلهفة عن الحب الصادق ، الذي لا تغيره منعطفات الأيام ، وتضاريسها ، وأعاصيرها ، حب لا تؤثر فيه تقلبات القلوب ، وما تحمل النفوس من تغيرات تلائم ما تأتي به الحياة ، حب لا يقبل النسبة ، ولا تنطفئ حرارته .. هل خُلق هذا الحب في غير قلوب الأمهات بعد ؟ تلك القلوب التي لا تعترف أمام فلذات أكبادها بمبدأ النسبة والتناسب على مر الزمان ، أيا ما حدث ، وأيا ما كان ، هل خُلق على ظهر هذا الكون قلب في عبقرية ومعجزة هذا القلب ؟!
كل القلوب في حبها لمن تحب تقل ، وتزيد ، تهبط ، وتصعد ، تشتاق ، وتمل ، إلا قلوب الأمهات .. معجزة العشق الإلهي في الأرض ، قبلوا أقدام أمهاتكم ؛ ففي تحت قدميها تسكن الجنة ، قبلوا مَن لا يجود بها الزمان مرتين ، مَن استثنتها الفطرة والإعجاز الإلهي ، ونحتها بعيدا عن قانون ثنائيات الحياة ؛ فكل شيئ يحتمل الغدر والوفاء ، الحب والكراهية ، الفتور والانجذاب ، إلا هذا القلب الخارق الذي ليس له سوى وجه واحد ، الحب ، الوفاء ، الاشتياق ، الاهتمام ، بلا نقيض ، هي معاني ليس لها ضد في قلب الأم ، أمي .. قد أرهقني البحث عن الحب كثيرا عندما كنت بعيدا عنك ِ ، واليوم أنحني لكِ طويلا ؛ لأعيش تحت قدميك ِ .