بقلم.شحات عثمان كاتب و محام
لإننا بشر سنظل نخطئ حتى تقوم الساعة هذه سنة الحياة الدنيا منذ بداية خلق الانسان وحتى يتوفانا الله واحداً تلو الآخر .
العصمة من الأخطاء مقصورة على الأنبياء والمرسلين والمُخْلَصِين المصطفين رغم أنه حتى الأنبياء كان لبعضهم خطايا وذنوب ولذلك سيقولون نفسي نفسي يوم العرض على الجبار .
لإننا بشر نجترع الذنوب والأثام يوماً بعد يوم كشرب المياه وفى حقيتها كمن يجترع السم البطئ الذى يؤدي نتائجة على المدي البعيد بالغفلة وتحجر القلوب وأستسهال المعاصي والذنوب حتى تصبح عادات مقبولة متوافقه مع أهوائهم وميولهم ونزعاتهم الشيطأنية .
لإننا بشر بعد إرتكاب الأخطاء والذنوب ننقسم الى فريقين الأول يتمادي فى أجتراع الأخطاء والثاني يتوب ويرجع الى ذات الأخطاء .
وفى الحديث المرفوع عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّكُمْ لا تُذْنِبُونَ ، فَتَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ ، فَيَغْفِرُ لَكُمْ ، لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ ، ثُمَّ جَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ ، وَلَوْ تُخْطِئُونَ حَتَّى تَبْلُغَ خَطَايَاكُمُ السَّمَاءَ ، ثُمَّ تَتُوبُونَ لَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ” .
وفى الحديث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: ” كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ ”.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ.
ولإننا بشر فالخطأ قرين لنا وربنا سبحانه وتعالي يعلم ذلك علم اليقين عند بدء خلق أدم وحوار الملائكة فقد قال (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) .
إذا لإننا بشر سنفسد فى الأرض ونخطئ والعاقل فينا من يستغفر ويرجع ويتوب الى الله فور أرتكاب الذنب والخطأ ، أما أستسهال الذنب. ويقول هذه صغائر وليست من الكبائر أو أهون الذنوب والأضرار فهنا بداية الأستمراء والتمادي فى طريق الغفلة وضياع الرهبة من القلوب .