الأحد , ديسمبر 22 2024
محفوظ ناثان
محفوظ ناثان

محفوظ ناثان يكتب : ” الحمار الأعرج “

 

يقول المثل الشعبي ” حمارك الأعرج ، ولا سوْال اللئيم.”
اي انه لو لديك شيئاً افضل من لا شيء ، وقس على ذلك.
وبكل اسف فان معظمنا ان لم يكن جميعنا يضع ذاك المثل منهجاً له وذلك حتى يسترح ضميره ولا يعد ينغص عليه حياته ويسير وفق أُطر قد حدده لنفسه او ارتضى ان تُحدد له.
وهذا – وبلا أدنى شك – قتل للطموح ووأد للفكر وجعل كمائن العقل وقدراته حبيسة الأدراج . وكل هذا ينطبق على جميع مناحي الحياة.
وتلك السياسة او المنهج تنتهجه دولنا ولا اريد ان ابرأهم بأنها سياسة غير مقصودة بل كل ما فيها مقصود.
عندما تسير الدولة بهذا النظام التعليمي المتهالك الذي لا يرق لطموحات أبناء الوطن الغالي ، فإنها تسير بالحمار الأعرج .
وعندما لا تتخذ الدولة موقفاً حازماً وحاسماً تجاه فانون دور العبادة وتترك الامور تتخبط ،فلا يكاد يمر يوم حتى وتندلع الفتن ويثور المتشددون لمنع اداء الأقباط لصلواتهم لدرجة انهم يصلون احيانا في الشوارع ، ويخرج علينا محافظ المنيا قائلاً : اننا لن نسمح للمتشددين الأقباط من اداء صلاتهم بالقوة.
وفق هذا المنهج تسير الدولة …الحمار الأعرج
عندما يستشري الفساد في كل مفاصل الدولة ، لدرجة انه بالكاد تجد هيئة او مؤسسة ليس فيها فساد ورشوة ومحسوبية. يمسكون صغار اللصوص اما الأغلبية فانهم احرار طلقاء. وفق اي مبدا تسير الدولة لماذا لا تضرب بيد من حديد ؟!
الا تسير وفق سياسة الحمار أعرج…
عندما يكون معدل التضخم مرتفعاً وسعر الصرف متدنياً وفرص جذب الاستثمار تكاد تكون معدومة الا يوحي هذا بمنهج غريب عجيب وهو ان شيئا احسن من لا شيء
اي الحمار الأعرج…
عندما لا تكون هناك عدالة ناجزة ، والاف من القضايا في المحاكم مكدسة ويصرف لرجال القضاء افضل المرتبات والعلاوات والهبات والمكافآت وبقية الشعب يهلك جوعاً . فنحن نسير على الحمار الأعرج الذي لا يصل لمكان.
عندما يكون الشباب مملؤين املاً واحلاماً ويريدون بناء دولة تصل بحضارتها الى عنان السماء ، وتذهب احلامهم سُدى ولا يَرَوْن تغييراً حقيقيًاً جديرا بأحلامهم وتطلعاتهم . فإننا نسير على ذاك الحمار الاعرج.
وعندما تتبنى الدولة تجديداً في الخطاب الديني حتى يتم القضاء على الفكر المسموم المتشدد وينعم وطننا بالتغيير الحقيقي في بناء الفكر الذي هو افضل من بناء القصور وتشييد المباني الشاهقة . ومع هذا ايضا لم يفلح شيئا بل تبا لذاك الحمار العرج الذي لا يساعدنا على الوصل لركب الحضارة ويكون لنا اسم بين الشعوب.
وماذا اقول ايضاً ؟
لانه يعوزني الوقت ان أخبرت عن عشرات الامور التي تسير في وطننا وفق سياسة الحمار الاعرج…
ومنتهى الكلام هو انه لا توجد إرادة للتغيير

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.