الإثنين , نوفمبر 25 2024
Amal farag
أمل فرج

“هو وهي ومشاعر بلا قانون ” .

 

بقلم / أمل فرج
ليس منا مَن يحق له أو يستطيع ـ أصلا ـ أن يقدم قانونا ؛ ليعيش في كنفه هو و هي ، فوحدهما من يخلقان عالمهما ، ووحدهما من يكتبان القانون ، قد نراهما جميعا ، ولكننا لا نشعر بعالمهما ، ولا نعلم قانونهما ..
ولكن يظل التعامل ككيان واحد بين الحبيبين أو الزوجين ؛ ليشعر ويفكركل منهما بتوافق حتى في ظل وجود اختلاف ولكن يكون دون تصادم ، وبأكثر مرونة ، وتقبل ، وتفاهم ، واحترام ، هي أكثر الطرق أمانا لاستمرار حياة زوجية هادئة ، ناجحة ، إلا أن هناك نقاط لابد من النظر إليها من منطلق نظرتنا لأسس الحياة ؛ حفاظا على استقرار الحياة الزوجية ، وهي أمور ليس من الصحي التنازل عنها ؛ ففي التنازل عنها سلبيات لابد أن يلمس أثرها كل من الطرفين ؛ لأنها أمور تعتبر أساسيات حياة يُلح إشباعها على صاحبها ، ويضايقه إغفالها ، وهي :
ـ الاحترام : هو في مقدمة أهم دعائم الهدوء والسعادة والاستقرار بين الزوجين ، والذي ينعكس تلقائيا على الأسرة ، وخاصة الاحترام في أوقات التصادم والاختلاف ..
ـ الحوار و التفاهم : أهم وسائل حل الأزمات و والوصول لحلول مرضية ؛ لذا كان التجاهل والإهمال من أهم أسباب إفشال الحياة الزوجية ، وتراكم المشكلات ، مما يؤدي إلى الانفجار بغير تمهيد و مقدمات أو مبررات منطقية في كثير من الأحيان ..

ـ المشاركة : أقصر وأسهل الطرق التي تؤدي للتفهم لظروف تقصير الزوج أو الزوجة ؛ لأن المشاركة في كل شيئ تجعلك تشعر وتقدر بما يقدمه ويفعله الطرف الآخر ، وفي حال التقصير ، تكون أكثر تفهما ووعيا لتداعيات وتطورات الظروف التي لا تكون مفاجئة لك ؛ نظرا لمشاركتك وبالتالي توقعك لما قد يتعرض له هو أو تتعرض له هي ؛ فتكون أو تكوني أكثر تقديرا ووعيا ..
ـ الطموحات : قد تتنازل هي، أو يتنازل هوعن كثير أو قليل من طموحات كل منهما في سبيل الحفاظ على مَن يحب ، ولا يكون التنازل سيئا أو يشوبه شيئ من الغضب ، بل قد تتنازل الأنثى والعكس بسعادة عما تحب من أجل مَن تحب ، ولا تكترث كثيرا أو قليلا إلا بالفوز برضاه ، ولكن من أجل نفسية سوية وحياة سوية فمن الصحي أن يكون لهذا النوع من التنازل حد ، وأن يتفهم ويقدر كل من هي وهو
هذا الأمر ؛لأنها متطلبات إنسانية طبيعية لا غنى عنها ، وقد يؤرق الإنسان التنازل عنها فيما بعد ؛ لذا على كل منهما احترام طموحات كل من الآخر ..
ـ الأسرة الأم : أي الأسرة التي وُلد و نشأ فيها كل من الزوج والزوجة ، فعلى كل منهما مراعاة حق العائلة أو الأسرة الأم على كل من الآخر وبرهما ـ فيما لا يعطل استقرار الحياة الزوجية و راحة الزوج أو الزوجة ـ فلا تغضب الزوجة من بر الزوج لوالدته مثلا وانتمائه وبره لها ، والعكس صحيح ..
ـ الاحتواء : وهي كلمة عميقة ذات معنى أكثر عمقا ، تشمل كل معاني الود والحب والحنان والتفاهم والذكاء في إدارة الأزمات ، هي المفتاح السحري لعلاج كل أنواع الخلافات والمشكلات ، فلا تنازل عنها ؛ لأنها تضمن وتختصر تقديم كل أنماط المشاعر التي يحتاج أن يشعر بها الإنسان مع من يحب بأكثر الأساليب ذكاء ودفئا ..
يستطيع هو وتستطيع هي أن يضيفا ما يروق لهما ويناسبهما لهذه النقاط الأساسية ، فالعلاقات الإنسانية علاقات لا يحكمها قانون أو منطق محدد ، ولكن هناك ثوابت علينا أن ننطلق منها ، ومن خلالها يبني هو و هي حياتهما بقانون من اختراعهما يليق بعالمهما ، قد لا يفهمه العالم من حولهما ، ولكن تظل لغة واحة لا يفهمها سواهما ؛ ليظل هو وهي وحدهما يعيشان على سطح وعمق هذا العالم الخاص ، الذي يحترق من اقترب منه .

 

شاهد أيضاً

لماذا تصلي الكنيسة على المنتقلين !؟

جوزيف شهدي في الايمان  الارثوذكسي أن الكنيسة الموجودة على الارض تسمي الكنيسة المجاهدة وأن أبناءها  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.