بقلم شنودة حبيب
من ماسح احذية وبائع خضار وميكانيكي إلى صاحب نهضة البرازيل
اشهر زعيم سياسى خرج من رحم الفقر والتهميش إلى قمة هرم السلطة
انتمى لولا دا سيلفا لأسرة مكونة من 7 أولاد وبنات، سافر أبوه مع ابنة عمه بعد أسبوعين فقط من مولد دا سيلفا إلى ساو باولو، للبحث عن عمل ثم انقطعت أخباره فظنت والدة لويس أنه وجد وظيفة وبالتالي سافرت هي الأخرى إلى ساو باولو ومعها أطفالها. ولكن سرعان ما اكتشفت أن زوجها تزوج من ابنة عمه ولذلك اضطرت أن تسكن في غرفة واحدة في منطقة فقيرة . ولقد لعبت “أريستيدس” والدة دا سيلفا دوراً كبيراً في حياته وتكوين شخصيته، واعترف دا سيلفا بذلك قائلاً:
«لقد علمتني أمي كيف أمشي مرفوع الرأس وكيف احترم نفسي حتى يحترمني الآخرون»
عمل كماسح للأحذية لفترة طويلة في شوارع ساو باولو وكصبي في محطة وقود، ثم حرفي في ورشة، وبعد ذلك مكانيكي لإصلاح السيارات، وبائع خضروات لكن كل هذه الظروف جعلت منه رجلًا قويًا. وانتهى به الحال كمتخصص في التعدين وتعرض لحادثة في سن ال19 ، أثناء عمله في إحدى مصانع قطع الغيار للسيارات، أدت إلى فقدانه أصبعه الخنصر في يده اليسرى
انطلق للعمل النقابي بين عمال الحديد، واكتسب مع الوقت شعبية كاسحة بين طبقات العمال، ورغم عدم نجاحه في سباق الرئاسة لثلاث مرات، إلا أنه نجح في تجربته الرابعة عام 2002 ليلقى على عاتقه حمل كالجبال
لعب لولا دى سيلفا دورا كبيرا فى النهوض بالبرازيل و ذلك من خلال الخطة الذى رسمها لذلك و المتمثلة فى النهوض اقتصاد البرازيل و تحقيق العدالة الأجتماعية و تحديث الجيش .
أصبحت البرازيل تحتل المرتبة الثامنة كأكبر اقتصاد على مستوى العالم . و استطاع اخراج أكثر من 20 مليون شخص من تحت خط الفقر و تحسين حالتهم المادية
نجح فى توفير ما يقارب 60 مليار دولار خصصها لمساعدة الأسر الفقيرة و القضاء على ظاهرة توارث الفقر .
قامت فلسفة دا سيلفا في محاربة الفقر على منح الغذاء للفقراء وإيجاد مصادر دخل لهم في ذات الوقت، فأطلق مشروع (محو الجوع) في عام 2003 لتحسين أوضاع الفقراء الذين تصل نسبتهم إلى 20% من سكان البرازيل
تمكن دا سيلفا من سداد جميع مستحقات صندوق النقد في أواخر عام 2005 وتحققت المعجزة الاقتصادية بعد استطاع تسديد ديون البرازيل والتى كانت تقدر بـ 15.5 مليار دولار، والغريب أنه سدد ديون الأنظمة السابقة قبل عامين من موعدها المحدد، والتى كانت تبلغ 260 مليار دولار وسددت جميعها من الاحتياطى النقدى البرازيلي بل إنه أقرض صندوق النقد نفسه ما يقرب من 10 مليارات دولار في 2009.
لم يحاول لولا دى سيلفا إجراء أي تعديل في الدستور ليتولى فترة رئاسة ثالثة، رافضا المطالب الشعبية الواسعة ليختتم حياته السياسية قائلا “ناضلت عشرين عاما ودخلت السجن لمنع الحكام المستبدين من البقاء في الحكم طويلا، فكيف أسمح لنفسي بذلك؟”