ماجدة سيدهم تكتب : حانلبس جينز مقطع
27 أكتوبر، 2017 مقالات واراء
الملابس زي أي شيء هي سلوك وثقافة بل هي مؤشر خطير لما آلت الأحوال المتدنية التى تعانيها المرأة في بلادنا ..ومدلول لايقبل للشك لمدى تطور الوعي المجتمعي خاصة خلال السنوات الأخيرة اثر كافة الممارسات القمعية والاضطهاد المباشر ضد المرأة في شوارعنا البائسة، ..
فكل الكلام منذ سنوات ينصب على رأس المراة وحدها – دون الرجل -من تحريم وتجريم ومقبول ويجوز وعورة وعيب وفتنة وتحرش واغتصاب ومفاتن وإثارة ..كلها ترجمة رخيصة جدا لكيان المرأة وجسدها الذي اختزله المجتمع في نطاق الإثارة الجنسية فقط .. ..
هي جريمة إنسانية في المقام الأول والأخير تحت مسمي ديني أو عرف أو عادات وتقاليد لكن كلها تدخل تحت إطار ديني في محاولة رديئة من من رجال الدين لقمع واختزال هذا الكيان الرائع داخل مقاييس محددة للملابس.. ..
ولما رضخت المرأة في البداية بتأثير من ترهيب رجال الدين وربط الطاعة والإنسياق لهم بالفوز بالجنة وجدت أن الأمر ليس أكثر من قهروتعدي سافر على عقلها وجسدها وقدراتها ومستقبلها خاصة مع الانتفتاح المذهل على العالم من خلال الميديا
ولما ضاق الخناق جدا ومع تفشي كل مظاهر البطالة والقعم الفكري والفقر والجهل والترويع من الله والمخيب للآمل في حياة سوية ..بدأت بدورها في اتباع كل وسائل الاحتجاج لاثبات ذاتها وحضورها كإنسان ..
ولم تكن هناك وسيلة أمامها متاحة في هذا الوطن المتعصب غير اتباع كل ماهو ضدالسلطة الدينية والمجتمعية في متابعة وملاحقة أحدث صياحات الموضة ..
ولما يخرج من داخل أحد الكنائس مثل هذا الهلع من ملابس النساء ..
أقول ياسادة البنات القبطيات هن من نفس نسيج القهروالشقاء والتعدي على المرأة بشكل عام
بل أن قهرها مركب .. فصارت البنات كل البنات تفتش عن أي مكان لها كإثبات ذات ( ماحدش يجيب لي سيرة الدين والنصوص الدينية المتداولة لأن الموضوع اجتماعي بحت ..أو يقدم اقتراحات عن انشطة حفظ الحان أو خدمة روحية أو ماشابه ) فهي كاسائر البنات ..عورة ..مهملة ..درجة تانية ..الأولوية للولد ..كلها عيب ..ملابسها مثيرة ..جسدها مهيج للرجال ..
لا مجال لممارسة أي من أنواع الرياضة أو الفنون او أو متوفر فرص عمل متنوعة ومتعددة أو فرصة السفر والرحلات الداخلية لأنها تمثل عبئا ماديا ثقيلا أو فرص الاختلاط الراقي المهذب ..فتنهال عليها وابل اللعنات وكافة النواهي والأوامر والإّ لتتحمل نتيجة ارتداء بنطلون مقطع او مكشوفة الشعر أو التي شيرت الكت ..
القبطيات لسن خارج منظومة القهر بل هي
هي جزء أصيل ونتيجة مشوهة لتعليم فاشل وقيم تتدني وتربية مرتبكة وفنون غائبة ..وأتحدى لو سألنا أي بنت مصرية انت عاوزة ايه أو طموحاتك ايه وأجابت بنضج ووعي وثقة وبشكل محدد ودون أن يخلو كلامها من آيتين حفظاهم لزوم ارضاء الناس . بل لن تخرج طموحاتها عن عريس بلا ملامح .. او تضحك خجولة “مش عارفة.. يعني .. ممكن .. ايوه ولأ مع بعض .. بيتهيألهي .. ” ..أو ترص كلام مثالي كبير مستحيل تعمله ..فقبل أن تلومهن اعلموا نساء وبنات هذا البلد هن ضحية افكار ذكورية ودينية وموروث رديء ومعوق للتحضر ..
مايليق باماكن العبادة أمر محمود لكن لن يقف احد في وجه تمرد وغضب البنات ( وانا على يقين ان بنات الصعيد لا يتجاوزن في ملابسهن )..لكن كلامي بشكل عام .. انظروا الى البنات في الشوارع وراقبوا مشيتهن وملابسهن ..هي محض ثورة في أولها ..صفعة في مولدها في وجه كل من يجتهد ليذبحهن كل يوم ..
ارفعوا ايديكم عن رقاب البنات .. وفتشوا عن اسباب الانحدار الاخلاقي الذي اصاب الذكور بالشوارع ( الرجال لايفعلون ذلك ) ليلاحقن البنات اينما حلوا ..واعلموا ان الملابس مؤشر ممتاز لمدى الغضب وماوصل اليه الفكر والرؤية من انحطاط ثقافي وقيمي ضد المرأة ..للأسف قادنا اليه رجال الدين على السواء ..