عساسي عبدالحميد
دور الأردن كشركة أمنية شارف على النهاية؛ (باي باي المساعدات المالية ) والتي رغم شحها كانت تسد بالكاد
رمق النشامى؛ وفي المستقبل القريب لن يجد أردن العرب ما يكفيه من الماء لتبليل حلوق مواطنيه؛ فهل ستكون
مملكة بني هاشم ورقة كلينيكس سيرمى بها الأمريكان والإسرائيليون ومشايخ نفطستان قريبا في وادي عربة وبين
أطلال البتراء بعد انتهاء صلاحياتها ؟؟
=========
لدى الأردن خيار قد ينقذه من المجاعة والعطش؛ وهو أن يستجير بإيران و يصير جزءا
من محورها وهلالها الشيعي؛ولطالما أبدى الملك عبدالله بن الحسين تخوفه من تمدد هلال أبي لؤلؤة المجوسي
أما وفي ظل هذه التقلبات الرهيبة فعلى الأردن اليوم ببعث الرسائل وانتظار رد الفعل ؛ ومن هذه الرسائل مثلا
((صياغة مشروع اعتماد اللغة الفارسية في المناهج التربوية مثلا…فتح باب التشيع لمن أراد له سبيلا مثلا
…استضافة أئمة ورجال دين شيعة على القنوات الرسمية مثلا ))..
كما أن هناك إمكانية لكي يكون هذا الأردن خط تماس ووسيط مستقبلي بين إيران وإسرائيل
بعد زوال مشيخات نفطستان وذوبانها على كتبان الرمال المالحة؛ وبالتالي ”قـــد” يناط بمملكة
بني هاشم شرف تدبير الأمن الروحي للمسلمين في مكة والمدينة؛ و” قـــد ” يكون الأردن
مؤهلا للعب هذا الدور المستقبلي في إطار خريطة الشرق الأوسط الجديد؛ وسيكون في نفس الوقت
بمثابة أخذ ثأر قديم من آل سعود الذين أخرجوا الشريف الحسين بن علي الهاشمي من مكة
وأجلوه الى ما وراء تبوك حيث وجد له شرعية على ضفاف نهر الأردن (…)
========
في عهد الملك حسين بن طلال والد الملك الحالي والذي امتد من سنة 1952 حتى 1999 استطاع القيام بدور
مكنت مملكته من العيش وسط منطقة متلاطمة الأمواج؛ فخطب ود الانجليز وتزوج سنة 1961 من
” توني غادنر ” ابنة النقيب ”ولتر غاردنر” الذي كان يعمل في الأردن لينجب منها
سلالة أنجلوسكسونية ولتتقلد عرش المملكة؛ و غازل الامريكيين بالزواج من أمريكية
”ليزا حلبي” سنة 1978 والتي اعتنقت الاسلام و أصبح اسمها ”نور الحسين”
وللحفاظ على مملكته من عواصف قد تجتثث حكمه أبلغ رئيسة الوزراء ”غولدا مائير” بنية مصر وسوريا مباغتة
اسرائيل و خوض حرب ضدها وكان تحذير الملك حسين 11 يوما قبل حرب 6 أكتوبر 1973.
وقبل هذا طالب من اسرائيل توجيه ضربة لسوريا على اثر أحداث أيلول الأسود ولكونها تساند
الفصائل الفلسطينية الشيء الذي يهدد أمن المملكة .
وإبان حرب الخليج الثانية واجتياح العراق للكويت سنة 1990 لعب الحسين بن طلال على وتر العروبة
وكان ضد شن الحرب على العراق وهذا ما لم يرق حكام الخليج؛ لكن الأردن استفاد كثيرا من موقفه
طيلة مدة الحصار على العراق بحصوله على احتياجاته من النفط العراقي بأثمنة تفضيلية وكان ميناء العقبة
رئة يتنفس منها العراق كان الملك حسين أشبه بمومس مستعدة لفعل أي شيء حتى لا تجلى هي وصغارها من بيت الإيجار.
الأردن اليوم على مفترق طرق؛ وعليه تسويق نفسه لهذين الخيارين قبل أن يموت سكانه جوعا و عطشا؛فالأمر
في غاية الجدية؛ والوقت يضغط بشدة ؛أي إما أن يمد يده لإيران كما فعلت دولة قطر؛ والقطريون استجاروا
بعمائم قم على اثر دراسة قدمها ”عزمي بشارة” سلعة الربيع العربي التي صدرتها إسرائيل لقطر سنة 2010
ورفعها للشيخ تميم ومفادها أن السعودية أصبحت عبئا ثقيلا وتكلفة باهضة الثمن على الأمن القومي الأمريكي؛ وأن إيران
هي الحليف الاستراتيجي والمستقبلي لأمريكا.
والدكتور عزمي بشارة هو عضو الكنيست الإسرائيلي السابق وهو اليوم يشغل منصب مدير المركز العربي للأبحاث
ودراسة السياسات بالعاصمة القطرية الدوحة .(…)
لقد أبدى مسؤولو قطر في تصريحات أمام كاميرات العالم بأن الإيرانيين أصدق وأشرف من العرب؛ وهذا ما
شاهدناه مثلا على هامش اجتماع وزراء خارجية العرب الأخير في الملاسنة بين ممثل قطر ” سلطان المريخي ”
وسفير السعودية ”أحمد القطان”؛ وأما الخيار الثاني فهو على الأردن انتظار الزلزال الذي من المحتمل جدا أن
يعصف بكيانات عرب الخليج .(…)
========
نحن اليوم على أعتاب الشوط الثاني من ربيع عربي حارق؛ سيطال هذه المرة الملكيات والسلطنات؛ فهل بإمكان
الأردن تجاوز عواصف و حرائق هذا الربيع الذي يطل برؤوسه السبعة على أبواب فيلاديلفيا ومدينة التلال السبعة
عاصمة الهاشميين؟؟ وهل بمستطاع راية شريف مكة القرمزية ذات النجمة السباعية والتي يقدم لها التحية ملك
الأردن في استعراضات الجيش أن ترفرف مستقبلا فوق كعبة بني هاشم ؟؟ (…)
========
نحن لسنا في موقع الناصح فالنظام الاردني على دراية تامة بأن عليه تجديد دوره في المنطقة إن هو أراد الاستمرار
على خريطة الشرق الأوسط الجديدة.(…)