د.ماجد عزت إسرائيل
ولد ديمتريوس الأول (188-230م) تقريبا فى عام 125م بمدينة أهناسيا المدينة( الآثرية ) بمحافظة بنى سويف،وكان فلاحًا أميًّا، متزوجًا. وقد عاش مع زوجته فى بتولية كاملة فى عفة ونقاوة فى مدينة الإسكندرية، يعمل كراماً فى بساتينها.
ولما اقتربت نياحة القديس يوليانوس البابا الحادي عشر(178-188م).
ظهر له ملاك الرب في رؤيا وأعلمه بمن سيكون بعده، وأعطاه علامة بقوله: “غدًا سيأتيك رجل
ومعه عنقود عنب، هو سيخلفك”،ولما انتبه البطريرك من نومه، أخبر من حوله بهذة الرؤيا
وفى الغد دخل القديس ديمتريوس إلى البابا البطريرك ومعه عنقود عنب فى غير أوانه
ليقدمه للبابا لينال بركته، فأمسكه البابا من يده وقال للحاضرين
“هذا بطريركم من بعدى”، ثم صلى عليه فأمسكوه رغماً عنه وابقوه فى الدار البطريركة
إلى أن تنيح بسلام البابا يوليانوس فأقموا القديس ديمتريوس بطريركا وأكملوا الصلوات عليه.
فامتلأ من النعمة الإلهية وتعلم كل علوم البيعة،وكان يعظ الشعب.
وعندما نشأت فكرة استخدام طول متوسط الشهر القمرى لحساب ظهور القمر الجديد
وأوجه لمئات من السنين، ويسمى ذلك الأبقطي لأن هذا الحساب يشتمل على استعمال الباقى
بعد عمليات حسابية متعدة.
وقد بنى حساب التقويم على قاعدة وضعها الفلكى “ميتون” فى القرن الخامس قبل الميلاد
وهى أن كل ١٩ سنة شمسية تعادل ٢٣٥ شهراً قمرياً كاملاً بغير كسور.
ويرجع الفضل إلى البابا ديمتريوس الأول رقم (12) (188-230م)لاستخدم الأقباط فكرة التقويم القمري أى حساب طول متوسط الشهر القمرى لظهور القمر الجديد وأوجه لمئات من السنين، ويسمى ذلك الأبقطي
لأن هذا الحساب يشتمل على استعمال الباقى بعد عمليات حسابية متعدة.
وقد بنى حساب التقويم على قاعدة وضعها الفلكى “ميتون” فى القرن الخامس قبل الميلاد، وهى أن كل ١٩ سنة شمسية تعادل ٢٣٥ شهراً قمرياً كاملاً بغير كسور.
وهذه القاعدة منذ القرن الثالث الميلادي، وقد وضع قواعدها المعمول بها إلى الآن البابا “ديمتريوس الأول” ، وساعده فى وضعها الفلكى المصري “بطليموس”.
وبهذا يحدد عيد القبامة، الذي يليه عيد شم النسيم،بأنه الأحد التالى الكامل الذي يمثل الاعتدال الربيعى مباشرة.
وقد أخذ الغربيون حساب الأبقطي وطبقوه على التقويم الرومانى اليوليانى،حيث اتفقت الأعياد المسيحية عند جميع المسيحيين كما كان يحددها التقويم القبطي حتى سنة 1582م حين ضبط الغربيون تقويمهم بالتعديل الجريجوري .
هنا يجب أن نسجل أن البابا ديمتريوس الأول لم يكتفى بوضع قواعد حساب الأبقطي الذي به تستخرج مواعيد الأصوام والأعياد بنظام فى غاية الدقة.
بل تابع تنفيذه على الطبيعة حيث كتب بذلك إلى بطاركة أورشليم وروما وأنطاكية استحسنوه وعلموا به.
كذلك ضم صوم الأربعين المقدسة إلى أسبوع الآلام. وكان الله مع هذا الأب لبتوليته، وأعطاه حكمة حتى كان يميز من يستحق التناول ومن لا يستحق وكان يبكت الخطاة ويحثهم على التوبة، فتذمر بعضهم
وقال:” هذا رجل متزوج فكيف يبكننا” فأرد الله إظهار بتوليته، فأتاه ملاك الرب قائلاً:” لا تطلب خلاصك وحدك وتترك غيرك فى شكه، يجب أن تكشف السر بينك وبين زوجتك للشعب، حتى يزول عنهم الشك ” وفى الصباح صلى القداس الإلهى وبعد الصلاة أمر الشعب بعدم الخروج من الكنيسة ثم أخذ جمراً ووضع بعضًا منه فى إزار زوجته وبعضًا آخر فى بلينه وطافا معاً فى الكنيسة فلم تحترق ثيابهما.
فتعجب الشعب من هذه المعجزة ثم عرفهم أنه هو وزوجته لم يعرفا بعضهما معرفة الزواج إلى اليوم.
فزال الشك من الشعب، وتيقنوا من بتولة هذا الأب وطهارته.
ظل يعلم شعبه ويثبتهم على الإيمان حت كبر وشاخ وبلغ من العمر مائة وخمس سنين وتنيح بسلام فى 9 أكتوبر 230م.