على مدى سنوات كان رجب هلال حميدة وجها مثيرا فى الساحة السياسية المصرية، علاقاته وتحالفاته كانت مثار تعليقات وانتقادات، ومن أجواء المعارضة إلى التقرب من أيمن نور، ثم الارتماء فى أحضان الحزب الوطنى، إلى الاختفاء طويلا بعد ثورة 25 يناير، ومؤخرا يبدو أنه لحق بصديقه القديم أيمن نور فى حلف دعم الإخوان والتقرب منهم، إما تعبيرا عن قناعات حقيقية جرى إنكارها وإخفاؤها لسنوات، أو طمعا فى عطايا ومنح وأموال الإخوان.
“الإخوان أشرف من أنجبت مصر”، بهذه العبارة المستفزة خصوصا فى إطار ورودها بالتزامن مع حادث الواحات الإرهابى الذى تشير المعلومات المتواترة عن تورط حركة “حسم” الإخوانية فيه، مدح رجب هلال حميدة، أمين عام سياسات حزب مصر العروبة الذى يرأسه الفريق سامى عنان، جماعة الإرهاب، مؤكدا أن المصالحة معها ضرورة، كما أنها قادمة لا محالة، متجاهلا مسلسل نزيف الدماء المتواصل منذ 2013 وتمادى الجماعة فى هذا الخط وتحالفها مع النظام القطرى فى إطار خطة لتقويض مؤسسات الدولة وتهديد الأمن القومى المصرى.
رجب هلال حميدة، الذى اتهم الإخوان بأنهم أدخلوه السجن عقب ثورة 25 يناير، قال فى حوار مع صحيفة إخوانية، تعليقا على استقالته من حزب مصر العروبة: “لم أتقدم بالاستقالة من الحزب حتى الآن، وقد تراجعت عن هذا الأمر؛ لأن هناك زملاء وأصدقاء بالحزب تواصلوا معى ونقلوا لى أخبارا جيدة بشأن الأوضاع الداخلية، والحزب فى طريقه للتحرك القوى والفعال على مستويات مختلفة، وسيكون هناك اهتمام كبير بأوضاع أعضائه فى المحافظات، وسيتم ضم أعضاء جدد، وسيخرج من حالة البيات الشتوى التى كان فيها، وسيتجاوز حالة الحزن الشديد التى أصابت أعضاءه سابقا فى الانتخابات البرلمانية الماضية، بما يعنى أننا سنتجاوز المرحلة السابقة بكل ما فيها، لنطوى صفحة الماضى ونفتح صفحة جديدة بآمال وتطلعات مختلفة”.
وأضاف “حميدة”: “ما زالت أمينا عاما للسياسات، وليست هناك أى خلافات بينى وبين الفريق سامى عنان، إلا أن تصريحاتى بشأن دور الحزب فى المرحلة المقبلة والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية لم تجد قبولا لديه، وتحدث معى بشكل أدركت أنه كان غاضبا من هذا الأمر، خاصة أنها كانت عبر قنوات الإخوان، مكملين والشرق، ومن يرفضون ويهاجمون الظهور على هذه القنوات لديهم ضيق أفق؛ لأنها قنوات موجودة ومفتوحة، ويمكن للجميع التعبير عن رأيه من خلاله”، منتقلا من الحديث عن حزبه، إلى المدح فى جماعة الإخوان والثناء عليها، قائلا: “الإخوان أشرف من أنجبت مصر”.
ورغم إعلان جماعات منتمية لجماعة الإخوان مسؤولياتها عن أعمال عنف داخل مصر، إلا أن رجب هلال حميدة كان له رأى آخر، إذ قال :”سيأتى يوم يشهد فيه العالم أن الإخوان لا علاقة لهم بعمليات العنف، وإن كان هناك مجرد أشخاص بداخل الجماعة يتبنون هذا الخيار، إلا أنهم لا يعبرون بأى حال من الأحوال عن جسد الجماعة الكبير، وبالمناسبة والدى من مؤسسى الإخوان، وأنا أنتمى للتيار الإسلامى، لكننى لم انضم للجماعة، ورغم ذلك أرفض الظلم السياسى لهم ووسائل الإعلام التى تشوههم لأسباب سياسية”.
وأضاف السياسى المتقلب فى حواره: “بالنسبة للمصالحة مع الإخوان أتمنى أن يتصالح أبناء المجتمعات الإسلامية مع ربهم، ومع بعضهم بعضا، ويصطفوا صفا واحدا لمواجهة عدوهم الذى قسمهم، ونشر الإرهاب بينهم، وأهدر مقدراتهم وممتلكاتهم، وأتمنى أن يأتى يوم لا يحرم فيه مواطن مصرى من ممارسة حقوقه السياسية إلا بأحكام قضائية، وأرى أن المصالحة يمكن تحققها”، ورغم قوله إن الإخوان أشرف من أنجبت مصر، إلا أنه طالبهم بالتبرؤ من العنف، قائلا: “ينبغى للإخوان الإعلان بشكل جلىّ تماما – دون احتمال لبس أو تأويل – عن موقفهم الرافض والمعادى للإرهاب وكل الأعمال المجرمة التى وقعت سواء بقتل شهداء الجيش والشرطة والمدنيين، فكل الدم المصرى حرام”.