بقلم : عبداللطيف مشرف
أسدل الستار على مسلسل انتخاب مدير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بحصول مرشحة فرنسا أودري أزولاي على المنصب في الجولة الخامسة أمس الجمعة، متقدمة على المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري الذي ظل متصدرا للسباق طيلة الجولات الأربع السابقة.
وطيلة جولات التصويت الذي انطلق الاثنين الماضي كان مرشح قطر متفائلا، وأكد مجددا قبل بدء التصويت في الجولة الحاسمة أنه يحس بالفخر بالحملة الانتخابية الكبيرة التي خاضها، والتي مرت في أجواء ديمقراطية وتميزت بالشفافية والمنافسة الشريفة.
وبعد إعلان فوز منافسته في السباق بحصولها على 30 صوتا مقابل حصوله هو على 28 صوتا، هنأ الكواري منافسته أزولاي وتمنى لها التوفيق في مهمتها التي وصفها بالصعبة على رأس المنظمة الدولية التي تتخذ من باريس مقرا لها.
في مقابل تلك الروح الدبلوماسية الراقية، فوجئ الجميع في المحفل الدولي بموظف مصري في بعثة بلاده الدبلوماسية -يدعى صلاح عبد الحميد- بدأ يصرخ بشكل هستيري وبلغة فرنسية هجينة “تحيا فرنسا وتسقط قطر”.
علي زينل: قطر خرجت مرفوعة الرأس وبنتيجة مشرفة جدا مرفوعة الرأس
ورد عليه مسؤول في البعثة الأوروبية ساخرا “هل أنت فعلا رجل دبلوماسي؟”. كما عبر أحد المسؤولين ضمن البعثة الفرنسية لدى اليونسكو عن سخطه من الحادث، ووصفه بالتصرف غير المقبول.
وتدخلت قوات الأمن وطالبت الدبلوماسي المصري بالتزام الصمت وعدم إحداث أي بلبلة تعكر الأجواء الهادئة والعادية التي رافقت إعلان النتائج. وأعرب السفير القطري لدى اليونسكو علي زينل في تصريح للجزيرة نت عن أسفه لما حدث، ورد بلغة دبلوماسية راقية قائلا “أنا أقول: تحيا مصر، وتحيا قطر، وتحيا كل الدول العربية”، مشددا على أن هذا الحادث يبقى فرديا لا يقاس عليه، ولا يمثل الشعب المصري الأصيل.
كما هنأ السفير زينل فرنسا وتمنى لأزولاي كل التوفيق في مهمتها، مؤكدا أن قطر خرجت مرفوعة الرأس وبنتيجة مشرفة جدا رغم كل الحملات المضللة ضدها والضغوط التي مورست عليها.
بدوره قال المحلل السياسي الفرنسي كريستيان شينو في تصريح له إن من هزم قطر هم العرب أنفسهم وليست فرنسا، وأودري أزولاي مدينة لهم بهذا الفوز. وأضاف شينو أنه كانت هناك “حملة مسعورة” وضغوط قوية على الدول الأعضاء بعدم التصويت لقطر، وهذا أمر لم يعد سرا، خصوصا بعد تهديد عدد من الدول -مثل- الإمارات ومصر- بالانسحاب من اليونسكو في حال فوز قطر.
الكواري قام بحملة ممتازة تشرف قطر، كما أنه كان مرشحا يتمتع بكل المؤهلات لإدارة منظمة اليونسكو عن جدارة، لكن الأزمة السياسية بين دول الخليج والتحريض ضد قطر شكّلا السبب الرئيسي لخسارته.
يشار إلى أن وزير خارجية مصر سامح شكري كان حاضرا أمس الجمعة ضمن فريق البعثة المصرية في اليونسكو، ودعا إلى التصويت لصالح أزولاي لقطع الطريق أمام مرشح قطر، بعد هزيمة المرشحة المصرية مشيرة خطاب في جولة الإعادة ظهر الجمعة.
كما صرح مسؤول مصري بأن بلاده طلبت رسميا فتح تحقيق في مخالفات مزعومة في العملية الانتخابية، فكان رد أحد المراقبين الأوروبيين التعليق على ذلك فقال بلغة ساخرة “إن هذا أمر سخيف لا يستحق الرد”
ومن هنا كأن سقوط العرب هو مكتوب عليهم، وكأن العرب مكتوب عليهم من لا يقرأ التاريخ ويتعظ، وكأن السقوط هو مكتوب على أمة الإسلام، وكأن كل مكان عزيز علي المسلمين أقسم الحكام أن يساعدوا الأعداء على سقوطه وتسليمه بأيديهم، فعند التمعن في حال أمتنا وأحوالهم مع بعض البعض، وصراعتهم الداخليه وكرههم لبعضهم البعض، وولائهم لكراسيهم ومناصبهم أكبر هماً من هم العقيدة، فكتب الله عليهم الذل، وسلط الله عليهم الأعداء من كل حدب وصوب، ولعل كلمة ابن خلدون حاضرة فى ذاكرتى العرب أقوام تربوا على قتل وكره بعضهم البعض فهم أقوام لا يصلحهم إلا الدين، فأقسموا على أن لا يدركوا، وكأن الخنوع والذل أصبح أدمان ، فكأن أسباب سقوط الأندلس ، تعيشها الأجيال جيلاً بعد جيل وكتب عليهم حكام يكرهون القراءة وبالأخص التاريخ الذى هو ذاكرة الشعوب فهنا نحكى واقع سقوط الأندلس حتى كأنك تعيشه، وتعرف أننا على سقوط قريب، وليس الأندلس ببعيد:
في فترة من الفترات تعرّضت الأندلس لحالة من الضعف والعجز، والذي أدّى إلى جعلها دولة ضعيفة وغير قادرة على مواجهة أعدائها وخصومها، والنتيجة كانت سقوطها وانهيارها، ويعود ذلك للعديد من الأسباب وهي:
الابتعاد عن الله تعالى: من أهمّ أسباب سقوط الأندلس هو البعد عن العبادات التي أمر بها الله تعالى، والسير على النهج الإسلامي المستقيم والسوي، والانحراف إلى القيام بالأعمال المحرمة وغير المقبولة، كشرب الخمر وانتشار الغناء والرقص والطرب والجواري، وغيرها من المفاسد التي انتشرت في ذلك الوقت، فكلّ هذه الأمور أصبحت مباحة في دولة الأندلس، والجميع له حرية القيام بها دون وجود حسيب أو رقيب على ذلك، فاختفت القيم الإسلاميّة في ذلك المجتمع، ولم يعد لمخافة الله والحساب والعقاب حسباناً لديهم، ممّا أدّى إلى شيوع الفساد وعدم الاستقرار، الذي أدّى إلى القتل والشتم وعدم الخوف على الأعراض التي تدنّس.
الترف: انشغال سكان الأندلس وحكامها وسلاطينها بالترف والإنفاق المفرط على الحياة الدنيا، كالملبس والمأكل والمشرب، وغيرها من الأمور، أدّت إلى تجاهل الدفاع عن بلدهم من أيّ خطر يهددهم من قبل الأعداء، لأنّهم انشغلوا في حب الدنيا وملاهيها، ونسوا الدفاع والجهاد في سبيل الله تعالى، وسبيل الدفاع عن الأرض، وهذا سبب قوي في سقوط الأندلس وانهيارها.
موالاة أعداء الأمّة من الصليبين: من الأخطاء التي قام بها حكام الأندلس في ذلك الوقت، والتي أدّت إلى دفعهم ثمناً غالياً لذلك، وهي إقامة علاقات ودّ واحترام بينهم وبين ألد أعدائهم وهم الصليبين، وأصبحوا من الأشخاص المقرّبين لهم، وسعوا لمجاملتهم ومجاراتهم، وطلبوا المساعدة منهم في الكثير من الأمور الخاصة بهم، مما أدّى إلى معرفة الصليبين بكل ما يتعلق بهم، وكان سبباً في سقوطهم.
التنازع بين المسلمين على الدنيا: تعرّضت الأندلس لحدوث الكثير من النزاعات والخلافات بين أفرادها، وذلك للحصول على المناصب التي يريدونها، مما أدّى إلى إضعاف القوة التي كانوا يتمتعون بها، عندما كانت صفوفهم موحّدة. تقاعس كثير من العلماء عن دورهم: للعلماء المسلمين دور كبير في سقوط الأندلس، وذلك لأنّهم تركوا الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله، ولم يهتموا بالدعوة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بل أصبحوا مواليين لحكامهم على الحق والباطل وتأثروا بهم كثيراً، مما أدّى إلى ضياع الأندلس وانهيارها. العرب دوماً هم من يهزموا عروبتهم وأنفسهم وعقيدتهم، كأن أمة أقرأ أقسمت إن لا تقرأ ولا تعمل بما قرأت وفهمت.