الأحد , ديسمبر 22 2024
سوهاج
خالد المزلقاني

خالد المزلقانى يكتب: صراعات اﻷنظمة العربية جعلت الشعب العربي مثقل بهمومه السياسية والمعيشية

ان ما نشهده اليوم في الوضع العربي ليس بالجديد أو الاستثنائي فان الإنقسامات وصراعات بعض اﻷنظمة العربية الرجعية المستبده ومحاولتها الحصول على الزعامة والقيادة وفرض السيطرة وتسلطها على اﻷمة العربية هى التى جعلت الاتجاه السائد الان نحو تفرد وانفراد كل قطر عربى من اﻷقطار العربية في رسم إستراتيجيته السياسية والاقتصادية والتعليمية والإعلامية بمعزل عن باقية اﻷقطار منفردا بذاته وصولا إلى تكريس هوية خاصة به يراد لها أن تطغى على هوية الأمة العربية الواحدة بالرغم من أضرار ذلك علي الامة وعلى الوضع العربي العام ..
ان عالمنا العربي في الوقت الحاضر يمر بأزمات خطيرة وداهمة حالت دون وصوله إلى تحقيق الحد الأدنى من تطلعاته في التنمية والوحدة والحرية وأدت بالتالي إلى الفشل في الإرتقاء إلى مستوى الحياة اللائقة للشعب العربى أسوة بباقي شعوب العالم المتحضر والمتقدم ..
يعود السبب الرئيسى في هذا الفشل الذريع وهذا التخلف إلى تعرض الشعب العربي على مدار معظم تاريخه السياسي الطويل إلى ممارسات أنظمة شمولية مستبدة وصلت إلى الحكم بقوة السلاح أو المال أو الإثنين معاً وتسلطت على شعوبها وحافظت على طغيانها ووجودها بالعنف والقمع والإستبداد ..
وقد كان من نتائج حكم تلك الأنظمة الرجعية المستبدة والقمعية هو ان جعلت الشعب العربي شعب مثقل بهمومه السياسية والمعيشية ومخاوفه الأمنية على نفسه ..
إن الشعوب العربية في ظل مثل هذه الأنظمة لن تكون قادرة على مواجهة مشاكلها التنموية فضلا عن الهيمنة الإستعمارية لها والنظم الإستبدادية التى تقتل في شعوبها إرادة التفكير والتطوير والإبداع وتخلق مجتمعا متأزما رجعيا متخلف وضعيف ..
إن هيمنة سلطة الاستبداد على مختلف أوجه الحياة في عالمنا العربي المعاصر قد حرمت شعوبنا العربية من الطاقة الحركية التي تدفعها لبناء ذاتها وهي طاقة الحرية المسئولة والقدرة الإبداعية على الابتكار الصحيح والتفكير العلمي الممنهج والتعبير السليم ..
وهنا تقع المسؤولية الأولى والكبرى في كل تلك الكوارث التي لحقت بالأمة وقضاياها على عاتق أنظمة الحكم العربية الرجعية السلطوية المستبدة ..
لذا نأسف للوضع العربي الراهن من تفرق وتشرذم وإنقسامات وخلافات مستمرة لا تليق بمكانتنا وعروبتنا وقيمنا الأصيلة ..
ان الامة العربية وانظمتها السياسية لو كانت على وفاق دائم وتصالحت مع نفسها ومع شعوبها وتوحدت في مواردها البشرية ومواردها الإقتصادية لكانت بالفعل تلك الأمة صاحبة القرار الضاغط والملزم لكل الدول من حولها ولكل انظمة العالم المستبد المروع الملئ بالحروب والفتن والدمار والذى صنعت انظمته الإرهاب والتطرف وعملت جاهدة على الصراعات واﻹنقسامات داخل امتنا العربية التي نرفضها كليا وجزئيا ..
حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء وعاش كفاح الشعب العربى ..

 

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.