لم تكن أزمة حسام البدري وعماد متعب قائد الفريق على هامش مباراة الأهلي والإتحاد السكندري وليدة موقف بل تأتي ضمن مسلسل الصراع والتوتر بين المدير الفنى وقائد الفريق الأحمر والذى يندرج تحت مسمى “الحرب الباردة”.
زفير متعب بدى واضحاً للجميع كاسراً سياسية “النفس الطويل” الاسلوب الذى فُرض على علاقة الثنائى لتبدأ مرحلة أخري أكثر اشتعالاً نهايتها سيكون رحيل أحد طرفي الصراع.
يملك الثنائى، البدري ومتعب سجلاً حافلاً من الصراعات، الأول دخل فى معارك مع نجوم ،جيلبرتو الأنجولي رحل فى عهده، أبو تريكة تذمر من معاملته، أحمد حسن دخل معه فى مشادة على الهواء، أحمد بلال رحل بنفس طريقة متعب، حسام غالي وأمير عبد الحميد ومحمد فضل تراشقا معه .
متعب هو الأخر مع تقدم عمره ووشاية الأجهزة المحلية المعاونة للأجانب فى الاهلي بعدم قدرته على العطاء 90 دقيقة ومع اقتناع هؤلاء تحول اللاعب إلى ثائر وغاضب وكثير للمشاكل والاعتراض عكس بدايته ليصل به الحال إلى تصنيفه ضمن قائمة المشاغبين.
أسباب الصراع
1-المدير الفنى
المدير الفنى لا يقنع لاعبه ، يصر على اسماء لمجرد الذاتية دون النظر إلى المردود الفني ليظهر الأمر وكأنه مجاملة ، وليد أزارو ربما أخرج نار متعب من تحت الرماد ، المهاجم المحترف يركل جميع فرص التهديف وفرص اقناع من حوله بقدراته ، يقف متعب على الخط يشطاط غضباً فكيف يلعب مثل هذا الأزارو وهو يجلس بديلاً؟.
المدير الفنى لا يملك قراره ، ربما رضخ لرغبة رئيس النادي فى الابقاء على نجم الفريق فتحمل هو المسئولية ، الأمر ببساطة كان سينتهي فى حالة تمسك المدير الفنى بقراره فى عدم استمرار متعب والرحيل فى حالة التدخل فى خيارته الفنية وهو مالم يحدث.
المدير الفنى فشل فى اقناع اللاعب بدوره مع الفريق سبب ثالث فى هذه الأزمة ، “متعب أنت دورك سيتقصر على ربع ساعة اذا رحبت بهذا ستكون معي اذا رفضت انت خارج الفريق” اتفاق كان من الممكن أن ينهي الصراع ، فعلها شحاتة من قبل مع حسام حسن فى كأس الأمم 2006 ونجوما على شاكلة توتي وشيرنجهام تم ترويضهم بهذا الاتفاق .
2-متعب
قائد الأهلى كان يمكن أن يطلب الرحل ولو حتى على سبيل الإعارة بعد أن يتلقي رسالة مديره الفنى ، اعارة 6 أشهر فقط وارد خلالها رحيل البدري مع قدوم مجلس الإدارة الجديد ولكنه قرر المواجهة.
قائد الأهلي لو أراد البقاء فكان لابد أن يرضى بدوره الجديد ، والبحث عن فرصته فى ربع ساعة ، هو قادر واثبت ذلك ، ولديه ملحمة أمام النجم الساحلي من الممكن أن تكون نقطة انطلاق له ، التعادل السلبي حتى الدقيقة 80 سيدفع به البدري مرغماً ووقتها سيحين دور فى الرد.
3- الادارة
السلبية تجاه القضايا وتدخل رئيس النادي فى اختصاص مدير الكرة، الغاء عقوبات وإدارة الأزمات باسلوب “قعدة العرب” مشاهد لأول مرة يعيش الأهلي داخلها اسفرت على حالات متكررة من الخروج عن النص ، صالح جمعة ومتعب فى اقل من اسبوع حرب دائرة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والصمت يخيم على صاحب القرار.
ما يحدث الأن
البدري يتعمد أن يدفع متعب للرحيل ومتعب يتلقى هذا ويواجهه يتعمد اثارة المشاكل ، الأول يعلم أن لاعبه يتذمر من المشاركة فى هذا الوقت القصير وهو من الاساس وعده بفرصة أكبر والثاني تعمد الرد علانية كعادته لإيصال رسالة أن المدير الفنى يتعمد معه هذه ، بدي هذا الموقف مشابهاً للغاية لما فعله البدري مع أحمد بلال مهاجم الأحمر الأسبق بنهائى كاس مصر 2010 أمام حرس الحدود عندما قام اللاعب بعملية الاحماء استعداداً لوصول المباراة إلى ركلات الجزاء لينتهي الوقت دون التغيير ويقذف بلال بحذاءه ويرحل عن ناديه.
الملخص
البدري لا يقتنع بمتعب كمهاجم قادر على العطاء ، ومتعب لا يقتنع بالبدري كمديراً فنياً ولا ير مهاجم أفضل منه فى الفريق، ورئيس الأهلى القائم بأعمال رئيس لجنة الكرة يقف على الحياد لا يستطيع الفصل، ينظر إليه طرفا الصراع كرئيس ليس له علاقة بكرة القدم وهو فى نفس الوقت بين نارين ، المدير الفني ونجم كبير ويضع نصب عينيه الإنتخابات فخرج المشهد فى هذه الصورة.
النهاية
سيبقى الوضع على ماهو عليه حتى انتخابات الأهلي القادمة ، ويناير سيكون الفيصل ، اما رحيل متعب أو البدري الذى من المنتظر أن يضع استقالته تحت تصرف المجلس الجديد كما هي العادة .