هل كانت الاتفاقية الدولية لتنظيم تجارة السلاح انتصار جديد لمفهوم الانسانية وخفض النزاعات المسلحة ام انه احدى الخطوات على طريق تحقيق الهيمنة الاوروبية على الادارة الامريكية التى تحقق اعلى ارباح فى العالم من جراء تجارة السلاح فى صراع يدفع ثمنه دائما ابناء العالم الثالث من الفقراء والمهمشين وممن تتحول حالة النزاع المسلح لديهم الى ثقافة وجزء لا يتجزء من تكوين الهوية ؟؟!!
فقد صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 154 صوتا مقابل اعتراض 3 أصوات على أول معاهدة لتنظيم تجارة الأسلحة التقليدية البالغ حجمها 80 مليار دولار سنويا.وذلك عام 2013
وقد وقعت مصر على هذه الاتفاقية رغم كم الاعتراضات التى نالت الاتفاقية خاصة من العراق التى نبهت الى ان الاتفاقية لم تحظر مد المجموعات الارهابية بالسلاح
واذا كان الصراع كما يرى بعض المثقفين وانا منهم لايخرج عن كونه محاولة من الاتحاد الاوروبى لسحب البساط ن تحت قدمى الولايات المتحدة الامريكية بساط انتاج السلاح والهيمنة والسيطرة التى تمارسها امريكا على كل مناطق السلاح بحكم تمكنها من الوفرة الانتاجية للسلاح – امام العملاق السلعى الاوروبى الذى تخصص فى وفرة انتاج سلع الرفاهية وترك عن ذهنه فكرة الانتاج العسكرى المتلاحق بأستثناء روسيا طبعا – فقد تنبهت اروربا منذ زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية الى تراجع مفهوم الحرب لصالح مفهوم الاعمار والتطوير والانتاج وبناءا عليه تفكك حلف وارسو(حيث شكل حلف وارسو علامة من علامات الحرب الباردة التي امتدت بين عامي 1947 و 1990، أنشأه الاتحاد السوفيتي كرد فعل على تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية لحلف شمال الأطلسي المعروف بـ الناتو, وبالتالى لم لاوروبا تلك اليد الباطشة القابضة عسكريا على قدرات المنضمين الجدد للمعسكر الشيوعى ….
وفى المقابل فقد تمددت الولايات المتحدة الامريكية وتوسعت رأسيا فى الكم والعدد والنوع – وأفقيا فى اماكن التوزيع حيث امتدت فى الكرة الارضية تصدر السلاح صراحة شرقا وغربا , وتوسعت ايضا فى استخدام قوة الناتو الضاربة لتعليم المارقين الادب والعودة كرها الى الحظيرة الدولية
ومن هنا بدأ العالم الاوروبى تحديدا فى ابداء امتعاضه وكراهيته لسلوك الولايات المتحدة وبالتالى بدأت دعوات مباشرة لوقف بأس الناتو وتعطيل امريكا عن الانتقام المباشر ولا دليل على هذا اكثر من المظاعرات المناهضة للحرب على العراق التى طافت اوروبا بالكامل – ولكن هل من مجيب ؟؟؟
لم تستجيب الولايات المتحدة لاى من تلك الضغوط الانسانية التى سعى لها الاوروبيون وحدهم فى حقيقة الامر لوقف الزحف الامريكى على الشرق الاوسط
وهنا , هنا فقط ادرك المجتع الاوروبى خطورة الناتو منفردا بالعالم وبدأ فى ضلوعه فى انشاء قوات جديدة يطلق عليها قوات الاتحاد الاوروبى بخلاف العمل بصورة ولية واممية لوقف التفوق الامريكى وجاء التحرك على مراحل متعددة
اولا : طرح فكرة أن حلف الناتو لم يقدم دعمًا حقيقيا لأمن الدول الاعضاء بمفهومه الشامل فالاعتماد على الناتو لحماية اوروبا يعد استمرارا في الدوران في الفلك الأمريكي والمظلة الأمريكية .والأصوات المطالبة بتفكيك الناتو انما تنطلق من زاوية التوقف عن البقاء في موقع المضطر إلى دفع ثمن الحماية، والتي لم تعد تتفق وما قام عليه الناتو اساسا , الامر الذي يحتم البحث عن خيارات عسكرية وأمنية جديدة، أكثر جدوى في تحقيق الأمن.
ثانيا : دعم فكرة تبنى الامم المتحدة لمعاهدة دولية تحد من تجارة السلاح التى تفوقت فيها الولايات المتحدة ولم لديها اى احساس بالمسئولية تجاه العالم وقد كانت معاهدة خفض السلاح التقليدى لعام 2013 هى أول نص أساسي حول نزع السلاح منذ اقرار معاهدة حظر التجارب النووية عام 1996.
وتتناول المعاهدة كل العمليات الدولية لنقل الاسلحة من استيراد وتصدير ومرور عبر اراضي بلد ثالث، وكذلك اعمال الوساطة لبيع الاسلحة والغريب ان الولايات المتحدة قد سهلت تبني المعاهدة بعدما كانت افشلت المفاوضات السابقة في يوليومن نفس العام ، غير انه من غير المضمون ابرامها في الكونجرس , وتتقدم الولايات المتحدة مصدري الاسلحة في العالم مع احتلالها نسبة 30% من السوق.
ولهذا فيقف كثير من المحللين الاستيراتيجيين والخبراء العسكريين حول هذه النقطة فى الصراع مؤكدين ان المعاهدة ما هى الا تبادل للضربات المتبادلة بين المعسكرين الجديدين اللاعبين الدوللين الحاليين وهما الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبى
اما عن مصر كأحد دول الشرق الاوسط والواقعة ايضا تحت تأثير الولايات المتحدة فى خاصية الانتاج العسكرى خاصة بعد اتفاقية كامب ديفيد فقد بدأت مصر تحول فعلى وحقيقى على ارض الواقع حيث بدأت فعليا فى ادخال قطع جديدة لم تكن موجودة ضمن التسليح المكون للجيش المصري بالاضافة الى تنويع مصادر السلاح والتوجه مباشرة للعدو الاستيراتيجى والكلاسيكى للولايات المتحدة (روسيا )
اذا فقد بدأت مصر فى الالتفاف المريح والمرن حول القطب الامريكى دون احداث صدامات قد تؤدى لتراجع الموقف الامريكى وخصوصا ان الشرق عوما بدأ ينتج انظمة مقاومة للولايات المتحدة وتحركت دفة المقاومة من امريكا اللاتينية الى الصين وكوريا الشمالية
وفى فترة منتصف الثمانينات بدأت فكرة تجارة السلاح تنشأ لدى بعض انظمة الشرق الاوسط منها اسرائيل وايران والعراق
فهل كان لمصر مساهمة فعلية فى هذا التوجه ناحية الاسواق التى فتحت فى تلك الفترة فى الشرق الاوسط وافريقيا – الحقيقة لا توجد كتابات مؤكدة فى هذا الصدد انما الامر لا يتعدى انتاح الهيئة العربية للتصنيع لبعض المنتجات التى صدرت لعدد من الدول الافريقية , الا ان مفهوم الانتاج الموسع والتصدير والعمل على سد العجز فى مجال التدريب العسكرى الذى تقتحمه اسرائيل فى عدد من الدول الافريقية مازال مفتوحا امام مصر وخالى تماما من اللاعبين العرب
وكنت قد وجهت اكثر من دعوى لان تشارك مصر فى اعداد القدرات العسكرية لعدد من الدول الافريقية خاصة التى تعانى مفهوم شبه الدولة وتحتاج لخبرات وقدرات مصر المتفوقة نسبيا فى هذا المجال
وقد لاحظت فعلا ان هذه الدعوة قد لاقت استجابة ما من خلال الاتفاقيات القريبة بين النظام المصرى والنظام الصومالى لدعم وتدريب الجيش الوطنى الصومالى ومازلت اظن ان المجال مازال فى حالة اتساع واحتياج للوجود المصرى وان كنت اتصور ان التوقيع على الانفاقية لن ولم يمنع اى من الدول المصدرة والمنتجة لان تتوقف
وفى كل الاحوال اجد ان مجال التدريب العسكرى وتنمية القدرات القتالية اكثر اتفاقا واتساقا مع القدرات المصرية ولا يقع تحت اى من بنود الاتفاقيات المصرية /الدولية
واخيرا كافحوا الصهيونية كما تعودنا ……………