الثلاثاء , نوفمبر 19 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

فى الذكرى السادسة ….مذبحة ماسبيرو فى ذاكرة تاريخ مصر!

د.ماجد عزت إسرائيل
فى ذكرى مذبحة ماسبيرو السادسة حدثت عدة تغيرات فى مصر، حيث رحل المجلس العسكرى بقيادة المشير”حسين طنطاوى” القائم بأعمال رئيس الجمهورية(11 فبـــراير 2011-7يونيو 2012م) ، كما تنيح قــداسة البابا “شـنودة الثالث” البطريرك رقم(117)(1971-2012م) فى17مارس 2012م وتــولى الرئيس السابـــق “محمد مرسى” ما بين(8 يونيو 2012-3 يوليو2013 م)، حتى قامت أكبر ثــورة فى تاريخ مصر،وهى ثــورة 30 يولــيو 2013م واطاحت بـ “مرسى وجماعته”، وبعدها فى 8 يونيو فى ذكرى مذبحة ماسبيرو السادسة حدثت عدة تغيرات فى مصر، حيث رحل المجلس العسكرى بقيادة المشير”حسين طنطاوى” القائم بأعمال رئيس الجمهورية ( 11 فبـــراير 2011-7يونيو 2012م) والتى حدثت فى عهده مذبحة ماسبيرو، كما تنيح قــداسة البابا “شـنودة الثالث” (1971-2012م) فى 17 مارس 2012م وتــولى الرئيس السابـــق “محمد مرسى” ما بين(8 يونيو 2012-3 يوليو2013م)،حتى قامت أكبر ثــورة فى تاريخ مصر،وهى ثــورة 30 يولــيو 2013م واطاحت بـ “مرسى وجماعته”،وبعدها فى 8 يونيو 2014م، تولى حكم مصر الرئيس “عبد التاح السيسي” ولايزال فى سدة الحكم حتى كتابة هذه السطور، واستطاع بين عيشة وضحاها أن يسترجع مصر مرة آخر،ولا أحد ينكر ذلك حيث عاد الأمن والهدوء والسكينة للبلاد، وبدأ مرحلة جديد من أجل بناء مصر الحديثة وهذا ما نتمناه لمصرنا الحبيبة، وفى ظل هذه المرحلة أيضًا تعرض الأقباط داخل مصر وخارجها لمذابح على يد الأرهابين نذكر على سبيل المثال وليس الحصر مذبحة ليبيا فى عام 2015م، ومذبحة الكنيسة البطرسية 2016م ومذبحتى طنطا والإسكندرية فى 2017م. أما أخر الأحداث الجارية التى حدثت فى هذه الفترة هو صعود مصر لكأس العالم بروسيا يونية ويوليو 2018م ،بعد أن هزمت الكونغو 2 /1 فى المبارة التى إقيمت على استاد برج العرب فى يوم الأحد 8 أكتوب 2017م.

والحقيقة التاريخية أن مذبحة ماسبيرو التى حدثت فى 9 أكتوبر 2011م، تعتد من أهم الأحــــــداث التى تعرض لها أقباط مصر فى تاريخ مصر المعاصر عقب ثورة 25 يـناير 2011م،و التى يعتبرها بعض الكــــتاب والمؤرخين مذبحة لها تاريخ،ولاتقل أهمية عن مذبحــة القلــعة التى دبرها “محمد على باشا”(1805- 1848م) والى مصر فى الأول من شهر مارس 1811م للتخلص من المماليك؛والأنفراد بحكم مصر،وحقـق هذا الوالى سعى إليه، وأستطاع تأمـين مصر داخـلياً وخارجياً، وحكمت أسرته البــــلاد من بعده؛ حتى قــــامت ثورة 23 يوليو 1952م،واطاحت بهذه الأسرة،والتى كان من أخر ملوكــــها الملك “فاروق الأول” الـملقب بملك مصر والسودان (1937-1952م). ويعد مسرح المذبحة ميدان ماسبيرو من أشهر ميادين مدنية القاهرة(عاصمة مصر)،وهو يقع شمال ميدان التحرير،ويقع على شارع كورنيش النيل مباشرة،أو إذ جاز لنا التعبير يطل على النيل من الناحية الغربية مباشرة، ومن الـشرق مبنى الإذاعة والتلفزيون،ومن الشمال وزارة الخارجية،ودار الوثائق القومية،ومن الجنوب ميدان عبد المنعم رياض، ويرجع تسميته إلى عالم البصريات “جاستون ماسبيرو” الذى ساهم فى المحافظة على الآثار المصرية، ولــدوره البارز؛ أطلق أسمه على هـذا الميدان باسم “ميدان ماسبيرو”.

وتعود أحداث مذبحة ماسبيرو إلى يوم الأحد الموافق 9 أكتوبر 2011م،عندما دعت العديد من الأئتلافات القبطية العديد من الشخصيات القبطية نذكر على سبيل المـثال القمص”متيـاس نصر” والقمص “فليوبتير جــميل” والقمص”أشعيا عبد السيد” والمستشار “نجيب جبرائـيل” والمستشار “أيهاب رمـزى” والعديد من بعض القــوى المصرية الليبرالية للقيام بمظاهرة تبدأ من ميدان شبرا حتى ميدان ماسبيرو بشكل سلمى، للتنديد بأحداث كنيسة (المرنياب) بمدنية أسوان، عقب هـدمها ووقفها عقب إعلان من محافظ المدنية المتعصب بإنها غير مرخصة،وهو غير صـادق فما أذاعه ــ حسب ما نشر ببعض وسائل الأعلام- زاد من جــراح وغضب الأقباط.

على أيه حال،أنطلقت المظاهرة من دوران شبرا فى طريقها إلى ميدان ماسبيرو، وكانت أحداثها تنقلها فضائية قناة “الطريق المسيحية” عن طريق مراسلها”وأئـل” ــ أستشهد فى المذبحة ـــ لحظة بلحظة وفى طريقها تعرضت للأعتداءات من بعض الجماعات، عن طريق إطلاق بعض الأعيرة النارية،ورمى الأحجار والطوب على الشباب المتظاهر، إلا أن المظاهرة استمرت فى طريقها حتى وصلت الميدان،وبـعدها أغـلق الجيش الناحية الشمالية تجاه (وزارة الخارجية) واغلق الشارع الجانبى لميدان ماسبيرو الذى يتجه ناحية ميدان عبد المنعم رياض، والجهه الجنوبية ناحيـة الكوبرى (وميــدان عبد المنعم رياض) على الـكورنيش ،والمتظاهريين بالميدان، وبعد دقائق معدودة من التظاهر بدأت بعض القوات من الجيش بسحل المتظاهرين،ووصلت لأستخدام المدرعــات الحربية؛وفى ذات اللحظة إذاع التلفزيون المصرى أنباء كاذبه لتضليل الشعب حيث قالت المـذيعة”رشا مجدى” بإن الأقباط يعتدون على الجيش المصرى”وتناشد الشعب بالنزول لأنقاذ الجيش ، حسب ما ورد بالجرائد الحكومية والخاصة ووكالات الأنباء المحلية و الدولية وبعض الصحف العالمية،ومسجل بصوتها فى التلفزيون المصرى،ومن هنا زاد حجم الحادثة.

وأنتهت مذبحة ماسبيرو؛ بقتل 28 شاب من خيرة شباب أقباط مصر، ووفاة عسكرى من قوات الجيش، بالأضافة للعديد من الأصابات نتيجة عملية السحـل،الذى تعرضوا لها،ووصفت بعض الصحف ووكالات الأنبـاء العالمية؛ بإنه أثناء تنظيف الميدان عقب المذبحة،تم إلقــاء بقايـا بعض الجثامين فى النيل لكى تلتهما الأسماك.
وشاركت كل القوى الوطنية فى صلاة التجنيز للشهداء،وقام قداسة “البابا شنودة الثالث” البـطريرك (117) المتنيح فى 17 مارس 2012م، بالصلاة على مجموعة من الشـهداء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية،وسارعت بعض المنظمات الحـقوقية فى تهدئة الأجـوء، ودعا فضيلة شيخ الأزهــر الشريف “أحمد الطيب” لعقد أجتماع “بيت العائلة المصرية” لأصدار قانــون( دور العبادة الموحد)، وصدر بالفعل ولكن قانون يخص دور العبادة عند الأقباط، وليس دور العبادة الموحد، وتركت أمـور الحكم فى مذبحة ماسبيرو فى يد القضاء، ولاتزال حتى تاريخة.

ومن الجدير بالذكر تقدمت 24 أسره مسيحيه من شهـــداء ماسبيرو بـ 24 بـــلاغا للنائب العام المستشار “عبدالمجيد محمود” ضد المشير”محمد حسين طنطاوي” وزير الدفاع السابق ورئيس المجــلس العسكري السابق، والـفـريق” سامي عـــــنان” رئيس أركان القوات المسلحة وعضو المجلس العـسكري، واللواء “حــــمدي بــــدين” قــائد الشرطة العسكرية الســابق ــ فى عهد دولة الإخــوان تولى منصب الملحق العسكرى بدولـــة الصين ــ و اللـواء” إبراهيم الدمــــاطي” قـــائد الشرطة الحالي لأتهامهم بقتل المتظاهرين وأحــــداث عاهــــات مستديمة بالمتظاهرين أثناء تظاهـرهم في ميــــدان ماسبيرو، وذكـــروا في بلاغــاتهم التي أخــــذت أرقــام من(3618) الي(3634)بلاغات النائب العام لسنه 2012م أنهم فقـدوا أبناءهم في الأحداث، ورغم مرور ستة سنوات على الأحـــداث، إلا انه لم يتم تحديد أو الإعـــلان عن المسئولين في أرتكـاب جرائم القــتل والإصابات المختلفه بين المتظاهرين.
وستظل مذبحة ماسبيرو2011م فى الذاكرة التاريخية لتاريخ مصر المعاصر بصفة عامة، وتاريخ الأقباط بصفة خاصة، وستبقى لغز لدى أسر الشهداء من قتلهم؟ ومن دبر لهم ذلك؟ ومتى يعرفون الحقيقة؟ ومتى يحصل الشهداء على حقوقهم القضائية؟ هل تظل العدالة غائبة تجاه الأقباط ؟ وأن غابت العـدالة البشرية فيــثق الأقباط فى العدالة الإلهية! نريد الصلاح لمصرنا الحبيبة لتقـــف شامخة بين الأمم ،وتعـــود روح الــمودة والمحبة بين جميع طوائف شعبها. على أية حال، نتمى الصبر لأسر الشهداء ولمصرنا الحبيبية كل الخير والسلام.

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.