فرحة كبيرة تعيشها مصر بعد وصول منتخبنا الوطني لكأس العالم ٢٠١٨ والتي ستقام في روسيا. نجح النجم محمد صلاح ورفاقة في حسم بطاقة التأهل لكأس العالم بعد أن وصل الفريق لعدد نقاط ١٢ نقطة لتصبح مباراتنا الأخيره مغ غانا مجرد تخصيل حاصل.
غابت مصر عن بطولك كأس العالم لمدة ٢٨ عاما ولكن استطاع منتخبنا اليوم في رسم الفرحة والبهجة والسعادة ل ١٠٤ مليون مصري بعد أن تغلب علي الكونغو بهدفين مقابل هدف لتعيش مصر كلها فرحة لم تعيشها منذ ما يزيد عن ربع قرن.
في الوقت التي تفرح فيه الأسرة الكروية والرياضية بل ومصر كلها هناك ٢٣٦ أسرة مصرية لم تشعر بطعم الفرحة ليس اليوم بل ومنذ ثلاثة أشهر كاملة، عندما تم القبض عشوائيا علي بعض جماهير الزمالك التي كانت متواجدة في مباراة الزمالك وأهلي طرابلس الليبي يوم ٩ يوليو الماضي بعد أن شهدت المباراة أحداث شغب جميعا نستنكرها وندينها ونشجبها، كما نرفض أي إهانة لجيشنا العظيم حماة الوطن ولجهاز الشرطة المصرية العيون الساهرة علي أمننا.
تعيش ٢٣٦ أسرة مصرية منذ ذلك اليوم الأسود حالة من الضياع بعد أن تم إحالة القضية للمحاكم العسكرية والتي تضم ٢٣٦ متهم، وهو ما يعني أن المتهمين سيستمر حبسهم إحتياطيا علي ذمة القضية حتي يتم الفصل في قضية تجمع ٢٣٦ متهما والذي يعني أن الجلسات الإجرائية قد تستمر لثلاث سنوات أو أكثر، لأن قانون المحاكم العسكرية يلزم المتهمين بالإستمرار قيد الحبس الإحتياطي حتي يتم الفصل في الموضوع!!!.
وحتي لو كان حكم المحكمة هو البراءة سيكون مستقبل ٢٣٦ قد ضاع تماما، فطلبة الجامعات والمدارس سيتم فصلهم لنحكم لهم بالبراءة من ناحية وبالضياع من ناحية أخري، ولذلك تعيش أسرهم حالة من الحزن الدائم والقلق المستمر، تمتلئ دموع الإمهات بالدموع ليلا ونهارا، لم يبقي لهم سوي الله بعد أن حول الجميع أذنيه عن سماع شكواهم.
ومع فرحة مصر والمصريين اليوم بالصعود لكأس العالم ومع احتفالنا بالوصول لكأس العالم، نتوجه ونتوسل للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بطلب العفو عن جماهير الزمالك لتكمل فرحة المصريين بالوصول لمونديال روسيا ٢٠١٨. نتعشم في كرم سيادته وعطفه عل ال ٢٣٦ شاب المحبوس حتي لا يضيع مستقبلهم، وحتي تنتهي معاناة أسرهم وتجف دموع أمهاتهم، ويتوقف الإستنزاف المادي لأسر معظمها متوسطة الدخل ولم تعد قادرة علي الصرف علي أبنائهم المسجونين في ظل حالة الغلاء التي يشتكي منها كل المصريين.
وأن كنا نتعشم في سيادة الرئيس فلدينا عشم في نجومنا وأبطالنا نجوم فريقنا الوطني، بنقل رغبة الأسرة الكروية والرياضية للرئيس السيسي بالإفراج عن ال ٢٣٦ شاب من جمهور الزمالك حتي يفرح ويسعد الجميع.
نثق في نجومنا وفي حبهم لجمهورهم الذي كان اللاعب رقم واحد في مباراة مصر والكونغو، ونثق أن الرسالة قد وصلت لجماهير الكرة وأن الجميع سيلتزم بالقانون والمظهر الحضاري كما حدث في مباراتي مصر وأوعندا ثم مصر والكونغو، لدينا يقين أن الجميع يؤمن ويثمن دور جمهورنا العظيم الذي لم يتخلي عن فريقه وظل يشجع الفريق بوعي كبير حتي تحقق لنا النصر.
أن صورة الشاب الذي أمتلأت عيونه بالدموع عندما أحرزت الكونغو هدف التعادل، وشعر أن حلم الصعود يتهادي بعيدا، هو نموذج لجمهورنا المصري الراقي المحترم المحب لبلده والذي يعشق ترابها. وهذا الجمهور يستحق نظرة عطف من سيادة الرئيس، ونظرة إهتمام من نجومنا لتقديم طلب لسيادته للعفو عن ال ٢٣٦ شاب.
فعل يفعلها السيد الرئيس ويعفو عن جماهير الزمالك لتعم الفرحة كل بيت مصري ولا تستثني أحد؟؟.
هل يدخل الرئيس الفرحة لقلوب الأهالي،
هل يجفف الرئيس دموع الأمهات؟؟.
هل يجعلنا نشعر كمصريين أننا لنا من يهتم بنا ويسمع لشكوانا وتوسلاتنا؟؟.
لدينا ثقة كبيرة أن نجومنا لن ينسوا جمهورهم المحب المساند لهم عندما يتقابلوا مع سيادة الرئيس. ولدينا يقين أن رئيسنا لن يخذلنا وأنه من أجل الأباء والأمهات سيصدر عفوا عن أولادنا… فهل يفعلها الرئيس؟؟.
مدحت عويضة