بقلم طارق فكري – كاتب وباحث سياسي
الحُسين هل من الحُسن يكون العداء أم من الحُسن يكون السلام ، فما يضير السلام أن يثور في وجوه الظالمين ، ويفضح الله به خداع المنافقين ….. فما ناصروه ولا ساندوه فكيف لهم أن يكونوا شيعته أو عشيرته أو أنصاره وإخوته ؟.
استشهد الحسين …….. وما فرق الأمة ولا شيعها
استشهد الحسين …….. من أجل ألا يستعبد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا
استشهد الحسين ………. مترجلا أمام الظالمين
استشهد الحسين ……….وما لعن أبا بكر وعمر ومعاوية
استشهد الحسين ………. شجاعا قويا فتيا باذلا جسده وروحه لله
– وها هو من موته تعرف حياته ومن حياته تعرف كيف تكون موتته ، شخصية الحسين هي شخصية الثائر الحكيم والقائد الحاني والمعلم الأريب .
نقول لسيدنا وسيد شباب أهل الجنة :
ذكراك تؤلمنا ….. وتلهمنا
ذكراك تمنحنا …… وتوجعنا
ذكراك تدفعنا …….. وتوقظنا
ظلموك فقتلوك ….. خدعوك فسلموك
وما ناصروك وما شايعوك ….. ……. بل ناحوا وصاحوا ولطموا الخدود وقطعوا الجيوب ، فهل أباهم تمساحا يأكل أولاده ويذرف عليهم الدمع الساخن؟ سأل الحسين رضي الله عنه الفرزدق الشاعر المشهور وقد قابله في طريقه للكوفة لملاقاة جيش يزيد عن تصوره لما يقوم به أهل الكوفة حياله، ثم أراد أن يعطي الفرزدق إيضاحاً أكثر وقال: هذه كتبهم معي، فرد عليه الفرزدق:” يخذلونك فلا تذهب، فإنك تأتي قوماً قلوبهم معك وأيديهم عليك” .
– يا سيدي ما ثورت ولا انتفضت ضد معاوية فهو من صحب رسول الله الذي عدل وما ظلم ونفع وما ضر وفتح للإسلام بلادا وأحيا الله به الأمة وهذا من إنصافك وعدلك وحكمتك ، ولكن انتفضت واستُنفرت ضد يزيد وحاشيته المستبدة التي أرادت أن تستعبد الناس وتقمع حرياتهم السياسية والدينية والشخصية وجعلت من استشهادك في معركة الكرامة نور يبعث روح اليقين لكل ثائر حق ولكل مظلوم بحق .
– ما جَرَّم من تركه وتخلى ….
كان موقف الحسين أن يُخيِّر أنصاره وجنوده بين القتال معه والرجوع ، ولم يعلنها حربا واجبة على الأمة ،حيث أنه لما بلغ الحسين مقتل ابن عمه مسلم بن عقيل وتخاذل الناس عنه أعلم الحسين من معه بذلك، وقال من أحب أن ينصرف فلينصرف، فتفرق الناس عنه يميناً وشمالاً وهو راضٍ عنهم .
– لما يُعلن الحسين أن من لم ينضم إليه خان رسول الله وهو جده وصاحبه ، وكذلك هم لم يهنوا ويضعفوا وينضموا لمعسكر الباطل ولكن لزموا الصمت ولاذوا للمهادنة حفاظا على كنوز الأمة – أي شبابها الثائر القوي الندي .
– سياسة الحسين رضي الله عنه الصلح والمهادنة …..
حكيم بالوراثة وأريب بالفطرة ، تعلم السياسة في بيت جده وأبيه وهم قادة الدنيا وساسة العالم وقتها .
– لم يجد الحسين في التراجع خطوة للخلف عيبا أو منكرا فتنازل عن حقوق سياسية هي حق مكتسب للأمة وقتها في اختيار من يحكمها ، حيث ورد أن الحسين أعلن شروطه للرجوع عن الكوفه وهي :
أن يتركوه يرجع من حيث أتى
أن يتركوه يذهب لثغر من ثغور المسلمين يكون عليه ما عليهم
أن يذهب ليزيد ويضع يده في يده [“المحن” لأبي العرب ص(154)].
وقد أكّد الحسين رضي الله عنه موافقتَه للذّهاب إلى يزيد[“أنساب الأشراف” (3/ 173، 224) بإسناد صحيح].
أيقن الحسين أنه خاسر للمعركة وأن رجاله الأطهار وعترة رسول الله تستباح دمائهم في هذه المعركة فانسحب وتراجع تراجع الحكماء والعقلاء إلا أن بن زياد رفض وأراد من الحسين أن يضع يده في يده بدلا من يزيد ويكون تحت إدارته فأبى الحسين وعزم على القتال وأعلنها من أراد أن يرجع فاليرجع .
نقول لكل ثائر حق هناك شعوب قلوبهم معك وأيديهم في أفواههم فلا تسوق صفوة الأمة وأحرارها لهلاكهم ولكن الحكمة الحكمة …..
– لم يكن الحسين ساعيا للدم ولا طالبا أن يعيش في مظلمة ، بل كان فارسا وسياسيا يدير الأمر بما أفاض الله عليه من اجتهاد شرعي وسياسي …
سلام على الحسين في العالمين
سلام على طلاب الحق أجمعين