بقلم دكتور علاء ثابت مسلم المستشار الإعلامي لاتحاد الكتاب والمثقفين العرب
كثيرة مدارس العلم ومعاهده ولكنك قلما تجد صرحا مثل صرح النصر يجمع بين عبق التاريخ وروعة المدنية مزيج من الأصالة والمعاصرة له رنة ونبرة وطعم غير تلك الطعوم التى نتذوقها كم توالت عليه الحقب
فإذا به يزداد تألقا بفضل هيئة متميزة من الأساتذة والخبراء تحت قيادة واعية رشيدة جعلت هذا الصرح ملتقى لراغبى العلم والمعرفة
عندما يجتمع الخيال ويصل إلى قمم الجبال ليقترب من قرص الشمس ليجمع بيديه واقعا ملموسا نفتخر به دوما …تلمس أرواحنا تاريخه المشرف العريق …تحتضن قلوبنا ذكرياته الجميلة يصول ويجول الإنسان بفكره وفجأة يقف طويلا أمام هذا الصرح التعليمى العملاق كلية النصر للبنات
هذا الصرح العظيم الذى ضم بين جنبات أركانه ذكريات عباقرة قد عاشوا فى هذا المكان وتنفسوا هواء العلم مثل الملكة صوفيا ملكة أسبانيا والدكتورة منى مكرم عبيد والدكتورة الصيدلانية مروة الشربيني
ومن الجدير بالذكر ان فكرة إنشاء المدرسة على يد السير هنري باركر وكانت تدعى الكلية الإنجليزية للبنات تحت إدارة إنجليزية ومعلمين إنجليز حتى تم تأميمها عام 1956 في عهد جمال عبد الناصر وسميت كلية النصر للبنات بالشاطبي
وظلت تقبل طلابا من البنين حتى الصف الثالث الإعدادي لفترة ثم ألغي هذا النظام وأصبحت كلية النصر للبنات كما هي الآن. وقد قام بتصميم مبنى الكلية المهندس الإنجليزي جاري وارنام علي مساحه تزيد عن 20 فدان بها حدائق غناء وحمام سباحة وملاعب متعددة تبعث السرور والرضا في نفس كل من انتمى إليها
ها هى بيتنا الثانى ينادى بصوته الرقيق أبنائى ..بناتى لا تنسوا كل لحظاتى الجميلة التى عشتها معكم فانا بكم ولكم
ارجوكم تنفسوا رحيقى حتى تعم المحبة فى قلوبكم ..تعاونوا مع بعضكم البعض حتى ترتفع راية العلم خفاقة لخدمة وطننا العزيز مصر وتظل كليتنا عريقة كما كانت من قبل ولن يحدث هذا الا بتكاتف الجميع ومحاولة إبعاد مصلحته الشخصية وتغليب المصلحة العامة وهي الإبقاء على هذا الصرح التعليمي عظيما عريقا كما كان
ونصيحتى مع بداية عام دراسي جديد أن نتوجه جميعا بقلوب ملؤها الصفاء والإخلاص من أجل الحفاظ على هذا الصرح بل تطويره حتى يستوعب التحديات المقبلة وأن نجمع بين الأمل والأخذ بالأسباب وأن نترفع عن الخلافات التى لا تليق ومكانة هذا الصرح وان نلتف جميعا للنهوض بهذا الصرح
النفس تطمع والأسباب عاجزة والنفس تهلك بين اليأس والطمع كما أدعو الله عز وجل أن يجعل هذه الدار عمرة بالعلم عامرة بالألفة والمجالس الزكية النقية واختتم مقالي ببيتين من الشعر تعبيرا عن حبي وعشقي لهذا الصرح الذي انتمي إليه إلا يا دار لا يدخلك حزن ولا يغدر بصاحبك الزمان
فنعم الدار للأحباب أنت إذا ما ضاق بالضيف المكان عامرة