محفوظ مكسيموس يكتب : العثرات&صانعوها
1 أكتوبر، 2017 مقالات واراء
عندما تقرا الكتاب المقدس بعهديه وتري كل مظاهر النزاهة الإلهية تتجلي في كتابه بذكر حوادث تبدو لنا صادمة بل ومن منظورنا البشري تري ( مشينة ) ولكن في حقيقتها وجوهرها ما هي إلا (واقع النفس البشرية ) وتجسيدها بضعفها الكامل كما ورد في حادثة لوط وبناته اللاتي قدمن له الخمر وصنعن معه الرذيلة وهو مغيب العقل . ألا يبدو هذا بالنسبة لكثيرين صادم ومخزي ويدعو للخجل ؟! بلي بل ومثير أيضا للإشمئزاز ولكن لماذا سمح الله بذكر هذة الحادثة في كتابه المقدس؟! ببساطة متناهية ليعكس لنا ضعف الطبيعة البشرية وأيضا ليسلط الضوء علي قوة وجبروت الخطية كما قيل عنها ( الخطية خطيئة جدا . تركت الكثيرين جرحي وكل قتلاها أقوياء ) وعندما تقفز إلي عهد النعمة ( العهد الجديد )تري مفارقة فلسفية في سرد النسب والتجسد الإلهي حيث إختار الله أفضل إمرأه في الوجود ليتجسد منها وهي كلية الطهر والعفاف ورمز البتولية ( مريم ) بالرغم من ذكر ( رحاب الزانية ) في سجل النسب الذي اتي منه المسيح وهنا تظهر قمة النزاهة الإلهية ونسف فكرة الطبقية الإجتماعية المقيتة حيث إرتضي ملك الملوك ورب الأرباب بأن يضع إسم رحاب الزانية في قائمة نسبه. ولم ينته المطاف إلي هذا الحد بل نري السيد والمعلم يختار تلاميذه بطريقة لا تخطر علي قلب بشر فلو كلف أحدنا لإنجاز مهمة أقل بكثير من أن تقارن بالخلاص المجيد لما فكرنا في إختيارات مشابهة لهؤلاء الذين إختارهم السيد ليعطي أعظم الدروس وأقواها بأن عمل الروح القدس كفيل بإستخدام أضعف الأدوات .ورغم هذا الشرف العظيم الذي نالوه هؤلاء التلاميذ وما رأوه من أمجاد تقشعر لها الأبدان وتشيب لها الولدان من إقامة موتي وسلطان ع الطبيعة وشفاء أمراض مستعصية وإشباع آلاف بخمس خبزات وسمكتين وغيرها من العجائب إلا أن موقفهم أثناء عملية القبض عليه من منظورنا أقل ما يقال عنهم أنهم جسدوا الندالة والوضاعة والخسة بكامل معانيها .فمنهم من (باعه بأبخس الأثمان ) ومع ذلك نري السيد له المجد يناديه بكل شفقة وحنو أثناء التسليم ( يا صاحب ) والآخر الذي كان يدعي بإستمرار الوفاء & الولاء للسيد ينكره بجبن أمام ( جارية ) ويتملص من تبعية ملك الملوك وخالق الطبيعة وكأن لسان حاله يتبرأ من معرفته ومع ذلك نري السيد ينظر له بحنو ورفق بالغ ولم يكن عتابا لأنه أخبره مسبقا انه سيفعل ذاك .وعند الصليب تركه الجميع وخافوا وتبخروا وإختبأوا والأدهي من كل هذا عند القيامة المجيدة وإنتصار الرب علي الموت كما ( بلغهم ) مسبقا نري توما يشكك في كل شيء فبتصرفه شكك في قدرة ومقدرة الرب علي القيامة برغم كل ما رأي من آيات وعجائب ونري رد فعل الإله العجيب حيث يمسك السيد بيد توما المسكين ويضعها علي جراحاته ليؤكد له ويزيل مخاوفه وشكوكه وليعطينا أعظم الدروس في إماتة الذات والتواضع الجم .الخلاصة أصدقائي الأعزاء ان ملخص سرد ما ذكر اعلاه من أحداث العهد القديم &الجديد وحتي ضعف التلاميذ لم يضعف من الكتاب المقدس ولا يقلل من شخصية رب المجد بل علي العكس تماما لقد حدث كل هذا ليضرب لنا الله اعظم الأمثلة في ( ألا نعثر بأحد ) ولا تأليه ولا عصمة لأحد غيره. ومن هنا نتساءل لماذا صنعت الكنيسة تابوهات مزيفة وقدسية كاذبة لصورة رجل الدين ؟؟! ولماذا لا يقتدوا بالمعلم الأعظم الذي لم يخجل من سلسلة نسبه وإختياراته لأنبيائه وتلاميذة ؟؟!! فماذا لو إنتهت كل هذة التابوهات وتعاملنا نحن مع رجال الدين علي انهم ( بشر وأناس ) مثلنا يؤخذ منهم ويرد ولا تبجيل زائف ولا قدسية واهية فعندما يسقطون ويرتكبوا أعظم الكبائر والمبيقات لا يعثر أحد مطلقا من منطلق كلنا تحت الآلام وكلنا ضعفاء ولكن صنعتموهم اشباه الإله فعندما يسقط أحدهم يعثر ويضل كثيرين فقط بسبب الصورة الكاذبة التي رسمتم إياها .بكل الحسرة والأسي أقول لكم ( انتم الذين صنعتم العثرة بتابوهات القدسية الزائفة….وويل لمن تأتي بواسطته العثرات يقول الرب.