الإثنين , ديسمبر 23 2024

هل بدأ نبع ماء الحرية يجف في أستراليا ؟!.

بقلم:أنطوني ولسن-سيدني أستراليا
كتبت مرة وشبهت الحرية بنبع ماء عذب صاف رقراق،حلو المذاق ،يشرب منه الصالح فينتشي ويرتوي،ويشرب منه الطالح فيتمرد ويلتوي.
أعتقد أن في هذا القول الحقيقة…كل الحقيقة عن الحرية!.
لأن الحرية هي أقدس المقدسات التي يسعى أليها الأنسان منذ أن وجد على هذه الأرض والى المنتهى.كم سالت دماء من أجل الحرية.وكم تعذب ويتعذب الأنسان من أجل الحرية.شعوب الدول النامية او العالم الثالث أكثر الناس تجربة ومعرفة لمعنى الحرية،لأنها محرومة منها.
لذا فكرنا في ترك بلادنا وأوطاننا والهجرة الى بلاد الحرية فيها أسلوب حياة.فكانت هجرتنا الى الدول الغربية.أرتوى الصالح منا وانتشى من ماء الحرية العذب الصافي الرقراق الحلو المذاق.

لكن يبدو أننا شعوب كتبت عليها التعاسة ولا تستحق الأستمتاع بالحرية التي وهبها الله لنا في أوطاننا الجديدة.لقد وجدنا هذه البلاد الغربية والتي تشن الحروب على الديكتاتوريات في العالم من أجل الديمقراطية والحرية،تعمل الآن وبعد 11 سبتمبر 2001 على تكبيل الحرية بقوانين تحد من الحرية والديمقراطية في بلاد الحرية والديمقراطية.بل ويمكنها…أي القوانين أن تكون ضدنا نحن أبناء دول العالم الثالث أو الدول النامية والتي هربنا منها سعياً وراء الحرية.حقاً ينطبق علينا المثل القائل”المنحوس منحوس حتى لو حطوا على راسه فانوس”.

أنني أتساءل ما ذنبي أنا اذا تمرد والتوى نفر منا؟ما الذي ارتكبناه نحن ابناء الدول النامية أو دول العالم الثالث الذين جئنا نحتمي في ظل الحرية لتوضع لنا القوانين التي لا تفرق بين الصالح والطالح؟!.ما الذي فعلناه حتى ينظر الينا بأننا ارهابيون ونشترك أو نوافق على ما تقوم به هذه الجماعة الأرهابية أو تلك؟!ذقنا طعم الحرية الحلو. فلماذا الآن نذوق الظلم والأستبداد والديكتاتورية المر؟!.هل نسيتم أنكم أنتم الذين صنعتم الأرهاب والجهاد من أجل الحرية والديمقراطية؟.

لقد خلقتم هذا المارد المسمى بالأرهاب،ولم تصنعوا له السلاح المضاد ليقف عند حد.فأخذ يرعبكم ويسرق النوم من عيونكم.بل لقد أستطاع هذا الأرهاب أقناع فئات منكم وليس منا بالأنضمام اليه ومساعدته.
أخطاء أرتكبها حكام الغرب بأسم الحرية والدفاع عن الحرة وحقوق الأنسان.ويرتكبون الآن أخطاء أكثر سلبية على مجتمعاتهم وشعوبهم وبأسم حماية الحرية.يكبلون الحرية بقوانين لا حرية فيها ويطلقون رجال المخابرات لبث الرعب والخوف في قلوب الآمنين ويجعلونهم يلعنون اليوم الذي فكروا فيه ترك بلادهم ما دامت الأمور أصبحت متساوية.
الحادي عشر من سبتمبر نشر الرعب بينكم وجعلكم تفقدون توازنكم وثقتكم في النفس التي كنتم تتباهون بها.وكل الذي تفعلونه هو حرب في الخارج وحرب في الداخل.

في الخارج تعلنون الحرب ضد الحرية.والحجة في ذلك حماية الحرية من المارد الخفي الذي لا يستطعون رؤيته لا في وضح النهار ولا بأقوى مصابيح الأضاءة.والمحزن المبكي كان ذلك المارد يسير ويخطط في قلب البلاد غير متخفِ وبأسم الحرية ولم يتم القبض عليه بل لم يجرؤ أحد الأقتراب منه.
كان من الواجب قبل تشريع قوانين لحماية رجال المخابرات وأعطائهم صلاحيات لا حدود لها،أن تفكروا في تغير القونين المعمول بها ووضع قوانين تحد من وجود أي أنسان من أي مكان يذهب الى هذه البلاد…بلادنا الغربية..ويعمل على تخريبها أن يوضع في أول طائرة متوجهة خارج البلاد وليس من المهم الى أين الطائرة متجهة،المهم أنها متجهة خارج البلاد.

لأن الحرية غير الملتزمة فوضى،والفوضى اذا عمت بلداً قضت عليه.وهذا ما حدث مع دول الغرب التي تركت الحبل على الغارب لكل من هب ودب ليعمل ضد مصلحة البلاد وبأسم الحرية.
أفيقوا أيها الرفاق لقد آن وقت الأستيقاظ.نحن في أشد الحاجة الى تنظيم البيت وعدم الأنشقاق فيما يصلح لأبناء الوطن الواحد.لأنه اذا انقسم البيت هلك من فيه.
الوصول الى الحكم لا تجعلوه الغاية التي تبرر الوسيلة.بل جعلوه الوسيلة التي تحقق الغاية الشريفة.
فليعمل المخلصون من الحكماء من أبناء الوطن أستراليا من جميع الأحزاب والأيديولوجيات لوضع خطة قوية تقوم على العدل والمساواة والحرية في الداخل،وعلى صيانة أمن وحرية البلاد في الخارج.بمعنى السياسة الخارجية يتفق عليها بين الجميع،والسياسة الداخلية يتفق عليها الجميع.

كان على الأحزاب المعارضة وعلى راسها حزب العمال بدلاً من المعارضة للمعارضة فقط أن يشترط على التشريع الجديد الذي يعطي صلاحيات للآزيو”جهاز المخابرات”أن ينتهي العمل بهذه الصلاحيات حال الأنتهاء من الحرب ضد الأرهاب.
نعم العالم كله في حرب ضد الأرهاب وليس فقط أميركا ومن معها.لأن الأرهاب فكرة تريد السيطرة والهيمنة.ولها مفكروها وممولوها ومن يؤمنون بها.والمؤمنون بفكرة الأرهاب للسيطرة والحكم موجودون في كل ركن من أركان المعمورة ولا يستطيع أحد أن يفرق بين الصالح والطالح.أذا أتخذت الدول فكراً واحداً وهو محاربة الأرهاب بجميع أشكاله وألوانه.هنا يحق لكل دولة أتخاذ التدابير اللازمة لحماية أمنها وأمن شعبها.لأننا في حالة حرب.والدليل أننا هنا في استراليا قد اشتركنا في الحرب ضد الطالبان في افغانستان بجيوش أسترالية .وفي العراق أيضاً أشتركنا في الحرب بجيوش أستراليةزولو اقتضى الأمر المشاركة في الحرب ضد الأرهاب في أي مكان ستشترك جيوشنا في الحرب.

لكن كل ما نتمناه بعد القضاء على الأرهاب أن تعود الينا حريتنا كاملة متكاملة.وأن نعود الى الشرب من ماء الحرية العذب الصافي الرقراق الحلو المذاق.

 

 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.