الخميس , نوفمبر 7 2024

محفوظ مكسيموس يكتب : الإزدواجية والفيسبوك

عندما نتصفح مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الفيسبوك تري عجب العجاب فتري كل مستخدمي الفيسبوك دائما في ركن ( الضحايا أو المجني عليهم أو المظلومين والمهضوم حقوقهم ) كلهم أوفياء ويكرهون الغدر والخيانة ودائما ما ينددون بالخائن وعديم الضمير . كلهم مثاليون ويكرهون الاخطاء وفاعليها ودائمين الشكوي ضد هؤلاء الفاسدين . ومن المريب أيضا أن معظمهم قديسين وصفحاتهم عبارة عن كتيبات دينية تشمل أقوال أباء أو سير قديسين وإختبارات روحية . يعشقون الدول المتقدمة ودائمين النقد للبلدان المتخلفة التي يعيشون فيها . يعشقون النظام والنظافة وعدم المحسوبية . نراهم ينددون بالفساد والفاسدين ويكرهون الغش وغياب الضمير . حالمون ومحبون للحياة والموسيقي ويطغي الأمل علي كافة بوستاتهم وصورهم . يطالبون بتنفيذ العدل والمساواة والعدالة وبناشدونا بالتحرر والعقلانية .!!! يشجبون الإضطهاد تارة وبالأخري يشجعون الأخرين علي تحمله بفرح مستشهدين بنصوص مقدسة . يدعون النزاهة وثقافة الإختلاف وروح المرح تتراقص بين صفحاتهم . كلهم أصحاب قلوب نقية وضحايا لمستغلي الأبرياء . لا يوجد خائن واحد ولا فاسد ولا كذاب لأنهم يكرهون الكذب ويتغنوا بأمانتهم بين الناس . دائما ينادون بالتغيير للأفضل والسعي نحو الكمال غايتهم .كلهم مثقفون ورواد كلمة ولا جاهل واحد بينهم ولا حتي أنصاف متعلمين …عندما يتحدثون في السياسة تري ( مارتن لوثر كينج ) يتجلي أمامك وعندما يطرح موضوعا دينيا تري معظمهم يتحدثون بلسان الأنبياء وعفة لسانهم وفجأة خاطبني ضميري ( الفاسد الماجن ) قائلا : كل رواد الفيسبوك بهذة الصفات النبيلة والشيم العظيمة فأين يعيشون ؟؟! هل يعيشون في مدينة أفلاطون الخالدة ؟؟! وأين الفاسدون والكاذبون والماجنون وأرباب الرذيلة ورواد السفه واللصوص والخونة والظالمون ؟؟!!! وهنا صرخت في ضميري الفاسد الماجن الكاذب قائلا إخرس أيها الوغد إننا مصريون أصحاب حضارة ٧ الآف سنة وعلمنا العالم كله علوم الفن والتحنيط والهندسة في القديم ولكننا الأن في حاجة ماسة للعلاج النفسي المكثف لأننا نعاني من أمراض نفسية معضلة معقدة ولا يستطيع العالم علاجنا لأننا رافضين تشخيصنا ( مرضي ) ولا حتي نرغب في العلاج . ضميري الفاسد دعني وشأني ولا تفرض وصايتك ونصائحك وكف عن أسئلتك المقيتة وإتركنا مغيبين ( حالمين متدينين مجروحين أوفياء مضطهدين مثقفين مبتهجين واعظين وحماة للدين ) وهنا نظر إلي ضميري المارق بنوع من الشفقة والدونية وصرخ في وجهي قائلا ( يا إبن مكسيموس أنتم قتلتم المنطق وبسببكم إنتحر علم النفس وسقطت كل علوم الطب النفسي )
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏طعام‏‏

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.