تتوجه اليوم ٢٣٦ أسرة خلف ٢٣٦ مظلوم من مشجعي نادي الزمالك الذين قبض عليهم يوم ٩ يوليو، عقب مباراة الزمالك والأهلي الليبي في إطار تصفيات البطولة الأفريقية للأندية الأبطال. والتي شهدت أحداث عنف ننكرها جميعا بمقدار إستنكارنا لعملية القبض العشوائي التي تمت عقب المباراة.
كان سبب إهتمامي بهذه القضية لأن لي إبن شقيقتي عماد عاطف سمير منقريوس من ضمن الذين يحاكمون في القضية، سرعان ما تكونت بين أسر الشباب علاقات لأكتشف أن كل الشباب المقبوض عليهم ينتمون لعائلات محترمة، سمعت لحكايات القبض علي الشباب لأخرج متأكدا أن الشباب المحبوس هم شباب مسالم معظمهم حضر لأول مرة في حياته ليشاهد مباراة في كرة القدم من الملعب. تلقيت نصائح كثيرة من أصدقاء أعزاء بأن لا أضحي بمستقبلي السياسي وحلم الجالية في حصولي علي أول مقعد بالبرلمان الكندي للجالية المصرية، وأن أقوم بواجبي نحو إبن أختي من خلال توكيل محامي له ومحاولة استخدام علاقاتي في الوسط الصحفي للأهتمام بالقضية. ولكني قررت أن أحارب من أجل هـذه القضية ليس لوجود أبن شقيقتي بينهم لأنهم كلهم أصبحوا أبناء أشقائي ولقناعتي التامة أن الدفاع عن المظلوم هو واجب وشرف.
القول أن الشباب المقبوض عليه أنهم ألتراس أو نيت وايتس كذب وإفتراء، فهؤلاء الشباب منهم من هو من الإسكندرية والقاهرة ودمياط والسويس والفيوم وسوهاج وغيرها من المدن، ولا تربط بينهم أي علاقة قبل القبض عليهم، لو كانوا ألتراس أو مشاغبون لكانت لديهم القدرة علي الهروب وعدم الوقوع في يد الشرطة، لو كانوا وايت نايتس لخرج الوايت نايتس كعفريت العلبة في كل مناسبة سواء في كرة القدم أو اليد أو الطائرة يطالبون بالإفراج عن زملائهم.
والبعض يقول أنهم أخوان مسلمين!!!. والرد بسيط جدا لو كانوا أخوان أو حازمون لأستخدم التنظيم القضية لتشوية صورة مصر في الخارج فما أفظع أن يحاكم جماهير لكرة أمام قاضي عسكري في عيون الغرب. وقد علق وزير كندي سابق لي شخصيا عن ما حدث بالقول “أنه أمر مفاجئ وصادم بالنسبة لي أن يحاكم جمهور لعبه رياضية أمام قاضي عسكري حتي لو كان الأستاد ملك لمؤسسة عسكرية”. لو كانوا أخوان لهدد الأخوان الحلم المصري بالوصول لكأس العالم فجمهور الكرة أحد عناصر اللعبة وقوانين الأتحاد الدولي تمنع منعا باتا المحاكمات العسكرية لعنصر من عناصر اللعبة. أو إكتفوا بتوصيل القضية لغانا وأوغندا وستقوم الدولتان بالواجب لإقصاء مصر من مجموعتهم نهائيا.
يا سادة يا رجال الإعلام المحترمين يا مقدمي البرامج الرياضية يا كل الشعب المصري والعربي، أولادنا ليس بأخوان ولا حازمون ولا ألتراس، أولادنا “غلابة” رماهم حظهم التعس للتواجد في مباراة منحوسة، ولم لم نكن “غلابة” لخرج أولادنا مع من خرج قبل تحويلهم للنيابة، لم يكن لدينا واسطة وليس لنا غير الله. لا تظلمونا وخافوا الله وخافوا من دعوة أم ظلمتم أبنها، وملأ الحزن قلبها وأحني ثقل الهم ظهرهها وضاقت بها الدنيا وتسببت دموعها المنهمرة في ظلام عينيها فلم تجد إلا السماء أمامها فرفعت عينيها للسماء لتشكي من ظلم إبنها.
أعطي لكم بعض النمازج من الشباب المقبوض عليهم “عمرو محمد يحيي عمر” من المنشاة بسوهاج من ذوي الإحتياجات الخاصة “ تخلف عقلي” ولا ندري للآن سببا لتواجدة أمام استاد برج العرب. أحمد صلاح الدين لاعب سابق بناشئين الزمالك مصاب بالرباط الصليبي وخلع في الكتف وعاجز حتي عن الكتابة بيديه. محمود سعيد محمد النادي سائق الميكروباص الذي لم يشاهد المباراة وكان ينتظر زبائنه خارج الإستاد، الطفل مصطفي كامل والطفل إسلام الجيار والطفل إسلام حسن عبد الله ومعهم خمسين طفل أخرين.
ونحن الليلة نقضي ليلة من أصعب أيام حياتنا كأهالي المظلومين لم يري النوم عيوننا، وقضي البعض ليلته بالدعاء والصلاة من أجل أولادنا و البعض الأخر في السفر من مدنهم للأسكندرية لحضور المحاكمة. وبعد مارثون طويل توجهت فيه العائلات بنداءات واستغاثات للسيد رئيس الجمهورية والسيد وزير الدفاع والسيد وزير الداخلية، من أجل الإفراج عن الشباب المحبوسين ظلما. وتفضل السيد رئيس نادي الزمالك بالتنازل عن الدعوي المدنية، بل وقدم سيادته طلب للسيد رئيس الجمهورية من أجل الإعفاء عن الشباب المحبوسين.
ننتظر اليوم عدالة قضائنا الشامخ وننتظر تحنن قلوب المسؤلين ببلدنا وبجيشنا العظيم، ننتظر قرارا برفع الظلم عن أولادنا الذي بات مستقبلهم في مهب الريح بعد أن بدأ العام الدراسي في الجامعات والمدارس وهم بالسجون، نتطلع لنظرة عطف وحنان من بلدنا علي أولادها وليعودوا اليوم مع أهاليهم لتعم الفرحة بيوتنا بعد أن غابت عنها منذ ثمانون يوما.
مدحت عويضة
مدير تحرير الأهرام الكندي