أتابع و غيري من الأطباء عامةً و أطباء التخدير خاصةً ما يحدث الأن مع زملائنا أطباء التخدير بمستشفي جامعة أسيوط في فاجعتهم و حجزهم احتياطياً داخل السجون بسبب ما تردد عن إهمال طبي جسيم أودي بحياة مريض بعد إجراء عمليه جراحيه له،وأشعر بالمراره وأي مراره و حزن لما يحدث لهم !!.
ثلاث أطباء شباب في مٌقتبل العمر يعملون بأجرٍ رمزي جداً في مستشفيات جامعة أسيوط ، قاموا بتخدير مريض يحتاج جراحه عاجله بسبب إصابات وكسور به، وإذا بالمريض بعد إنتهاء العمليه ترتفع درجة حرارته بصوره مفاجئه و عاليه(فرط الحراره الخبيث) حاولوا جاهدين خفض درجة حرارته رغم عدم وجود العقار المضاد (الدانترولين ) في مصر من الأساس ولكن دون جدوي وانتهي الأمر للأسف بوفاة المريض ، وما كان من أهل المريض إلا الشكوي و علي الفور تم حجز الأطباء (طبيب و طبيبتان) في السجون و اليوم تم تجديد حجزهم خمسة عشر يوماً أخرين .
بالطبع خالص عزاءنا لأهل المريض ولا ألوم عليهم أبداً الحزن و الغضب ولكن تٌري ! هل يعلم أهل المريض سبب الوفاه الحقيقي ؟وهل هم علي خلاف مباشر مع هؤلاء الأطباء؟؟ وهل هم درسوا الطب من الأساس؟؟وهل هم علي علم بالأدويه المخدره و غيرها التي يستخدمها الأطباء ؟؟
بالطبع هم لا يعرفون سبب الوفاه ولا علي خلاف مع هؤلاء الأطباء و لا علي معرفه بالأدويه ولا بالطب من الأساس .
و أنا علي يقين تام بأن هؤلاء الأطباء سيخرجون من أزمتهم هذه بعد عرض مشكلتهم علي المتخصصين ولكن لماذا نٌصر علي إذلال الأطباء هكذا ؟؟ فهل يعقل أن يٌوضع طبيب في السجن جراء عمله والذي هو في الأساس مٌؤتمن علي أرواح مرضاه حتي ولو تحصل من خلاله علي أجر لا يكفيه لأيام معدوده ؟؟ وهل يعتقد أحدكم أن الطبيب يقصد إيقاع الآذي بمرضاه ؟؟
وهل يعرف أحدكم كم السعاده التي يشعرالطبيب إذا استطاع انقاذ مريضه من الموت بتوفيق من الله؟؟ أهكذا هو إكرام الطبيب ووضعه في المكانه التي تليق به؟؟
أطباء قاموا بعملهم و أني لهم أن يعلموا أو يتنبؤا بحدوث عرضٍ نادر له علاقه بجينات المرضي يحتاج إلي تحاليل خاصه بالجينات مرتفعة التكاليف في بلدٍ يعاني أزمات اقتصاديه إلا إذا كان مٌكتشف و مٌشخص مسبقاً للمريض أو لأقرب ذويه؟؟ هم يعملون بأقل امكانات و أقدم الأجهزه و أرخص الأدويه و لسوء حظهم يحدث ماهو نادر الحدوث معهم فبدلاً من الوقوف معهم و الشد من أزرهم يٌعاقبوا علي ما لا علاقة لهم به!!.
أتساءل من هو هذا الطبيب المجنون الذي يرضي بالعمل في مثل هذه الظروف الماديه و المعنويه الصعبه ؟من هذا الطبيب الذي يتحمل إهانات من إعلام غير مسئول دائم التهم للأطباء (وخاصةًالتخدير )بتهم جاهزه علي الدوام و لعل أهمها جرعة البنج الزياده الوهميه!!؟؟.من هذا الذي يتحمل العمل بأقل الامكانيات و أقل الأجور عالمياً؟؟ إنه الطبيب المصري الذي يشهد له العالم في أي مكان ذهب فيه ولا يقدره أبناء وطنه !!.
من السهل جداًعلي هذا الطبيب المجنون البحث عن عمل ٍفي مكان يحترمه و بأضعاف هذا الراتب الهزيل والذي يعد في حد ذاته مصدراً للسخريه من الأخرين الأقل علماً و جهداً وكفاحاً فهل ستفرحون بهذا ؟
ألا يكفي هروب أكثر من ثلثي أطباء مصر خارجها ؟!! ولكن ماذا عسانا أن نفعل و قد نادينا كثيراً بتحسين أوضاع الأطباء مادياًومعنوياً من رواتب وأجهزه حديثه و تيسير سٌبل البحث العلمي لهم للإرتقاء بمنظومه صحيه متهالكه وتعديل القوانين من أجل حمايتهم وحفظ كرامتهم لا لإذلالهم و تقييد حرياتهم ولكن لا حياة لمن تنادي !!
الأطباء لديهم نقابة خاصه بهم هي المفترض من يراقبهم ويفرض عليهم العقوبات والتي قد تصل للمنع من مزاولة المهنه فلو ثبت تقصيرهم و إهمالهم حاسبوهم جنائياً هكذا تكون البدايه بأخذ رأي المتخصصين أولاً ومن ثم الحساب لا غير هذا .
الكاتب د.إيهاب أبورحمه
#طبيب_تخدير_أسيوط
#متضامن_مع_أطباء_تخدير_أسيوط