الجمعة , نوفمبر 15 2024
د . مرفت النمر

ومازال الأسخريوطى يخون!

د/ مرفت النمر

تضاربت الأقاويل حول خيانة يهوذا للسيد المسيح فهناك من يعتقد أنه قد خانه من أجل المال ,ويذهب البعض إلي فكرة المطامع السلطوية بجانب الأطماع المادية فعندما قام بتسليم سيده لم يكن طامعا في الثلاثون من الفضية

فحسب بدليل أنه طرح الفضة لكهنة اليهود وانصرف لأنه كان يعتقد أن جموع الشعب التي آمنت به وبتعاليمه سوف تنتفض وتخرج ضد الدولة الرومانية بعد القبض علي ملكهم وتقوم ثورة الشعب ويكون يسوع ملكا لليهود ومن البديهي ان يكون يهوذا والتلاميذ من المقربين للملك الجديد الذي جاء بعد ثوره علي اكتاف الشعب, ولم يدقق احد في كلمات يسوع امام بيلاطس عندما صرح (مملكتي ليست من هذا العالم

لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا اسلم إلي اليهود) .

فقد اصبح بعض الأكليروس لا يكتفون بالمال وإنما يريد ان يستأثر ويترأس ايبراشيات ومجامع ومؤسسات اقتصادية ويسن ويشرع قوانين وعلي ذكر سن القوانين للهواة والغير معنيين فقد قامت الكنيسة بتفويض الأنبا بولا للقيام بمهام رجال القانون فكانت هذه القوانين هي الأسوء علي الاطلاق و التي سُنت منذ قيام الدولة لكي تكون السيف المسلط علي رقاب أقباط مصر بداية من قانون بناء الكنائس والتغاضي عن قانون دور العبادة الموحد واستبداله بقانون منع بناء الكنائس الذي قدمه

 ووافق عليه نيافته وبات من المتاح استخراج تراخيص ديار البغاء ايسر من استخراج تصاريح لبناء الكنائس , الي جانب إضافة المادة الثالثة في الدستور الغرياني البشري ! بالإضافة الي تخلي الكنيسة عن حق الاقباط في التبني ! وبعد القوانين التي تم تمريرها بات من المستحيل أن تُبني كنيسة او يُرمم مبني خدمي!!

وإلي جانب هذا فقد صرح نيافته بثلاث تصريحات تُعد كارثيه ولم يلتفت إليها الكثير ولم يقرأ ما بين سطورها

وكانت اولي تصريحاته كالآتي :

1- أن السلفيين فصيل وطني حتي النخاع !

2- تنازله عن الدولة المدنية!

3- استبدال كلمه (قادتهم الروحية) بكلمه رئاستهم الدينية ! هل هذه التصريحات المتلازمة والمتتالية محض الصدفة؟

في حقيقه الأمر اذا نظرنا الي هذه التصريحات وتم ربطها ببعض سوف يتجلي أمامنا ان نيافته يتحدث عن تقسيم مستتر للشعب المصري الي قسمين ! عندما يصرح ان السلفيين فصيل وطني هذا وأن كل قرارات هذا الفصيل الوطني تُعد وطنيه خالصه حتي النخاع ولا يجوز انتقادها ولا حتي التشكيك بها وبنواياها وفي ظواهر الأمور

وخفاياها ومن يخالف ويناقش ويناقض هذه القرارات فقد وقع بين شقي رحي التكفير والتخوين !

إلي جانب تنازله عن الدوله المدنيه بمعني دقيق ومباشر ان هناك دولة عسكرية او بوليسية

وهاتان لا يحتجان إلي تقسيم الشعب فضلا عن أنه خص السلفيين وميزهم ووصفهم بالوطنية النخاعية

وهذه هي مربط الفرس فعندما تكون هناك دولة دينية اسلامية لابد وان تكون مقابلها دوله دينيه قبطية !

ويكون علي رأس هذه الدولة الجديدة المنقسمة والوليدة رئاسة دينية وليس قياده روحية !

وبذلك ترجع الكنيسة الي العصور الوسطي ويحكم رجال الدين (الأكليروس) الدولة الوليدة المستقلة !

بالإضافة الي الضغوط والاضطهادات والتفجيرات والاعتداءات التي تحدث من قبل الفصيل الوطني

ولم تعد خافيه

 وتكون الذريعة والمبرر للتقسيم الديني الداخلي دون اللجوء الي التقسيم العرقي الجغرافي

بالإضافة الي اقناع بعض المغيبين والمقربين والمنتفعين بأن الوضع

سيكون افضل عندما تكون الكنيسة واساقفتها رؤساء للدولة المستقلة

التي حلموا بها حتي تحقق حلم الاستقلال وعدم التبعيه !

وفي حقيقه الامر قد قمت منذ عده ايام بعمل صحيفه استقصائيه للعينه العشوائية

لبعض الاقباط وسألت سؤال محدد لكي احصل علي نتيجة صحيحة

تساعدني في معرفه آراء هذه العينه وكان السؤال كالآتي (سؤالي للأقباط في مصر : هل توافق علي تقسيم مصر من عدمه وان كانت هناك موافقه اشرح لماذا واذا كان هناك رفض فلماذا ؟)

لكي اثبت لنيافه الانبا والفصيل الوطني ان مصر وشعبها لم ولن ينقسم بأي حال من الأحوال

ولم يستطع احد ان يقوم بنزع طرف خيط واحد من مجمل النسيج المصري برغم الفتن التي يفتعلها فصيل نيافته الوطني الي جانب معاونيه في الهيئات والوزارات

ودخل شخص يوجه لوما قاسيا متطاولا ولم يجيب علي السؤال المطروح وخلق جو من التشاحن والسباب والمفارقة الغريبة ان من فجر هذا النقاش السلبي مهاجر خارج مصر منذ 15 سنه !

وبدلا من أن يتبني تبادل الأفكار الايجابية فقد حول الاختلاف إلي خلاف و أيقظ الفتنه بين المٌصوتين مدعيا وطنيه زائفة حنجورية جوفاء وكان عليه ألا يتدخل في سؤال يحتاج اجابه من هم في داخل مصر

ولم يوجه له ومن علي شاكلته من المهاجرين والمدعين الوطنية فبدلا من أن يزايد بوطنية زائفه من خلف شاشات الكمبيوتر ويعيش حياة مستقرة رغدة , ويصلي دون ان يمنعه احد, ويتقاضى اجر مناسب للعمل الذي يؤديه

ويجد قوت يومه نظيف ,ولا يعول هم اولاده في السكن والتعليم والكسوة الي جانب السلام الاجتماعي الذي ينعم به الي جانب عدم الاستهداف من أجل الهوية الدينية! وهذا موجه الي الحنجوريين والمزايدين :

ارجعوا الي مصر وجاهدوا من الداخل كي يراكم الشعب ويري كفاحكم لكي تبقوا علي وجه الحياه (الموت من اجل الحياة) وعلي الصعيد الآخر نعلم جيدا ان هناك من أقباط المهجر يعيش بقلبه وعقله في مصر بكل تفصيلها ويعمل في صمت دون ضجيج كما يفعل البعض.

وفي نهاية الأمر وبعد فحص العينة العشوائية للأقباط تبين أن جميع المصوتين رافضين لمجرد فكره وكلمه التقسيم .

شاهد أيضاً

المستشار أحمد بدوى

‏المستشار أحمد بدوي : جرائم التواصل الاجتماعي تكشف عجز القوانين

أن الجريمة على مر العصور في تطور مستمر بتطور الانسان ووسائل ارتكابها والقصد ‏الاجرامي لدى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.