عادل جرجس يكتب: هل يخدع الغضبان الشارع البورسعيدى؟
24 سبتمبر، 2017 مقالات واراء
(مُجبر أخاك لا بطل) هكذا كان حال محافظ بورسعيد في (حوار على المقهى السياسى) مع نائب بورسعيد المخضرم البدرى فرغلى و هو السلوك المفاجئ و المستغرب على المحافظ فاللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد يعرف عنه الجميع في بورسعيد أنه يعيش في علياءه منفصلاً عن الشارع البورسعيدى ملتحفاً بأهل الحظوة في برجه العاجى و هو الرجل الذى تتملكه برانويا تمنعه من الحوار و قبول الرأي و الرأي الأخر و يمنع معارضية من التحاور معهم و منعه للنائبة رانيا السادات من دخول مكتبة هو النموذج الفج في هذا الصدد و يتوهم دائماً أن تلاسناته مع أهل الصفوة هي حوار مجتمعى يسمعه الجميع و هو ما ظهر جلياً وواضحاً في صدمات شعبية له أثناء جولاته بالمدينة و البدرى فرغلى هو من شن سلسلة من الهجوم الضارى على المحافظ كان أخرها الأسبوع الماضى في صالون حزب الوفد بالمدينة حيث اتهم فرغلى التنفيذيين ــ و على رأسهم المحافظ بالتأكيد ــ بأسباب تردى الأحوال بالمدينة فالهوة كبيرة و متسعه بين محافظ متعنت و معارض لا يتنازل
تفكيك المعارضة المنظمة
ذهاب محافظ بورسعيد الى (مقهى سمارة) الذى أعتاد البدرى فرغلى على ارتيادة و اتخاذه مقراً له يأتى من منطلق (الأيد اللى متقدرش تعضها بوسها) ففرغلى هو المعارض الأكثر شعبية في بورسعيد و الأكثر حنكة سياسية و يعرف من أين تؤكل الكتف بعيداً عن المهاترات الفيسبوكية فالرجل له في الشارع البورسعيدى قواعد شعبية عريضة و رغم تقدم العمر مازال متفاعلاً مع تلك القواعد و دخول فرغلى في المواجهة المنظمة مع العديد من القوى السياسية في كيان سياسى واحد في بورسعيد تحت مظلة حزب الوفد هو الأمر الذى يقلق المحافظ فالمعارضة الفردية بدأت في التحول الى معارضة جماعية أخذه في التكتل من خلال (صالون الوفد السياسى) لذلك وجد المحافظ نفسه مرغماً على النزول من برجه العاجى لمحاولة استمالة الأقطاب الفاعلة في التكتل المعارض الجديد و العمل على تفكيك هذا الكيان مبكراً قبل ان ينمو و يستقوى و يطيح بالمحافظ الذى بات يحصد كراهية كل أطياف الشعب البورسعيدى يوماً بعد يوم
الصالون المخيف
(صالون الوفد السياسى) على الرغم من حداثة فعالياته الا أنه أصبح زاخراً بالعديد من رموز العمل السياسى و الوطنى و هو ما بات يشكل ورماً في عقل المحافظ خاصة أن أدارة الصالون أعلنت عن بعض الحراك السياسى من خلال مؤتمر كبير يتم الاعداد له و هو ما لاقى ترحيباً من الجميع في ظل تردى الحياة الحزبية ليس في المدينة وحدها بل في مصر كلها فالصالون هو نواة لقوة حزبية جديدة قد تجمع كل الاطياف السياسية و مبكراً أرسل المحافظ بعض مريدية لحضور نقاشات هذا الصالون في محاولات مستميته للدفاع عن سياسات المحافظ و لكن لم تفلح تلك المحاولات في خداع أحد و الحقيقة فإن ذهاب مريدى المحافظ الى صالون الوفد ليس لطرح وجهات النظر أو النقاش حول القضايا المختلفة و لكنهم يذهبون في محاولات مستميتة لاستقطاب رموز الصالون الكبيرة من خلال علاقات جانبية على هامش النقاش لتقزيم الصالون و تفريغه من محتواه و القضاء عليه و ما لقاء المحافظ بفرغلى على المقهى السياسى الا احدى تلك المحاولات فالمحافظ يريد استقطاب البدرى و ركوب قاعدته الشعبية ليستعيض بها بعضاً من شعبيته المنهارة داخل المدينة
مَن يخدع مَن؟
تتبلور هنا حقيقة الصراع بين المحافظ الغضبان و القوى الشعبية ببورسعيد فالغضبان ليس بالمحافظ الذى يلتقى رعيته على المقاهى و في الشوارع و لو كان الأمر كذلك كان الأجدر به أن يلبى دعوة صالون الوفد السياسى و حضور حلقات النقاش و الرد على منتقدية ولكنه يعلم مسبقاً أن المتواجدين محترفى سياسة و لن يجنى من وراء النقاش معهم الا مزيداً من الإخفاق فلجأ الى استقطاب رموز الصالون بشكل فردى و لكن هل يفلح المحافظ في خداع تلك الرموز و خاصة برلماني مخضرم مثل البدرى فرغلى؟ أم أن تلك القوى القوى السياسية قادرة على استقطاب المحافظ لصالح المدينة وشعبها و تغيير مسارة السياسى و تضفى على المحافظ بعض من الحصافة السياسية التي يفتقدها ؟ لا شك أن الصراع مكتوم و لكن بالتأكيد سوف تسفر الأيام القليلة القادمة عن استعلان المخفى فبورسعيد لا يخفى فيها سراً أكثر من أسبوع.