أرسل مدحت عويضة المصري المهاجر لكندا ومدير تحرير جريدة الأهرام الكندية والعضو البارز في حزب المحافظين الكندي والمرشح السابق لبرلمان أونتاريو، رسالة لجماهير كرة القدم المصرية عبر صفحته علي الفيس بوك قال فيها الأتى:
عايز أقول حاجة لأبنائنا الشباب وخاصة من يقومون بتشجيع كرة القدم او الرياضات الجماعية بشكل عام ، على مدار اليوم أتابع ما يكتبونه علي صفحاتهم بمواقع السوشيال ميديا والتعليقات عليها ،فينتابنى شعور بالسعادة لأننى لاحظة أن هذا الجيل قريب جدا من بعضه البعض أفضل بكثير من جيلنا ،
فأرى بيتر ومحمد وأحمد ومايكل وريمون وعلي دائما بجوار بعضهم البعض وهذا أمر يسعدنى جدا وده دليل علي أن مرحله جديدة هتبدأ في مصر ونرجع للأيام الجميلة عكس جيل السبعينات “جيلنا” إللي شهد بداية التعصب في مصر.
لكن حينما أرى تعليقاتهم علي مباريات كرة القدم ، تختفى هذه السعادة وينتابنى القلق والحزن بسبب التعصب الموجود بداخل هذه التعليقات ، علشان كده بقول للشباب لم تتعصب علشان كرة القدم حتبقى متعصب بعد ذلك علشان أي شئ مهم أو غير مهم ، وأبسط الأشياء حتخليك تخرج عن شعورك ، محتاج تحب كرة القدم حبها وتابعها وشجع كيفما تشاء ، لكن حاول دائما تضبط انفعالاتك ،
وسأسرد لكم أشياء أعيشها هنا فى كندا ، فأثناء عملى في وسط البلد بعد نهاية مباريات البيسبول وهى اللعبة الشعبية الأولى فى كندا هنا ، بيتم إغلاق الطريق من قبل الجماهير وبأخذ ساعة ونصف تقريبا في مسافة أقل من ٢ كم حتى أصل للطريق السريع
فتعودت على هذا الأمر وفى يوم البيسبول اجلس فى وسط البلد أشرب مشروب حتى تترك الجماهير الملعب ، وبعد ذلك أخذ سيارتى لأذهب الى منزلى ، وفى كل مرة يحدث هذا الامر اتذكر لما كنت فى مصر ويكون فيه مباراة فى أستاد القاهرة أو في أستاد المقاولون العرب قبل هجرتى الى كندا وأكون فى طريقى الى المنزل فى الإسماعيلية وأقارن بين المشهدين .
طبعا نوعية الجمهور هنا فى كندا مختلفة تمام عن الجمهور المصرى ، فالجمهور هنا أسر وشباب وبنات وسيدات والنسب بين الأجناس والأعمار تشعر أنها مثلها مثل نسب الكنديين المارين بالشوارع .
ثانيا الجمهور منصرف في هدوء وسعادة، لدرجة أنى فكرت أن الفريق الكندي للمدينة التى أقطن بها هو الفريق الفائز دائما وده اللى بيجعل الجمهور دائما سعيد.
الى أن أكتشفت أن فريق البلو جايز بتاع مدينتنا مش هو الفريق الذى لا يقهر مثلا بيفوز وبيتهزم عادى يعنى ، وفى مرة من احدى المرات كنت محتاج أعرف النتيجة من وجوه الجمهور فلم أستطع ،لأن المباريات في الصيف وأنا كنت بجلس علي أماكن تحصل على رخص فرش طرابيزات في الشارع
وأمام عدم إستطاعتى معرفة النتيجة من وجوه الجمهور أو قوانين اللعبة
فقررت أنى اتعلم ،وبدأت بالفعل أتابع المباريات علي الإنترنت ، علشان بس أعرف مين بيلعب مين وأتابع النتيجة، و بدأت كمان أقف فى الشارع والتقى بالجمهور الكندى الجميل وهو خارج من الملعب شباب وبنات وأطفال، وحينما يكون فريقنا هو الفائز أقولهم مبروك فيبتسموا ويقدمون الشكر لى أو يقولون مثلا كنا الأفضل ، أو لعبنا مباراة جميلة ،
وحينما يهزم فريقنا أقولهم هارد برضوا يبتسموا ويقولي شكرا أو مثلا المرة القادمة حنكسب أو يقولوا لى مثلا كانت مباراة ممتعة علي أي حال، ولم أرى مثلا احد من الجمهور وهو خارج من الملعب غاضب أو مغشى عليه وزملائه يذهبون به الى المستشفى ، لأن فريقه خسر ولا حد بيشتم حد ولا جمهور بيشتم جمهور ولا إشارات خارجة ولا صراخ وصوت عالى.
الجميع ذهب للمباراة من أجل المتعة وبمجرد إنتهاء المباراة ينتهى كل شىء ، نكسب نخسر نتعادل ولا تفرق فى أى شىء ، مجرد دقائق بعد المباراة ونستأنف حياتنا بصورة عادية جدا.
من قلبى أتمنى ما شاهدته فى مباريات البيسبول وهى من الألعاب الشعبية في كندا ، أشاهده في مباريات كرة القدم فى مصر .
نحب فريقنا نشجعه نستمتع بدون تعصب أو تكسير أو شماريخ ، نكسب النهاردة حنخسر بكره أو العكس، فالرياضة للمتعة للتقارب بين الشباب مش للحروب
الرياضة لا يوجد بها فائز ومهزوم ،لأن الجميع فائز الفريقين والجمهور، كمان هناك العديد من الأعمال المرتبطة بكرة القدم فى مصر ودخول العاملين بها معتمدة إعتماد كليا على اللعبة الجميع فائز ،
فالرياضة تساعد الشباب فى الإبتعاد عن الإنحراف والسلوكيات الغير إخلاقية مش نتعصب للرياضة وتصبح هى الإنحراف فى حد ذاته اللى بسببه يضيع مستقبل شبابنا.
أتمنى أن ما قلته يصل للشباب المصرى والعربى ويكفى ما حدث ل 236 شاب من جمهور الزمالك ، شباب برىء يكاد مستقبله يضيع بسبب مجموعة من البلطجية ، قاموا بتكسير عدد من كراسى أستاد برج العرب وهربوا أثناء مباراة الزمالك وأهلى طرابلس ، ووقع هؤلاء الشباب فى أيدى الامن لعدم خبرتهم فى الهروب ولأنهم ذهبوا فقط لمشاهدة فريقهم
والأن يتم محاكمتهم عسكرياً بدون أدنى ذنب
أتمنى أن يتمتع الشباب بالرياضة ويقوم من خلالها بتكوين صداقات جديدة تفيده فى المستقبل ، لا أن تتحول الرياضة الى عداوات وشتيمة وتخسر أصحابك علي صفحتك، وتتحول لإنسان متعصب في كل شىء فى حياتك ، فكل ما أتمناه أن يتمتع الشباب بحياته ويعيش أحلى أيام عمره