بقلم . شحات عثمان كاتب ومحام
من كتاب قواطرْ ومحطات تحت التجهيز
———-
هناك الكثير من الأوقات التى يمتزج فيها هذا السؤال بخلايا الجسد البشرى ليعلن التأنيب على بعض الأفعال والتصرفات التى تصدر عن جوارحنا ليلاً ونهاراً وهو ما يسمى بالنفس اللوامه وهى إحدى تقسيمات النفس المتعارف عليها فى كتب السابقين ومنها النفس الأمارة والنفس المطمئنة والنفس اللوامه والنفس الراضيه والنفس المرضيه وهذة التقسيمات وردت فى القرأن الكريم فى سياق الآيات الأتية بعد بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
{ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ }
{ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً }
{ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }
وقد ورد ذِكر هذة الانواع كما بينا فى سور الفجر ويوسف والقيامه والشمس لترسيخ تلك الأنماط فى النفس البشرية حتى قيام الساعة وأستيفاء الأجال المقدره سلفاً فى كتاب الرحمن .
مالك معاندانى
كلمتان تجعلان الأنسان يعيش فى حالة من الحزن والكَمَد على التفريط والتهاون فى بعض الأمور الحياتيه والإيمانية قد تؤدى الى مرحلة من القنوت واليأس وعدم الرغبة فى الإقدام على أى فعل وتتحول الحياة الى كتله من الجحيم والشقاء وعدم الشعور بملذات الحياه ومباهجها والأستمتاع بما فيها من أمور وأماكن ووسائل متاحه .
الخروج من جعبة هاتين الكلمتين تقتضى مجهود كبير من الشخص كونه أشبه بمن لبي نداء المنادى فى حالة حرب وأستنفار ، وهى بالفعل حرب ضروس وجهاد عظيم الشأن فهو جهاد النفس ويا له من جهاد أكبر ، وقال ابن الجوزي في كتاب ذم الهوى: اعلم انه إنما كان جهاد النفس أكبر من جهاد الأعداء لأن النفس محبوبة وما تدعو إليه محبوب لأنها لا تدعو إلا إلى ما تشتهي وموافقة المحبوب في المكروه محبوبة فكيف إذا دعا إلى محبوب .
فإذ عكست الحال وخولف المحبوب فيما يدعو إليه من المحبوب اشتد الجهاد وصعب الأمر ، بخلاف جهاد الكفار فإن الطباع تحمل على خصومة الأعداء
وقال ابن المبارك في قوله تعالى “وجاهدوا في الله حق جهاده” قال هو جهاد النفس والهوى”
ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: ( جهاد النفس أربع مراتب:
أحدها: أن تجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به ، ومتى فاتها علمه شقيت في الدارين.
الثانية: أن تجاهدها على العمل به بعد علمه، وإلا فمجرد العلم بلا عمل إن لم يضرها لم ينفعها.
الثالثة: أن تجاهدها إلى الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه. وإلا كان من الذين يكتمون ما أنزل الله من الهدى والبينات، ولا ينفعه علمه، ولا ينجيه من عذاب الله.
الرابعة: أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله وأذى الخلق، ويتحمل ذلك كله لله ) انتهى كلامه رحمه الله .
كنت معكم فى ليه معاندانى كعنوان بسيط لا تحوية مجلدات ولا مراجع وحتى لا يصاب قارئ حروفى بالفتور والنفور قد اختزلت المقال لتوصيل رساله من خلاله وهى :
إن عدم إتباع الهوى أولى مراحل ( ليه معاندانى) وترويض النفس والهوى رغم شراسته فإنه يحتاج الى التمرين والتدريب لترويض هذا الإنقياد مثلا عندما تعشق شيئا تذكر مساوئه حتى تتخلص منه تدريجياً