د مرفت النمر
في مشاهد قاسية ومقاطع فيديو تبث وصور تنتشر تدمي القلوب يعتصرها الألم مما يحدث لمسلمي بورما علي يد الجماعات البوذيه والتي تسوق البشر كما لو كانت تقود الذبائح الي المجازر
وفي حقيقه الأمر اذا دققنا النظر الي من يرتكب هذه المذابح الجماعيه التي شاهدها العالم عبر شبكات التواصل الاجتماعي يُدرج هؤلاء السفاحين علي قوائم الوحوش .
هؤلاء وان فعلوا فقد تخلوا عن انسانيتهم وآدميتهم لأن من يعرف الله الحق خالق الكل يعلم ان الله محبه رحمه سلام , فهذه الدمويه الوحشيه فقط لارضاء الابالسه والشياطين. من يؤمن بالبوذيه ؟ فهذا شأنهم و لهم عبادتهم ولغيركم ما يعبدون فما لهم وما للمسلمين المخالفين لهم في العباده ؟
فليس من حق البشر اضطهاد وقتل الآخرين علي الهوية الدينية فالله خالق السماء والارض ضابط الكل وهو من يحاسب الجميع وليس للبشر ان يحاسبوا بعضهم البعض
وفي الحقيقه لم يختلف الامر كثيرا بين ما يحدث لمسيحيي نيجيريا علي يد المتشددين والمتطرفين من عصابات بوكو حرام من قتل وذبح واغتصاب وبين ما يحدث و حدث للاقباط في دير الأنبا صموئيل وماسبيرو والبطرسية وكنيسه القديسين ، وطنطا ، والمرقسية بالإسكندرية وغيرها من التفجيرات علي يد الإرهابيين والمتطرفين والتي تحولت جثامين الأقباط فيها إلي أشلاء
وفي بعض التفجيرات إلي قطع من اللحم المتناثر فكلها ممارسات وحشية لا تصدر غير ممن لا يعرفون الله من المغيبين القتله تجار الدين ، والدم والمأجورين ممن غُسلت رؤوسهم !
اي آله يعبدون وهم يقتلون ويبترون الأعضاء بلا رحمه اذا كان الادعاء بأنهم يتقربون إلي الآله بهذه الطرق
اللإإنسانية فالله الحق بريء منهم ومن عبادتهم, وان كان آلههم يأمرهم باتباع مثل هذه العبادات التي تحض علي الذبح والنحر وقطع الرؤوس البشرية
عفوا اذا كان الآله يأمرهم بهذه الجرائم فماذا يطلب الشيطان منهم ؟
ولكن بعد كل المشاهد والفيديوهات التي اصبحت نصب اعيننا فكان لابد وان نحلل المشهد من شتي جوانبه ولا نسلم عقولنا لبعض الانتهازيين ممن يضعون هذه المقاطع والصور , فهناك العديد من الاسئله تقفز في الاذهان وعلي رأسها من الذي يبث هذه الصور البشعه ؟ ومن هذا الذي يستطيع ان يقوم بتصوير فيديو بهذه المدة والقسوة والعنف؟
ولماذا في هذا التوقيت تحديدا؟ ولصالح من هذا الترويج الاعلامي السياسي الديني؟
وما هو الغرض منه؟
ومن يتاجر بدماء المسلمين هناك الآن ؟
من يريد ان يدخل الي بنجلاديش ويبرطع في حدودها؟
ومن يريد ان يحول هذه المنطقه كما لو كانت العراق أو سوريا وليبيا ؟
اذا كانت احداث الصراع في عام 2012 فمن يريد ان يشعل الأحداث مره أخري الآن ؟
هل اكتشافات الصين للبترول في هذه المنطقه له دخل بهذا ؟
واذا كانت هذه الصور لحوادث سابقه من الفيضانات والأعاصير وانفجار لبعض الشاحنات كما يدعي البعض فمن يفعل ذلك وما هو الهدف والمردود منه حاليا ؟
من المحير أن هذه المنطقة والتي وقعت بها الاحداث بها مسيحيون وبها اقليات من عده ديانات أخري فلماذا المسلمين دون سواهم ؟!
لماذا لم يرتكب البوذيون مثل هذه الاعتداءات علي أصحاب العبادات والعقائد المختلفه الأخري اذا كانت هذه المذابح علي الهوية الدينية ؟
هل قامت الأقلية المسلمة في بورما بالتوسع في الرقعة الجغرافية وتمددت ، واستولت علي بعض أراضي البوذيين ؟
هل قامت الأقلية المسلمة باختطاف بعض نساء البوذيين وإغتصابهن كما تشير بعض الصحف العالمية ؟
وهذا أيضا لا يكون المبرر للذبح والحرق وإن صح ما ذكر! تساؤلات كثيرة تحتاج إلي أجوبة لكي تضح الصورة.
الغريب في الأمر أن يخرج بعض نواب البرلمان علي القنوات الفضائية يصرخون وينددون ويطالبون المجتمع الدولي بالتدخل فيما يحدث لمسلمي بورما وانقاذهم من المذابح والأباده الجماعية التي تحدث للأقليات المسلمة !
فضلا عن مطالبته تدخل البرلمان المصري بالتنديد وطلب الحماية الدولية وتدخل منظمات حقوق الإنسان للأقليات المسلمة في بورما
علي الرغم من أن النائب طارق الخولي عضو البرلمان المصري والذي جاء علي أكتاف المصريين ومن بينهم الأقباط لم نسمع له صوت ،ولم يطال بحماية دولية للأقليات الأقباط عندما تم تفجير أجسادهم داخل كنائسهم وأصبحوا أشلاء, يهجرون من منازلهم, ويذبحون في الشوارع ، والكنائس ، وطرقات الأديرة
ولم نسمع له صوتاً فيما حدث ويحدث للأقباط في المنيا !غريب هو شأن هذا البرلمان وأعضائه يطلبون الحماية الدولية علي الهواء مباشرة في الفضائيات!
واذا فكر أو لوح أحد الأقباط بطلب التدخل الدولي لحمايتهم بعد أن فاض كيل الاضطهاد عليهم نجد آلاف من الحناجر العفنه تندد وتشجب وتعترض علي مطالبة الأقباط الحماية من القتل والتفجير والتهجير والاختطاف والذبح والتي تتم بين الحين والآخر!
إلي جانب عمليات نحر وذبح الأقباط بالشوارع والكنائس وأمام المحلات من المرضي النفسيين! هل مناشدة المجتمع الدولي من أجل أقليات مسلمى بورما حلال ومقبول؟ ومناشدته لحمايه الاقباط حرام وخيانة من المسيحيين في مصر ؟
وتخرج الادعاءات المعدة والجاهزة من الاعلام الموجه بأنهم العملاء والخونة والذين يستقون بالخارج وعجبي!
وإلي جانب طلب تدخل المجتمع الدولي وحماية الاقليات المسلمة في بورما طالبوا بتدخل مصري سريع لإنقاذ مسلمي بورما
فهل تملك مصر حماية الأقليات المسلمة في الخارج ولا تستطيع حماية الاقليات القبطية بالداخل؟
تذكرني بمشهد في فيلم كوميدي وفيها تنتقد الزوجة زوجها المعلم لزواجه بأخري فتقول له (مش بدل ما كنت تبص بره كنت تبص جوه يامعلم ؟) هذا ما حدث من معالي النائب الخولي وزميله ! زي القرع يمد لبره ؟
من يسمع النائب وهو يطالب الحكومة المصرية بقلب جامد هكذا والتدخل لحمايه مسلمي بورما يتأكد أن الدولة متقاعسة عن اداء دورها في حماية مواطنيها من الأقباط .
ومن يشاهد النواب وهم يوجهون الحديث إلي باقي أعضاء البرلمان للتدخل لحماية مسلمي بورما يتصور أن مصر حاصلة علي جائزة نوبل في حقوق الإنسان وحماية الأقليات!
هل يعلم نواب البرلمان ان سبب تخفيض المعونة الامريكية هي تراجع حقوق الإنسان وأضطهاد الأقليات في مصر؟
اي تدخل لمصر لحمايه مسلمي بورما في هذا التوقيت سيكون إدانه عليها ويحسب الموقف ضدها لأن المجتمع الدولي الذي يناشده نائب البرلمان سيكون أول المُتسائلين كيف استطاعت مصر حماية مسلمي بورما خارج حدودها وسيطرتها ولم تستطع حماية الاقباط وحقوقهم داخليا ؟
ولم تهتم بالقبض علي من يقوم بتفجيرهم وذبحهم ! فضلا عن أن من لم نكن نسمع لهم صوتا خرجت أصواتهم من أجل صور تبث لقتلي بورما تندد ، وتشجب ،وتصرخ وتحرم ما يحدث لهم من اعتداءات.
ولم نسمع صوت معالي النائب وزميله عندما تشرد اهالي اليمن وأيضا تم قتلهم وذبحهم علي هويتهم !
ولم نسمعه يدين إغلاق الكنائس ولم يندد بمنع الأقباط من الصلاة ! لم يشاهد معالي النائب وبرلمانه ما يحدث للنيجيريين علي يد عصابات بوكو حرام؟ أم أن البرلمان والأبواق الإعلامية لا ينظرون إلا بعين واحدة؟
السؤال للبرلمان وأعضائه المطالبين بالحماية الدولية للمسلمين السُنة بالخارج
هل المسلم السُني الباكستاني والبارمي أولي بالحماية من اليمني الشيعي والمصري القبطي في نظر الدولة وبرلمانها واعلامها الموجه؟ وعلي ما يبدو أن مرشد الإخوان كان صادقا وعلي حق عندما صرح بذلك ولكن الفرق بين المرشد وبين نواب البرلمان أن الأول لم يستخدم التقية فالجميع يؤمن بفكر الاخوان !
فلماذا تدعي الدولة أنها تحارب إرهاب الإخوان الفكري ما دامت هي مؤمنة به ؟