الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
محفوظ ناثان

“التقمص(Reincarnation ) بين الحقيقة والخيال .

محفوظ ناثان .
يُعتبر الموحدون الدروز مذهباً من المذاهب الاسلامية مثل الشيعة والإسماعيليين وغيرهم، ويتواجدون في أماكن مختلفة من العالم ما بين الدول العربية وبلاد المهجر.ولكن القسم الأكبر منهم يتركز في منطقة جبل العرب او محافظة السويداء التي تبعد عن مدينة دمشق حوالي 100 كم جنوباً ويقدرعددهم بنحو 700 الف نسمة. كما توجد في لبنان وفلسطين ايضاً إعداداً ليست بالقليلة من الموحدين الدروز او ما يطلق عليهم بني معروف.
أسس هذا المذهب ” حمزة بن علي بن محمد الزوزني” عام 408هـ/1017م ومعه محمد بن اسماعيل الملقب بنشتاكين الدرزي.
فقد ادعى حمزة ان روح الاله حلت في الحاكم وتحتم على الامر ، ولكن مستأمنين الدرزي أسرع الى إفشاء سر ذلك المذهب الجديد فسخط عليه حمزة فهرب الى بلاد الشام وأسس هناك مذهبه.
ويصنف الناس في فكر الموحدين الدروز الى ثلاثة فئات: 1. العقل ويمثله شيخ الدروز 2. الأجاويد وهم من اطلعوا على أمور الدين 3. الجهال وهم عامة الناس. ولا يجوز الاطلاع على أمور الدين لمن هم اقل من 40 عاماً . ولا يوجد لديهم تعدد زوجات ولكن هناك طلاق وإذا تم لا يعود يرجع لزوجته السابقة بل يتزوج المرء بغيرها.ولا يمكن ان يتزوج الدروز من خارج ملتهم ومن يفعلها يكون منبوذاً.
ومن أشهر شخصيات الموحدين الدروز هو سلطان باشا الأطرش قائد ثورة سوريا الكبرى ضد الفرنسيين وايضاً الفنان الراحل فريد الأطرش واسمهان اخته ، ومن لبنان وليد جنبلاط والسياسي المخضرم وئام وهاب ولا ننسى بوق الجزيرة فيصل القاسم …
يُؤمن الموحدون الدروز بالتقمص او تناسخ الأرواح او بشكل ابسط اعادة ميلاد (rebirth) للروح في جسد جديد . اي عندما يمون إنسان ما فان روحه تدخل في جسد مولود جديد ويتحدث بلسانه ويعمل أعماله وهو لا يزال صغيراً وهذا الامر يدعو للتفكير
كيف لطفل لا يعرف الكثير ان يذكر احداث حدثت وهو لم يكن قد ولد بعد؟!
كان هناك طفل اسمه جمال وعند بلوغه سن الثلاثة سنوات أخذ يرفض ان ينادى باسمه وأخذ يقول انه اسمه اسماعيل وليس جمالاً وهو ليس من تلك العائلة ولكنه من عائلة اخرى ويسرد بالتفصيل قصة موته…
هذا الامر يدعو للبحث والتحقيق كيف يتثنى له وهو طفل صغير ان يسرد احداث حدثت بالفعل معه مع أناس لم يلتقِ بهم يوماً؟!
يقول علماء النفس والأطباء النفسيين عن تفسير ظاهرة التقمص بأنها حالة من اللاوعي او حالة سيكوباتية، ولكن رائدمدرسة التحليل النفسي “سيجموند فرويد ” يعزو ظاهرة التقمص الى عنصر غير واعٍ مشترك بين الأفراد .
والتفسير المنطقي لهذا الاعتقاد هو ان ما يحل في الفرد ليس روح فرداً اخر بل بدون أدنى شك هي روح شيطانية لان الشيطان لديه المقدرة على معرفة الماضي والحاضر ويستطيع ايضا ان يأخذ نفس صوت الانسان .فالروح الذي تحل في المولود الجديد هي روح شيطانية.
واذا كنّا نؤمن بالحساب فمن سيحاسبه الله ؟الانسان الذي توفي ام المولود الجديد الذي يحمل روح المتوفي.لان الجسد من تراب وبعد الموت يعود الى اصله والروح هي التي تحاسب
فروح من سيحاسب الله من منطلق التقمص؟!

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الرديكالية القبطية وفن صناعة البدع والازمات

مايكل عزيز ” التركيز على ترسيخ مفهوم ديني جديد ، وإعادة ترديده بشكل دائم على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.