الأحد , ديسمبر 22 2024

ماجدة سيدهم تكتب : ضرس عقل ..

حين دخلت إلى غرفة الفحص كان المتألمون قد تنازلوا عن أدوارهم إشفاقا عن دهشة حالتها .. لم تكف عن فعل المضغ بلذة المنتشين ولااااا تبتلع شيئا ..

بينما دمعات النشوة تعتصر جوعها الفائق للالتهام .. فقد نضج ضرس الهوس بوفرة الاكتمال ..

هكذا سلط الطبيب الضو ء الكاشف بين التهام فكيها :

من فضلك ..هدوووووء..امنحيني فرصة الفحص ودعيني أعاين سر هذا التوجع الفريد ..

أومأت بالإيجاب ولازالت في نشوة المضغ البطيء تتنمر وتتمايل ..

: عجبا .. كيف تفوح هكذا رائحة الخمر المعتق من فمك .. هذا يحدث فقط عن قضم بريّ لثمار التفاح والرمان والنعناع والهيل والموسيقا معا ..الأسنان مثالية جدا بينما لا أثر لاختراق مباغت أو تجاوز سهمي غير مرحب به ..كله تفاعل حيّ فوق المألوف..

. «يالك من طبيب حاذق ..لكن يروق لي لعبة المراوغة .. وعليك ياحكيم تطلعني كيف لمهاراتك تحل اللغز ..تخرج من بين أسناني زهوات السحر ..تلتقط حلوه ..صوته ..سكراته المختبئة تحت لساني ..من فمي الممتلئ بدسم العطر لحتى التهب ضرس عقلي وجنوني ..هيا أرني ..لكن لا تنسى أني مريضتك المسحورة ..» قالت في نفسها ..

استمر يتفحص متحيرا « يامسكينتي ..هذا المضع بلا توقف لايسفر غير المزيد من النشوة والألم معا ..لابأس ،بعض من معجون التلميع كي نختبر سر هذا النصوع ..ثم أخبريني كيف تتناولين فاكهتك »

« يالذة طيبي ..لن اخبره سري معك وكيف لعطرك هو كأس تخريبي وترتيبي كلما أشقاني الولع بك ..وكيف لي كل مساء أتناولك فريضة شبع روحي .. خبزبي وخمري .. حين أقطع بالسكين كل محاولات الانشغال عنك …أتناول سكيبك المحموم بمتعة التذوق المتأني ..فيما التهم تلك المساحة الأسفنجية قضمة واحدة لتستقر فمي. .أمضغ وأمضغ بلا انزلاق للجوف .. .بوضوئك أغستل اسناني وامضغ وامضغ حين تبوح لي: فمك حلو وأسنانك ليس بها عقيم..» تردد هذا في داخلها ..

نزع الطبيب كماكته : اطلعيني سرك إذن ..

: لا بأس يا طبيب سأخبرك العلاج ..بعض من السكر ..قليل من الملح ونثرات من فحم شجر الليمونات ..أفعله كل الحين وقبل الشروع في طقوس القضم الصعب لحتى يذوب حلقي كلما توهج حلوه بفمي ..

التشخيص: مصابة بالشفاء الشرس والتجاوز اللعين ..

فيما راح يعلق لوحة الدواء للتعميم لسائر المريضات : أيتها العاشقات المصابات بلعنة قضم ورديات الشفاة هوسا..تجرعن عصير القبلات المحيية حتى تصبن بتعاويذ المضغ المستحيل …لا تتركن عشاقكن دونما موت حيّ..اغسلن أسنانكن كل حين بعطر المباغتات المذهلة …كجائعات للاستقامة استبدلن ضروس العقل بجرعات من الاعتصار الحميم ..جربنّ فعله ..ففيه شفاء لأسقامكن واتساقكن ..ثم عاودن المتابعة كيلا يشفى عشقكن من الألم السعيد ..

! مجنونة ..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.