بقلم : أبو المعاطى السندوبى
تعد ما تمارسه أجهزة أمن السيسى من اخفاء قسرى للمواطنين من أكثر صور انتهاك حقوق الانسان بشاعة وقسوة ، فالاخفاء القسرى لايقتصر فقط على الجور والعسف بابسط حقوق الانسان، بل تمتد الانتهاكات ايضا لحقوق اهل المختفى قسريا سواء فى معرفة اذا كان مازال على قيد الحياة أما تم قتله ؟ كما لا تتوفر لهم من ناحية اخرى سبل معرفة قبره فى حالة قتله او حتى التمكن من الاطمئنان عليه ورؤيته فى حالة بقاءه على قيد الحياة .
وهكذا يعيش اهل المختفى قسريا حالة من العذاب الدائم المريع يصعب وصفها، فكل لحظة تمر عليهم يعتصرهم الالم والحزن والحيرة والقلق انتظارا لخبر ما من هنا اوهناك عن مصير المختفى قسريا .. أيا كان الخبر سار أو محزن ..فالمهم ان يعرفوا مآل اليه مصيره .. ؟ وحالتهم هذه يصعب على كاتب هذه السطوروصفها بالكلمات بعد ان عايشت معاناتهم مطالبا بحقوقهم ، فالتفاصيل الصغيرة اليومية الحزينة التى يعيشونها يصعب على الانسان ان يتحمل آلمها ووجعها لأيام معدودات .. فما بالك وهم يكتون بنيرانها مذ سنوات املا فى العثور على من اخفاه السيسى عنهم من الأبناء والأزواج والأباء والأخوات .
ولكل هذا ، تعد جريمة الاخفاء القسرى للمواطنين الابرياء التى يرتكبها السيسى عبر اجهزة امنه القمعية جريمة جماعية ، وليست قاصرة على شخص المواطن الذى تعرض للاخفاء،كما انها تجسد فى تداعياتها واثارها عدوانا غاشما وسافرا على اهل واصدقاء ومعارف المختفى قسريا، مما ينقلها من خانة الانتهاكات الفردية لحقوق الانسان الى ان تصبح جريمة ضد الانسانية ، وبالتالى فهى لا تسقط بالتقادم او زوال السلطة عن الذى ارتكبها .
وللاسف الشديد، مازال السيسى واجهزة قمعة ترتكب هذه الجريمة ضد الانسانية ليل نهار، تحت سمع وبصر الجميع سواء داخل مصر او خارجها، دون ان يمتلك احدا القدرة على وقفه او محاكمته ، وهكذا تمادى فى بغيه وطغيانه وكأنه ادمن جريمة الاختفاء القسرى كسياسة امنية لاثارة الخوف والهلع فى نفوس شعبنا الى اوسع نطاق ، وذلك باعتبارها احدى ادواته الرئيسية فى البقاء على كرسى الحكم دون معارضة ..ولكنه لم يدرك ولن يدرك ابدا مثل كل الديكتاتورين الاغبياء بطبيعتهم ان سلاح الاخفاء القسرى الذى يشهره فى وجوهنا فى صلف وعناد سيؤدى الى نحره.. لانه عراه امام اعداد غفيرة من الناس لم تكن مهتمه بالشأن العام فاصبحت واعية بجريمته الشنعاء وسحقه لابسط حقوق الانسان فى معرفة مصير من اخفاهم قسريا