جريدة الأهرام الجديد الكندية 
مقالات مشابهة
شهدت مباراة الزمالك والأهلي الليبي أحداث شغب وهتافات غير محترمة وشتائم نقر بوقوعها ولا ننكرها ولكن ندينها كلنا ونستنكرها فنحن ضد استخدام العنف سواء كان في ملاعبنا أو شوارعنا أو في أي مكان أخر في بلدنا. كما أننا نقدر جيشنا وشرطتنا ونقدر المستشار مرتضي منصور ونشجب وندين استخدام الشتائم التي تتسلل عبر شاشات التليفزيون لبيوتنا جميعا.
بعد انتهاء المباراة تم القبض العشوائي علي مجموعة من الشباب تعدي عددهم ٦٠٠ فرد تم تصفيتهم ل ٤٠٠ ثم ٢٣٦ بينهم خمسين طفل. الذين تم الإفراج عنهم هم المحظوظون الذين وجدوا واسطة ولو علمت أن نجل شقيقتي من بين المقبوض عليهم لتمكنت من الإفراج عنه قبل عرضه علي النيابة.
سيادة الرئيس أن الشباب الذين تم القبض عليهم بطريقة عشوائية، وطالبنا مرات ومرات بتفريغ الكاميرات والإفراج عن الأبرياء ونحن لدينا يقين أن كلهم أبرياء، ولدينا يقين أن المخربون والشتامون قد خرجوا بعد المباراة مستغلين مهاراتهم في الهروب وهم ينعمون الآن بالحرية.
أعلم أن البعض قدم لسيادتكم معلومات خاطئة بأن هؤلاء ينتمون للإخوان أو حازمون والبعض يقول أنهم ألتراس، وأنا أؤكد لك سيادة الرئيس أنني ومنذ الأزمة وقد جمعتني علاقة بأسر هؤلاء الشباب ولو كان لدي شك أن من بين هؤلاء أخوان أو حازمون لما كتبت هذه السطور. أما القول أنهم التراس فهو قول باطل لأنهم لو ألتراس لعرفوا كيف يهربون، فمعظمهم ذهب لأول مرة في حياته ليشاهد مباراة من الملعب.
معظم الذين تم القبض عليهم طلبة مدارس وطلبة جامعات وتعلم سيادتك بقرب الموسم الدراسي وهؤلاء مهددون بضياع سنة دراسية والبعض مهدد بضياع مستقبله، كما أنهم قضوا أكثر من خمسين يوم في السجن وكان السجن هذا العام شاطئهم ومصيفهم!!!.
أعلم أن البعض يريد أن يجعل من سجن هؤلاء وسيلة لتخويف وترويع وردع جماهير كرة القدم، ولكن أي ردع يتحقق عندما يسجن البرئ ونعجز في القبض علي المجرم؟؟ ما الذي يمنع المجرم من عدم تكرار جريمته إذا كان هناك أبرياء سيدفعون ثمن خطأه؟؟. وهل السجن لمدة ٥٠ يوم غير كافي؟؟.
نحن نلتجأ إلي سيادتكم بوصفك أب لكل المصريين ومازال لدينا أمل أن تجد صراخاتنا وتوسلاتنا طريقها إليك، ولا نريد أن نخرج بالقضية خارج حدود الوطن لأن في خروجها إضرار كبير بالوطن وسمعته في الخارج، وأنت تعلم أن العالم لن يقبل محاكمة مشجعي كرة القدم وبينهم أطفال أمام القضاء العسكري، الأمر الذي سيرفضه الفيفا والإتحاد الأفريقي ايضا، ونحن كعائلات الشباب المحبوسين ظلما تحملنا كل هـذا العذاب من أجل مصر ومن أجل أن لا يضر خمسة مليون مصري يرتبط عملهم بالرياضة المصرية في حالة صدور قرار بوقف نشاط كرة القدم.
سيادة الرئيس نحن مستعدون كعائلات لشباب جمهور الزمالك أن نقدم إعتذارا عن كل الشتائم التي خرجت من جمهور الزمالك في هذا اليوم ولكل من وجهت له الشتائم بل نذهب لمكتب كل من سيادة السيد وزير الدفاع وسيادة السيد وزير الداخلية والمستشار مرتضي منصور لنعتذر لهم جميعا، كما أننا مستعدون لدفع تكاليف الخسائر في استاد برج العرب بالكامل، بالرغم أن لدينا يقين أن أولادنا لم يشتموا أحد ولم يقوموا بأعمال شغب ولم يعتدوا ولم يخربوا مستعدين أن نعتذر عن جريمة ليس لنا ولا لأولادنا ذنب فيها.
لقد ظُلمنا وظُلم أولادنا حتي أن البعض يتهمنا في وطنيتنا وأه كم هي مؤلمة هذه التهمة، وخصوصا للذين لم يدخروا جهدا في مساعدة وطنهم، وأستشهد بالسفير وائل كمال أبو المجد سفيرنا السابق في كندا الذي كان يناديني بسفير الدبلوماسية الشعبية وأن جهودي ومن معي أقوي وأكثر مصداقية من جهود السفارة لأننا مواطنون كنديون، وأسامة الغزالي حرب الذي كان يحضر معي مؤتمر كوبتك سولديارتي في الكونجرس الأمريكي وقبل اسبوع من ثورة يوليو عندما وقفت وبكل شجاعة في وجه مساعد هيلاري كلينتون في حضور ١٥ عضو بالكونجرس قائلا له “ أن كنت تدعي أنكم تقفون علي مسافات متساوية من القوي السياسية في مصر فعليك أن تطلب من سفيرتكم في القاهرة أن تخرس”.
سيادة الرئيس تعلم أن العيد مقبل علينا، وهناك ٢٣٦ أسرة مصرية تتعشم في سيادتكم أن يشمل العفو الرئاسي أولادهم، وأن ترفع سيادتك عنهم الظلم الذي لحق بهم وبأولادهم وبأمكانك سيادة الرئيس أن تجفف دموع كل الأمهات التي لم تتوقف عن البكاء منذ أن تم القبض علي أولادهم ولم تري عيونهم النوم منذ ذلك الوقت. نثق في سيادتكم وفي حرصكم علي مستقبل كل شاب مصري وحبكم لكل أم مصرية ونتتظر قرارا يسعد قلوب الأباء والأمهات بعودة أولادهم إلي احضانهم مرة أخري.
مدحت عويضة
