كثيرا ما تختلط المعاني وتلتبس المفاهيم عن الزواج عند البعض ولذا دعونا سويا نستعرض بعض المفاهيم المغلوطة اولا للزواج ومن ثم نطرح تعديلا يناسب الواقع من منظور علمي بعيدا عن موروثات لفظية تسببت في كثير من الضيقات والمشاكل وبعضها أدي إلي إنتحار وإرتكاب جرائم و خلافه.
أولا : (يقولون أن الزواج هو رباط مقدس ) وكيف نطغي علي الزواج قدسية ( زائفة ) إذا كان إستمراره سيؤثر علي مصير الشريكين الروحي بالسلب وقد يلقي بكلاهما في التهلكة نتيجة تأثير أحدهما على الآخر بالسلب في الأمور الروحية وللتوضيح سأضرب مثلا . سيدة خلوقة متدينة ترتبط بشخص تكتشف بعد الزواج أنه لا يكترث لمبدأ ( الحلال والحرام ) سواء في الرزق أو في تربيته لأبناءه وبالدارج ( لص ) وغير أمين . ولم تستطع معرفة ذلك قبل الزواج نظرا لعدم معرفتها الكافية وقدرته الهائلة علي تقمص وبراعة أداؤه كخطيب مثالي في فترة الخطوبة ( زواج صالونات ) وهنا نجد أن دائرة إختياراتها إنحصرت ما بين سيئ وأسوا وأكثر سوءا فلو حاولت إصلاحه ولم تنجح وفي نفس الوقت لا تجرؤ ان تطلب الإنفصال لأنه ( واحد من أعظم التابوهات ) في نظر المجتمع بل والعائلتين أيضا . وماذا لو أقامت الصلوات الحارة من أجل أن يغير الله قلبه ولكن إرادة الشريك رفضت عمل الله ولم يحدث التغيير المرجو. وماذا لو إستمالت أمواله قلبها عن ضعف ويأست قدراتها أمام تجمده وأمام التابوهات ورضخت للعيش الحرام فما مصيرهما ؟؟؟!!! المثل المذكور أعلاه لا يقتصر علي السرقة أو النصب ولكن فقط للتوضيح فهناك من تكتشف أن زوجها مدمن خمور ومخدرات وهناك رجال يكتشفون ( بعد الزواج ) أن زوجته غير محبة لفعل الخير وغير راضية عن تدينه أو يكتشف أنها مولعة بالغني السريع دون النظر عن مصدره . هذا كله بخلاف الأخلاقيات الشاذة الاخري التي قد تظهر بعد الزواج لذا وجب علينا تعديل مفهوم الزواج وعدم صبغته بالقداسة المزيفة ونستطيع أن نعرفه بأنه ( نظام إجتماعي بحت قد ينجح أو يفشل ) أما عن تأكيد الكنيسة بأنه سر مقدس ورباط إلهي فهذا صنع لقفص عقاب به أسد جائع ومحكم الغلق من الخارج .وعلي كل من يسيئ الإختيار فعليه أن يلقي في هذا الجب ليلتهمه الأسد المتضور جوعا دون رحمة أو شفقة . ٩٥% من مشاكل الزواج في الأسرة المسيحية سببها الرئيسي التجمد العقائدي المقيت فالذي قال ( لا طلاق إلا لعلة الزنا ) هو نفسه الذي قال ( من نظر نظرة شريرة إلي إمرأة فقد زني بها في قلبه ) هو أيضا الذي قال لا تشتم ولا تحلف ولا تكذب ولا تشهد زورا ولكن تركنا كل الوصايا المحرمة وتشبثنا في واحدة وكأنها هي الناموس كله لدرجة أن الكنيسة أشاعت ( أن من يطلق ) فهو كاسر للناموس !!!! وماذا عن من يسرق ومن يقتل ومن يكذب ومن يسكر ولكنه لا يطلق فهل ( زواجه مقدس ) ؟؟!!! وماذا عن إثنين ناضجين فتلافيا للنظرة الكنسية والتعقيدات الجمة قررا أن يبقا سويا ولكل منهما حرية ما يفعله من موبيقات ولكن بغطاء ( الرباط المقدس ) إذا كنا نرفض وضع المرأة في الشرائع الأخري فبالحري أيضا عدم الإستخفاف والتسلط المذهبي لقهر طرفين أساء أحدهم الإختيار لسبب العادات والتقاليد أو لأسباب أخري قد تكون مبررة جدا إذا طرحت للعقل . وأخيرا أكرر ( الزواج هو نظام إجتماعي بحت صنعه الإنسان ) ولأصحاب الجمل التكفيرية أقول لهم أن إله العهد القديم بارك الطلاق ولكن لا أعلم لماذا حرمه في العهد الجديد وهل كل من أخطأ أو أساء الإختيار يجب إلقاؤه في قفص الأسد الجائع ..
الوسوممحفوظ مكسيموس
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …