الجمعة , نوفمبر 8 2024
د . مرفت النمر

غزوة التصاريح وإغلاق الكنائس!

د. ميرفت النمر

لم يكن إغلاق الكنائس ومنع المسيحيين من الصلاة وممارسة شعائرهم الدينية جديدا علي أقباط مصر فتاريخهم حافل بالاضطهادات وسفك الدماء بداية من دخول المسيحية إلي مصر حتي الآن علي يد الغزاة والمحتلين ورجال الدين والامن والسياسة والذين كانوا يستبيحون أموالهم ونسائهم لكونهم اصحاب الأرض ولهم عقيدة ثابته فالأرض عرض ولا يفرط فيها غير الدخلاء, ففي عام 1004م والسنوات التي تالتها اصدر الحاكم بأمر الله امرا بقطع رأس وزيره القبطي فهد بن ابراهيم وطرد جميع الاقباط من الوظائف الحكومية

وأمرا بإلزام الأقباط بلبس الغيار بمعني ارتداء ملابس تخالف ملابس المسلمين وتكون سوداء وغير زاهيه الألوان وخشنة الملمس هذا وبعد ان قام بعض الكُتاب بتكفير الاقباط والتحريض ضدهم ومنهم ( أبو طاهر) و( ابن العداس) واللذان وصلا لأعلي المناصب نتيجة كتابتهما ودسائسهما ضد المسيحيين في مصر وسوريا.(جميع معلومات المقال التاريخية من كتاب الخطط للمقريزي ).

وبعدها شدد الحاكم بأمر الله القيود علي الاقباط ومنعهم من اقتناء العبيد او تشغيل المسلمين في متاجرهم ومراكبهم واعمالهم بالإضافة إلي انه اعطي الاوامر لرجاله بهدم عدة كنائس بالقاهرة

 كما أمر بهدم كنيسة القيامة بأورشليم القدس ولكن وجد رفضا وهجوما علي هدم كنيسة القيامة

 مما جعله يستثنيها من مشروع الهدم الذي بدأه وتالهما أمر بإلغاء الأعياد المسيحية ومنع المجاهرة بالاحتفال بها في جميع القري والبلاد مع مصادره اوقاف الكنائس والأديرة لحساب بيت المال كما امر بنزع الصلبان من فوق قباب الكنائس والاديرة.

وان يعلق الاقباط صليبا حول عنوقهم طوله ذراع ووزنه خمسه ارطال وتم تنفيذ الامر علي العامة كما علي كبار التجار والأعيان والموظفين دون استثناء إلي ان تم هدم وسلب الكنائس والأديرة الموجودة بمصر قاطبا وأوكل جميع موظفيه متابعة التنفيذ إما ان يتعرضوا للمساءلة والعقاب إلي ان بلغ عدد الكنائس والأديرة التي تم هدمها في مصر والشام حوالي ثلاثين الف كنيسه ودير, وبعد كل هذا الاضطهاد

وجد بعض الدهماء والمستغلين الفرصة في مزيد من قهر الاقباط فقاموا بنبش قبورهم واستخدام عظام موتاهم كوقود. ونرجى هذا الاضطهاد إلي ان الحاكم بأمر الله كان يخاف من انقلاب المتعصبين عليه لقله خبرته

فكان دائما يضغط علي الحلقة الاضعف لكي يرضي بعض الغوغاء من المتعصبين الذين كانوا يسببون له القلاقل بين الحين والآخر فيخرج من هذه المواجهات بمرسوم ضد الأقباط ليحد من وتيره الاحداث حوله ويوجه دفة الاحداث ناحيه المسيحيين

 ليقضي علي الفتنه ضده ويرضي بها الدهماء المتطرفين.

كما يحدث الآن وكأن الزمان لم يتغير فيه غير الشخوص !

ومع فيضان الاوامر والمراسيم الصادرة ضد الأقباط كان علي رأس هذه أمر بإغلاق جميع كنائس مصر وان تصمت فيها أصوات الاجراس ولا يُسمع حس للتراتيل والتسابيح  والقداسات .

واستمر هذا الحال لمده تسع سنوات ! فكان علي الاقباط ان يبحثوا عن بديل لكي يتمكنوا من لقاء خالقهم لأنه ليس من المنطقي ان يعيشوا بدون صلاه فلجأ بعض المسيحيين الي الصحراء للعبادة والتضرع الي الله وخصوصا في عيد القيامة والغطاس ليتمكنوا من الصلاة في مأمن بعيدا عن غدر الحاكم ومحرضيه

وعلي جانب آخر لم يتمكن بعض الاقباط من كبار السن والاطفال والنساء من السفر الي الصحراء لبعد المسافة ومشقه السفر واصبحت الصلاة

 في بيوتهم و بعد ان كانت الصلاة في الصباح جعلوها في المساء وداوموا علي الاجتماعات والصلوات , وتعجب الحاكم في أمر الاقباط الذي لم يعد يسمع لهم صوتا فنزل بحصانه إلي حواري القاهرة ليري ويسمع ماذا فعل ويفعل الاقباط بعد اغلاق كنائسهم لمده تسع سنوات متتاليه !

فتوجه الي حارة زويلة والروم حيث كانت هذه المناطق عامره بالبيوت المسيحية فسمع اصوات التراتيل والتسابيح تخرج من كل بيت رغم اغلاق الابواب والنوافذ وادرك وقتها أنه عندما سمع لكلام المحرضين والمقربين إليه بغلق الكنائس تحولت جميع منازل المسيحيين في مصر إلي كنائس!

 وبعد هذه الواقعة صدر امرا بفتح جميع الكنائس امام الاقباط مره اخري, ومنذ 2011 ولم ينعم الاقباط بمرور شهر دون احداث تفجير وتهجير وحرق وقتل واستيلاء علي اراضي وغيرها .

وفي المنيا علي وجه التحديد ويبدو ان هذه المحافظة لم تعد تحت سيطرة الدولة وإنما اصبحت تحكم وتدار من خلال رجال الاخوان المتغولين  في وزاره الداخلية ويؤكد ذلك ما حدث بقريه الفرن

بعد ان قامت قوات من مديريه امن المنيا بمنع الأقباط من الصلاة في يوم عيد السيدة العذراء بزعم ان هناك مسلمين رافضين صلاه المسيحيين داخل هذا المنزل كما زعم المحافظ

أن الكنيسة ليس لها ترخيص ! فكيف تكون نظره الخارج في دوله تمنع مواطنيها من الصلاة؟ كفي صراخا علي الآلات المشروخة التي تتغني بالمواطنة وحقوقها!

وها هي تفاصيل القصة كامله من اهالي القرية : صرح س.ج انهم كانوا معتادين الصلاة بالمبني الكنسي المتواجد بالقرية من فتره طويله دون ان يعترض أحد حتي جيراننا المسلمين كانوا بيعيدوا معنا عيد السيدة العذراء

لأنهم بيحبوها. واجتذب اطراف الحديث  من احد سكان القرية ويستكمل وفي يوم عيد العذراء وكانت حوالي الساعة السادسة صباحا وجدنا قوات الامن تمنعنا من الدخول للصلاة وعملوا طوق امني حول المبني واقاموا حواجز لكي لا يستطيع احد الدخول الي المبني واتجمعنا كلنا في الشارع مرددين كيرياليسون

وتضيف ج,ش احد اهالي القرية وممن تم منعهم وقالت الامن كان بيحاول يبعدنا عن الشارع وبالفعل لم يسمح لأبونا بالدخول ومنعوه واجبرونا علي الانصراف بعد ما بهدلونا وعملو لنا محضر في قسم شرطه أبو قرقاص ومجلس المدينة بيتهمونا فيه أننا اقمنا شعائر دينيه من غير ترخيص ! وهي التكاتك اللي بتدوس الناس وتخطفهم لها تراخيص ؟

ويستكمل ع,م من سكان القرية موظف علي المعاش بأن الأمن بين الحين والآخر يقوم بغلق كنيسه ففي الشهر الماضي قام بإغلاق كنيسه في قريه كدوان بزعم الدواعي الأمنية ! هل سيظل الامن يغلق في الكنائس واحدة تلو الأخري

 إلي ان نجد انفسنا بدون كنائس , أيه وطن بلا كنائس.؟

واستكمل بسؤال : وهل الزوايا التي تنتشر اسفل العقارات بمحافظه المنيا للتهرب من دفع الضرائب لها ترخيص؟

وكيف تكون الصلاة في مكان ما وصاحبه متهرب من الضرائب العقارية !؟

 وفي سياق متصل صرح الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا و أبي قرقاص أن ما صرح به محافظ المنيا غير صحيح بالمرة حيث أنه لم يعترض احد من اخواتنا المسلمين علي الصلاة كما أن الصلاة تقام في هذا المبني منذ مده طويله وان المبني مملوك لمطرانيه المنيا وابي قرقاص باسم السيد العذراء ونمارس به الشعائر الدينية منذ سنوات , هذا المبني قائم بين كتله سكنيه قبطيه

وأكد ان ما يحدث ما هو إلا تعنت من الجهات الأمنية وأكد أنه وان كان اهالي القرية رافضين الصلاة داخل المبني فلماذا صمتوا عندما قام الشعب بالصلاة في الشارع ؟ وأضاف ان ما يقوم به الأمن مجرد تصفيه حسابات وردا علي التصريح الذي صرح به ان هدم الكنائس يتم ارضاءًا لمشاعر المتشددين!

وإلي هنا لم يسعنا إلا ان نكتفي بما سجلناه من أحداث ظاهره للقاصي والداني و التي اقل ما توصف به انها الخزي والعار علي الجهاز الامني الذي انكشف وسقطت عنه ورقه التوت الأخيرة التي كان يختبئ خلفها

فلم يعد الامر غامضا واتضح للجميع أن الامن هو وراء الفتن الطائفية المفتعلة وان السيد المحافظ لم يجد ردا مناسبا ليخرج من الحرج عندما وجه له سؤالا في احد البرامج لماذا لم يعترض المسلمون عندما قام الاقباط بالصلاة في الشارع فارتبك ولم يستطع الإجابة وكان رده لابد وان نبحث هذه الظاهرة وما حدث!

لم يعد الامر يحتاج إلي بحث أو تأويل فالأمر بات واضحا ان هناك من يقبع داخل مديريه امن المنيا ومحافظتها يريدون ان يحرقوا مصر بتأجيج الفتن وإلصاقها بإخوتنا المسلمين بالمنيا.

بالإضافة إلي ان هناك اكثر من 70 قريه داخل المنيا لا توجد بها كنائس ولا اماكن للصلاة فضلا عن إغلاق 15 كنيسه بالمنيا وكلها لدواعي امنيه , هل اصبحت الكنائس هي الخطر الموجة للأمن القومي ؟ اللي أختشوا ماتوا !

هل انتهت مديريه امن المنيا ومحافظتها من تطهير الارهاب وتم القضاء علي كل ما هو ضد الأمن القومي ولم يتبق غير مهاجمه واغلاق بيوت الصلاة للمسيحيين ؟

أم أن مديريه امن المنيا فقدت سيطرتها علي المنصاعين والموالين لها في تأجيج الفتن؟

 أم أنها تحاول إثاره القلاقل لكي تحكم قبضتها علي الاقباط وتخلق لهم الفزاعة التي اعتادوا عليها منذ سنوات؟ تناسي فيها الامن وقيادته ان الاقباط هم صمام الامان وهم أيضا رمانه الميزان التي حافظت علي مصر الي الآن

 رغم كل ما يمارس عليهم من مؤامرات امنيه وسياسيه ودينيه !وتتسأل الدولة

 لماذا تم تخفيض المساعدات الأمريكية لمصر ؟

سؤال للدولة : هل مديريه امن المنيا ومحافظها يحاربان الارهاب أم يحاربان الاقباط ؟

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

صناعة الانحدار !!!

كمال زاخر الخميس ٧ نوفمبر ٢٠٢٤ من يحاربون البابا الحالى هم تلاميذ من حاربوا البابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.