الجمعة , نوفمبر 22 2024
Amal farag
أمل فرج

عندما تمسح أمريكا دموع الإخوان ..

بقلم /أمل فرج
عقب سقوط العهد الأسود ـ عهد الإخوان ـ وتولي الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي ، وبعد إثبات تورط أمريكا بالأدلة القاطعة من تسريبات صوتية ، وشهادة بعض من أعضاء الكونجرس ، وغير ذلك مما يثبت تلوث اليد الأمريكية بدماء المصريين ، وتمويل الإخوان ، وتمكينهم من الحكم عنوة ، وبعد انقشاع هذه الغمامة من سماء مصر ، ومن فوق أعين المصريين ، جاء ثأر السيسي ليروي غليل المصريين في معركة أدمت أرض الوطن وقلوب أبنائه بإعلان الاستغناء عن المعونة الأمريكية ، الأمر الذي أشعر المصريين بفخر وكرامة اشتقنا إليها ، ثم تمضي الأيام وكأن ما حدث كوب ماء كسر وانسكب !! لتعود المعونة ونعود لما عدنا إليه ، وها هو اليوم ، الذي ما أشبهه بالبارحة ، تعلن أمريكا تخفيض المعونة المقررة لمصر ، وتعلو أصوات المصريين باللعن والسب ، وكأن أمريكا تسدد ما عليها من ديون ؟! وإن كان الشعب المصري يتضرر ـ ولو فقط ـ نفسيا بكل هذا الحجم وينفجر جرح الذل والخضوع من جديد ، إن كان الأمر يصل إلى هذا الحد المخزي الذي قد يعلن عنه أو لا يعلن ، فلماذا لا نعود مجددا للاستغناء عن المعونة ” بيدي لا بيد عمرو” ، وإن تحملنا ويلات ذلك ؛ فعلى كافة الأصعدة يتحمل الشعب المصري ما لا تطيقه الشعوب الأخرى، دعونا نحتمل مرة واحدة من أجل حلم حقيقي ، دعونا نجرب التضحية من أجل أن نرفع رؤوسنا التي عفرها التراب ، علّ أمريكا وغيرها تتجرع الحيرة والصعاب ألف مرة قبل أن تفكر في أن تخط قلما واحدا في خريطة لإسقاط مصر ؛ لأنها ستعي حينها ـ يقينا ـ أنها لا تعني لنا شيئا ، وأننا شعب له عقيدة تزأر كزأر الأسود ، المعونة الأمريكية ذريعة لتدخل أمريكا في الشأن المصري بتبجح سافر ، فاليوم يعقد الكونجرس الأمريكي اجتماعاته لمناقشة قطع المعونة أو تخفيضها ومناقشة أسباب ذلك من خلال نقدهم ، وتفنيدهم ، واستعراضهم للحياة السياسية والاجتماعية في مصر ، أي خزي وأي عار؟! غير أن أمريكا لا تتورع في تلفيق الأسباب وترويج الأوهام لقطع المعونة ، وقد يكون هذا الموقف الأمريكي مداعبة لجماعة الإخوان الإرهابية ، التي طالما كانت تحت الرعاية الأمريكية ، وأداة أمريكا لإسقاط مصر ، في تخطيط جديد لإعادة استخدامهم ؛ فلازال الكونجرس يضم أعضاء يعملون لصالح الإخوان، وربما لزعزعة النظام وتوفير مناخ ذلك ، ومن ثم تصديره لمصر ، ولا نعلم علامَ يُسدل الستار ؟
كل ما أعلمه ـ يقينا ـ أنه لا تصالح ، ولا تعاون مع من تلونت أيديهم بدماء أبنائنا ، أيا كان الأمر في ذلك ؛ فجميعنا يشهد مع شهادة التاريخ على ما تحمله أمريكا لنا ؛ فلا ثقة في أمريكا ولا معونتها ، ثقوا بأنفسكم قليلا ، ولا تتركوا الشعب المصري يلعب دور الأبله أمام العالم في كل مرة أمام أمريكا .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

قومى استنيرى

كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.