الأحد , ديسمبر 22 2024
نجلاء

سحر الجعارة تكتب : التهمة صلاة بدون ترخيص

التهمة صلاة بدون ترخيص
س: «التهمة» دعارة ولا مخدرات؟.. ج: صلاة بدون تصريح يا باشا!.. هكذا سخرت صديقتى «حنان يحيى»- على الفيسبوك- من منع محافظ المنيا، اللواء عصام الدين بديوى، للأقباط من الصلاة بإحدى دور العبادة بالمحافظة!

ولماذا يصلى الأقباط أصلا إذا كانت عقيدتهم «فاسدة» بأغلبية آراء المتشددين ورجال الأزهر، وعلى رأسهم الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر؟.. لماذا يفتشون عن إقامة أو ترميم كنيسة إذا كان النحنوح «عبدالله رشدى» قال إن الكنائس ليست من بيوت الله؟!

أقباط قرية «الفرن»، بمحافظة المنيا، قرروا الصلاة فى الشارع ولم يعترض أحد بالرغم من أن القرية واقعة بجوار قرية «الكرم»، التى شهدت أحداث فتنة طائفية العام الماضى.. فمن الذى أثار الفتنة الطائفية ورفع شعار «اضطهاد الأقباط فى عهد السيسى»؟.. إنه بكل أسف سيادة المحافظ الذى قام بإغلاق الكنيسة لأنها ليست حاصلة على ترخيص!

واخترع المحافظ فكرة جديدة، لدولة دينية عنصرية متعسفة، وقال فى مداخلة تليفزيونية، إن الترخيص ليس للصلاة ولكن خاص بدور العبادة، لافتا إلى أن الإخوة الأقباط كانوا يريدون إقامة الصلاة فى مكان ويعتبرونه مكانا للعبادة وبالتالى كان يجب الحصول على ترخيص.. نعم «ترخيص» من «عبد» يحمل رتبة لواء ويعمل محافظا أو مديرا للأمن لكى يسمح لمواطن يختلف معه فى العقيدة أن يقف بين يدى الله ويمارس شعائر دينه بطريقته!

مهزلة بكل المقاييس تكشف أن التيار السلفى والخلايا الإخوانية متغلغلة فى مؤسسات الدولة، فما حدث فى عزبة «الفرن» ليس له معنى سوى هذا.. فالسيد مدير الأمن، اللواء ممدوح عبدالمنصف، يزعم أن «مناوشات» حدثت عندما تجمع عدد من أهالى عزبة سامح موسى، بمركز «أبوقرقاص»، أمام منزل «ينى بابوى»، اعتراضًا على قيام الأخير بتحويل منزله لكنيسة، وحضور كاهن لأداء الشعائر. وهنا تدخلت قوات الأمن، وقامت بصرف المجتمعين، ومنع حدوث أى مناوشات، وفرضت كردونا أمنيا، حتى أصبحت الحالة الأمنية هادئة تمامًا.

لكن المؤكد والثابت بشهادة أهل العزبة أن صاحب المنزل كان يقوم بعمل ترميمات وتعديلات، وقام بإحضار كاهن لمتابعة تلك الأعمال، وبشهادة المواطن «مجدى مينا»، أحد الأقباط فى القرية، فإن القرية بها مبنى تحت الإنشاء مخصص للكنيسة، منذ عدة سنوات، وحين توجه أهالى القرية المسيحيون إلى المبنى لأداء قداس الأحد، تصدت لهم مجموعة من أهالى القرية المسلمين فقامت قوات الأمن بمنعهم من أداء الصلاة.. فتجمهر الأقباط وطالبوا بحقهم فى أداء الصلاة، ولكن دون جدوى.

وذكر «مينا» أن عدد المسيحيين فى القرية يبلغ نحو 300 شخص، وليس لديهم كنيسة للصلاة: لكى نصلى نحتاج إلى مسيرة عدة كيلومترات، للوصول إلى المطرانية فى أبوقرقاص، لافتاً إلى وجود أكثر من 15 كنيسة مغلقة فى المنيا، لأنها لم تحصل على التراخيص اللازمة بسبب تعنت الجهات الرسمية فى الدولة!

المذهل والمؤلم أن هذه الدولة تحمى «المعبد اليهودى» بالقاهرة، وتعجز عن تأمين الكنائس التى تنفجر غضبا ودما فى وجوهنا، وأنها تنشر «أكشاك الفتاوى» فى محطات المترو ثم تمنع الأقباط من الصلاة، وأنها تخص صعيد مصر بعدد من اللواءات وتفشل جميعها فى إطفاء نيران الفتنة الطائفية، لابد أن نعترف الآن بأن الدولة فشلت فى حماية أقباط مصر وأنهم تحملوا فوق ما يطيقه البشر.. من تعريه للنساء واستحلال للأموال والأعراض، وتهجير وتفجير واغتيالات!

أهالى عزبة «الفرن» استغاثوا بالرئيس «السيسى»، وهو وضع غريب أن تطلب من القيادة السياسية الحق فى الاتصال بالله!.. أن تطلب منه الحق فى «الصلاة» فى بلد منابره الإعلامية والدينية تكفر الأقباط ليل نهار دون أن يتمكن «المجلس القومى لمواجهة التطرف والإرهاب» من ردعهم!

سيادة الرئيس: شعبك من الأقباط دمه مهدر، بعض حقوقه مصادرة، يصحو على رعب وينام فى كابوس «القتل على الهوية».. هؤلاء هم أنصار نظام 30 يونيو، وتلك هى فاتورة ثورتنا يسددونها من أرواحهم!

(كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته) هكذا علمنا رسول الله.. وأقباط مصر يصلون طلبا للعدل.
—————————–

نقلا من المصرى اليوم

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.