محفوظ مكسيموس يكتب : ذروة النشوة بين الدين والدولة
26 أغسطس، 2017 مقالات واراء
عندما تنشأ في مجتمعات شرقية وعربية ذو طابع بوليسي وحكومات مستبدة تري الكثير من الحماقات الإجتماعية والموروثات التي تصنع ( التجمد العقائدي ) والتعصب الأعمي وتقديس رجال الدين الي حد العصمة .و عندما تطلق لعقلك العنان وذهنك للتحليل تكتشف أن كل شيئ( مسبب ) ولم يحدث بمحض الصدفة البلهاء . فمثلا كثيرا ما نسمع جملة ( شعب متدين بطبعه ) فهذة الكلمات الرخيصة لم تردد إعتباطيا ولكنها كلمات مسيسة وموجهة جدا . وأشيعت فقط لتعطي غطاءا دينيا للإقناع بأكاذيب لا صحة لها مطلقا بأخلاقيات الشعب التي تتنافي كلية مع طبيعة الجملة الهلامية .و الملفت جدا للأنظار هو العلاقة الحميمية جدا بين رجال الدين ورجال الدولة فلقد تعدت مستوي العشاق وكل منهما يقدس الآخر ويبجله . فرجل الدولة دائما ما يدعو ضمنيا ولفظيا وحضورا بإحترام رجال الدين التي تتمثل في رؤؤس المذاهب والطوائف وفي المقابل رجل الدين دائما ما يدعم ويؤيد قرارات رجل الدولة ويصبغها بشرعية دينية وربما يستقطع لها النصوص ويؤول تفاسيرها فقط لإرضاء ولي الأمر .وعندما تصل العلاقة بين رجل الدين ورجل الدولة لذروة نشوتها يغط كل منهما في نوم عميق ويضمنا كليهما البقاء الأمن . ويكفر كل معارض وتعلق المشانق وتباح دماء من خرج عن عباءة الدين أو الدولة .فعندما يخرج احد ينتقد رجال الدين بحجج علمية أو غيرها هنا يظهر أيضا وفاء الشرطي المتمثل في رجل الدولة ويبرهن عمليا وقضائيا ويزج بمن وقف في مواجهة جهل رجال الدين في الغياهب وخلف القطبان بتهمة واهية مفضوحة إسمها ( إذدراء الأديان ) ومن هنا نستنتج أن أولويات رجل الدولة أن يضع رجل الدين في أعلي المراتب وفي مكانة العلماء حفاظا علي العرش ولتيسبير عملية ( صنع القطيع ) التي ينتهجاها معا . والجدير بالذكر أنه لا تستطيع الدول الغربية والمتقدمة الي مثل هذة الهراءات لأنها بإختصار ماهي إلا ( دعارة فكرية برداء ديني