ماأشهر وأألف تلك الكُليمات على مسامع الأذان بصوت السادات ..كلمات ذهبية ألقاها الرئيس السادات-رحمة الله عليه – فى الكنيست الاسرائيلى بعد حرب أكتوبر والنصر العظيم والتى كان من أهم نتائجها استرجاع سيناء كاملة وكل شبر فى أرض الوطن ودفع الثمن لذلك النصر واسترجاع الاراضى المصرية حتى أوائل الثمانينات رجال الجيش المصرى العظيم من دمائهم وأرواحهم .
عفوًا عزيزى القارئ لم يكن ذلك استهلالاً لذكرى أكتوبر المجيدة ولم يكن أيضًا فى صدارة مقال عامودك المفضل فى جريدتك المفضلة من الكلمات التقليدية التى نعرفها جميعًا !!
ولكنه بداية الخيط الذى منه سنبدأ اليوم يدًا بيد مع القيادة المصرية العظيمة وهو وضع الاحداثيات للخُطة على خطوط الطول والعرض محددين المكان ومستكملين الزمان .
ان سيناء عادت بفضل الرئيس السادات وهذه حقيقه لا خلاف عليها وان اختلفنا معه ومع الراحل عبد الناصرفى أشياء كثيرة ولكن ليست هى محور الحديث اليوم , ولكنها عادت بفضل القوات المسلحة لتحريرها من الاستيطان اليهودى ولكن يبدو أن هناك استيطانًا ألعن من الاستيطان اليهودى كان ينتظرها
طوال حرب الاستنزاف كان يعى المصريون جميعًا ان سيناء محتلة من قبل اسرائيل ولكن بعد النصر والتحرير تم الاستيطان الأفعوانى الإخوانى الارهابى والذى لم يحدث فى غارة جوية مع أول ساعات الفجر ولكنه ظل يكون خلايا ارهابية تدريجيًا حتى لا يشعر به الناس وربما ظنوا انهم قادرين على خداع القيادة المصرية العظيمة !
فالحروب المعلنة –فى رأيى- معلومة المخاطر والخصم هى أقل ضراوة من الخصم المستتر فى جنسيتك فى وطنك بل فى دينك وملتك !
فتيارات الاسلام السياسى المستترة تحت عباءة الدين تسللت فى سيناء طوال العقود الأخيرة وكأنها اجسامًا مضادة ضد الوطن هم مصريون نعم ! ممولون ! من الممكن والوارد جدًا ! ولكن التمويل ليس هو الحافز الوحيد لكل تلك المأسى ونحر الوطنية … يدعون انهم رجال الله ولكن لا أعلم لماذا تنصلوا من الوطنية للعمل ضد بلادهم والتعاون مع كل عادى ومعتدى وكاره وحاقد على أرض الكنانة ؟ أى دين يقول ذلك لا أعرف !!!
ولكن تم استيطان سيناء من قبل تلك الجماعات والخلايا الارهابية . ومن يكون جسمًا مضادًا لوطنة من الطبع أن يتصرف بكل التصرفات المضادة للغريزة الانسانية بل الابداع فى الفكرة الارهابية !
وليس تنفيذها فقط ولكن ابداعها ..وابداع الانفاق تحت الأرض وربما قبل ثورة 25 يناير وثورة التصحيح الثلاثين من يونيو كان الجهاز الأمنى غير كفء لردع تلك المستوطنات الارهابية وتدميرها فترك لنا اليوم عددًا مهولا من الانفاق والخلايا الارهابية فى سيناء حتى أنهم كونوا علاقات تشعُبية بداخل القبائل والبدو بلغة الدين تارة وبلغة المصالح تارة
ولا تتعجب عزيزى القارئ عندما ترى اليوم الأخبار تزف اليك :
دمرت القوات المسلحة اليوم عددًا من أخطر الأنفاق التى تربط بين رفح المصرية ورفح الفلسطنية وبين المنطقة ( سين) والمنظقة( صاد)
ونحن نقرأ تلك الأخبار ولا نعى خطورة الموقف بل يقف التيار المعترض دائمًا وأبدًا فى وجه القيادة المصرية التى تحاول بكل جهد اصلاح اخطاء اى نظام أمنى سابق وتطهير وتمشيط المنطقة من ابداع الأفكار الارهابية
من فن ابداع الأفكار الارهابية ! ويعيبون على القيادة بعدم مساعدة فلسطين الشقيقة واحتلالها وقضيتها المزمنة أينعم فلسطين فى أزمة ومصر سباقة وخلوقة والأم الحنون للوطن العربى وفلسطين تعنى المسلمين والمسيحين ,الأقصى وكنيسة القيامة .
ولكن قبل أن يعترض ذلك التيار من الشباب الملئ بالحماس للاعتراض فقط لا للمشاركة هل من المنطقى مساعدة فلسطين الشقيقة بكل قوتنا قبل تطهير سيناء ؟!!
هل من السهل على المخابرات الحربية والقوات المسلحة التى تضحى بدماء رجالنا اليوم من أجل تطهير سيناء أن تسابق الزمن وتشكف الابداع الفنى لفكرة الارهاب التى تتجدد مع كل صباح بداخل أدمغة تلك الارهابيين ؟
فعلى سبيل المثال اليوم دمرت القوات المسلحة نفقًا ما ..لا ينتهى الأمر عند الجماعة الاخوانية أو السلفية أو الواهبية أو الداعشية العقل –لانعبأ فكلهم اوجه لعملة واحدة- بل من الممكن استخدام انتحارين لاعادة فتح ذلك النفق لتمرير ارهابين من الطراز الخطير والمطلوبين اسمًا ولن يعبأوا بالارواح التى ستذهب فى مخاطرة اعادة نفق تم تدميره من قبل قواتنا المسلحة .
لذا أقول أن مع كل صباح تتشرنق فكرة ابداعية جديدة داخل عقول هؤلاء الصارخين بصوت الدين ومزينين باللحية والمتنصلين من الانسانية
ومن هنا أطالب القيادة المصرية العظيمة أن تسمع لدعمنا لها وتنتبه أكثر لفن الأرهاب المبدًع وغلق معبر رفح البرى أو تشديد التأمين البرى عليه والتعاون مع القيادات الحربية الفلسطنية الموثوق بها من قبل مخابراتنا الحربية والتنبة حتى للأنفاق المدمرة !! و دمج عناصر الشرطة بداخل القبائل فى سيناء حتى يتم قطع اى علاقات وتعاون مع تلك الخلايا .
حتى تمتلئ الأرض والفضاء بتراتيل السلام كما قالها السادات الذى يومًا ما استحسن فى تلك الجماعة شيئا من الكياسة ولكنهم لاشئ سوي اجسامًا مضادة فى جسم الوطن العزيز .
د\ماريان جرجس