فى مباراة احتفظت بكل الاثارة للدقائق الاخيرة استطاع الاهلى الفوز بالكأس رقم 36 فى تاريخه بعد ان استعصى اللقب عليه على مدار 10 سنوات كاملة .الاهلى استطاع الفوز وقلب تأخره من 1-0 الى 2-1 فى الوقت بدل الضائع من الشوط الثانى الاضافى فحقيقى لاتأمن للاهلى الا عندما يطلق الحكم صفارة النهاية .بالدخول اكثر فى المباراة فنيا سنجد ان المباراة كانت مباراة تكتيكة بشكل كبير بين اثنين من افضل مدربين الدورى حسام البدرى وحسام حسن ، كلا المدربين اعتمد على محاولة تصحيح اخطاء فريقه دون اى محاولة لاستغلال اخطاء الخصم ، فالاهلى مثلا اعتمد على الرجوع للخلف من اجل اغلاق كل المساحات امام لاعبى المصرى وهو ماجعل الاهلى يتراجع كثيرا للخلف وافتقد الاستحواذ على المنتصف الذى يعد اهم اسلحة الاهلى وايضا افتقد اى فرصة للاستغلال المساحة بين خط دفاع المصرى وخط وسطه الذى يعد اهم نقاط ضعف الفريق البورسعيدى.
فى المقابل نفس الشيء من حسام حسن الذى حاول اغلاق المساحات الكبيرة فى دفاعه وهو ما جعله يفقد اهم قدرات فريقه هو الضغط المبكر على دفاع ووسط اى فريق يقابله وهى ايضا اكبر مشاكل الاهلى .المباراة شهدت تحفظ دفاعى كبير من الفريقين وكان الخوف من الخسارة يسيطر على كلا المدربين اكثر من محاولات الفوز ، لذلك شاهدنا شوطين فقيرين جدا فى عدد الهجمات وحتى التغييرات ايضا كانت متأخرة جدا .حسام حسن اجبر على التغيير الاول بعد اصابة احمد ايمن منصور -الذى نتمنى له الشفاء العاجل- واضطر حسام حسن لرجوع عمرو موسى للخلف ونزول عبدالله بيكا فى الوسط والغريب ان البدرى لم يحاول استغلال ماحدث ويضغط اكثر على المصرى والاستحواذ على الوسط وهذا مايؤكد ان الكل كان يخشى الخسارة اكثر من اى شيء اخر .اما البدرى فقام بنزول صالح بدلا من وليد وتبع هذا التغيير تعديل فى طريقة اللعب وتحولت الطريقة من 4-2-3-1 الى 4-3-3 وهو ما اعطى شيء من الاستحواذ للاهلى ولم تم الاعتناء اكثر بانهاء الهجمات من مهاجمى الاهلى لاستطاع الاهلى حسم اللقب قبل الدخول فى الاشواط الاضافية .فى الاشواط الاضافية استمر نفس الامر لكلا المدربين ولكن حسام حسن اعطى قليل من الحرية للاعبى الوسط للتقدم من اجل استغلال التراجع الكبير والغير مبرر من لاعبى الاهلى داخل منطقة جزائهم وهو ما استغله عبد الله بيكا واحرز هدف اكثر من رائع بعد تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء بعد ان استلم الكرة دون اى ضغط .بعد الهدف بدأ لاعبى فى التحرر من الخوف من الخسارة واصبح الفريق مجبر على التقدم من اجل احراز التعادل فاعتمد الاهلى على لعب الكرات الطولية والتى لم تخدم الفريق فى اول الشوط الاضافى الثانى ولكن نجح الاهلى فى الدقائق الاخيرة من احراز هدف التعادل بعد عرضية مثالية من ركلة حرة نفذها معلول بامتياز واسكنها عمرو جمال الكرة بضربة رأس رائعة . وفى الدقائق الاخيرة قام حسان حسن بالخطأ الوحيد له فى المباراة بعد ان اندفع 6 لاعبين فى كرة ثابتة وترك مساحات كبيرة فى الدفاع فى ظل عدم قدرة لاعبيه على الارتداد للدفاع وكان العقاب سريع من فتحى بعد تحول مثالى من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية واستطاع تسجيل هدف بمنتهى الهدوء .اخيرا البدرى استحق الفوز بالكأس بعد الاداء الكبير للفريق تحت ولايته على مدار الموسم وفى المقابل ايضا حسام حسن لا يستحق الخسارة بعد المستوى الكبير الذى قدمه الفريق طوال الموسم .مبروك لجمهور الاهلى ومبروك للمنظومة الرياضية الانجح فى الوطن العربى .