كان الشتاء قارسا حين جلس الراهب الشاب يعتني بالشيخ الكبير في ساعاته الأخيرة.. * أبتي ..قضيت أيامي مولعا بالبحث بين الكتب والترجمات وهاقد عرفت الكثير ..باركني واعطني من دهن ثروة حياتك
*يابني لك وشاحي هذا سيقيك من صقيع الوحشة.. . .انطلق انطلق إلى الاتساعات ..كن أمينا مع قلبك لتكن أمينا مع الله .. انطلق الراهب متدثرا بالوشاح وقد تغبر كثيرا ..فاتحا ذراعيه للأفق المترامي بينما علمته العاصفة الرقص بلا اتساق فصار إيقاعا مجنونا ..دوائر من المضي بلا وجهة أو بوصله أو مؤشر يخبر أين يقطن الطريق ..لكنه يمضي مستقيما ..
مر الوقت حين طرقت باب الدير فاتنة في شهرها .ولما فتح أحدهم وسأل عن مطلبها ..اعطته الوشاح معطرا وابتسمت :ماعاد رجلي في حاجة إليه ..!