الجمعة , ديسمبر 20 2024
حريق

السحابة السوداء وصراع بين الابتكار والروتين .

بقلم : سعيد عطية
السحابة السوداء دائما ما كانت مشكلة تؤرق المسئولين في كثير من الوزارات وخصوصا البيئة وهى ناتجة عن حرق الفلاح لقش الأرز الذي لا يمكن بيعه أو شرائه فلا يستفيد منه وبالتالي يدفع غرامات عن حرقه وكان هناك الكثير من المصانع تستخدم قش الارز فى صناعات الورق مثال شركة معروفة لا داعى لذكر أسمها الا أنهم كانت لديهم مشكلة فهم يستخدمون كميات كبيرة من المياه وعادمها يكون مياه سوداء Black Liguor وهى عقبة حتى لو صرفت بمياه الصرف وكان هناك محاولات عديدة للمعالجة كلها بائت بالفشل الا أن أحد الكيميائيين المصريين تمكن من ابتكار طريقة للمعالجة وهى سهلة وبسيطة وهى اعادة تدويرها ومعالجتها مما يتيح المحافظة على الموارد المائية وخفض تكاليف انتاج الورق وخصوصا ان مصر تستورد كميات ضخمة لتغطية احتياجاتها وتبلغ 70 % من الورق الابيض و 45 % من ورق الكرافت بالعملة الصعبة وبالتالى فان هذا الابتكار يخفض تكاليف الانتاج كما انه يمكن استخراج المواد العضوية الهامة للاستفادة من قيمتها الاقتصادية وكذلك تساعد على استرجاع جزء من الكيماويات خاصة ” الصودا الكاوية ” ولقد تم اثبات البحث كبراءة اختراع فى اكاديمية البحث العلمى واضافة الى ما تقدم ستصبح المخلفات العضوية الناتجة عن عمليات انتاج اللب من قش الارز ومعالجة المياه السوداء ، نواة لصناعات أخرى هامة مثل الاسمدة والبتروكيماويات والباليت وغيرها كما أنه سيتم شراء قش الأرز من الفلاح ويصبح موردا للرزق له
وهناك جزئية هامة وهى أن المياه السوداء يمكن استخراج مادة اللجنين منها وهى مادة عضوية تتكون من الاكسجين والكربون والنيتروجين وهى مواد يمكن استخدامها فى كافة المجالات اضافة لالياف االكربون التى يساهم فى انتاجها بشكل كبير مادة اللجنين وهى غنية عن التعريف فهى أكثر صلابة من الصلب بعشرة أضعاف وأخف فى الوزن بعشرة أضعاف وتستخدم لانتاج الاسطح الخفيفة والصلبة وتدخل فى صناعة الطائرات الصغيرة والسيارات وهذا يعود على مصر بالمنافع العظيمة يوفر عملتنا فى استيراد احتياجاتنا من الورق من الخارج فى ظل ارتفاع سعر الدولار اضافة الى توفير فرص عمل ضخمة للشباب علاوة على القضاء على السحابة السوداء التى تؤرق المسئولين وعلماء البيئة مع امكانية تصدير افخر أنواع الورق للسوق العالمى والافريقى
اذن ما هى عقبات انشاء المشروع الضخم ؟ !!!
والاجابة سبق وقلتها فى عدة مقالات سابقة وهى كلمة البيروقراطية أى سلطة المكتب اذا قسمنا الكلمة ما معناه المسئول الذى لا يبالى ويعقد الامور فى ظل قرارات واحكام ولن اذكر اسما واحدا منهم الان
حيث أن الجميع يطلب عمل لجنة ثم تشكيل لجنة ثم لجنة وبين الذهاب والإياب اهدارا للوقت وكأن على قلوب المسئولين مراوح فهم لا يبالون بالمشروع ولا بقيمته ولا مصلحة الوطن وتم استضافة صاحب المشروع فى احدى القنوات وحدثت مداخلة من السيد وزير البيئة شخصيا الدكتور / خالد فهمى حيث أبدى ترحيبا وطلب من صاحب المشروع مقابلة مدير مكتبه المهندس / أحمد فرج ولكنه اصطدم بين دوائر الموظفين ولم يتمكن من مقابلة أى شخص من متخذى القرار وحين سألت صاحب المشروع لماذا لم تقابل السيد الرئيس وأنت تعلم أنه يحاول احتواء الشباب ومشاريعهم فقال أنا لما حاولت أقابل مسئول معارفتش فما بحال السيد الرئيس ولكن أتمنى ذلك
لهذا أوجه رجائى للسيد / الرئيس عبد الفتاج السيسى محب الشباب ومحتضنهم لمقابلة هذا الشاب الكيميائى النابغة ولن أزيد

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

المحاكمات (التأديبات) الكنسية … منظور ارثوذكسى

كمال زاخرالخميس 19 ديسمبر 2024 البيان الذى القاه ابينا الأسقف الأنبا ميخائيل اسقف حلوان بشأن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.