بقلم نظير جيد
قداسة البابا شنودة الثالث قبل الرهبنة
نشر فى مجلة مدارس الاحد عام ١٩٥٢
نقدم إحترامنا العظيم إلى مقامكم الرسولى وبعد ، فقد نشرت إحدى الصحف السياسية الأسبوعية نبأ خطير جداً ، لو صح ، لهلع له كل قلب يحب الله ويهمه ألا تهلك النفوس .. بل يكفى هذا النبأ ، إذا صح ، أن يزلزل السماوات والأرض زلزالاً عنيفاً ..
أما هذا البابا فمؤداه أن احد خدام الدار البطريركية ، كان يبيع الكراسى المطرانية بالمزاد !!! الذى كان ثمن الكرسى لا يقل عن خمسة ألاف جنيه !!
وأنتم با ابانا ، كرئيس للرعاة الذين استؤمنوا على ملايين النفوس لقيادتها إلى مملكة الله ، وإنقاذها من الهلاك الأبدى ، أنتم تعلمون أن قوانين الرسل تقول : ” أيما اسقف أو قس أو شماس إقتنى درجة من درجات الكهنوت بالمصانعة ورشى فيها رشوة أو وعد برشوة لكى يقتبل الدرجة
بالمكر والخديعة أو الخبث فلا تقبل الرياسة منه ، ولا يكون عندكم إلا بمثابة وثنى ، وهو محروم وملعون وينفى من كنيسة الله ويتجنب كلامه وخلطته كما منعت انا بطرس خلطة سيمون ، ونفيته من كنيسة الله بأمر الروح القدس .. إنكم يا أبانا لستم فى حاجة إلى من يذكركم بهذه القوانين المقدسة .
فهل حقاً يا ابانا يوجد بين رعاتنا من يستهين بهذه اللعنات والحروم؟!
هل حقاً أن بين الرعاة الذين إستأمنهم ملك الملوك ورب الأرباب ، على نفوسنا بعد أن مات لخلاصها ، وحملتهم القوانين الرسولية مسئولية تدبير جميع أمورنا الروحية والإجتماعية ” …. هل يوجد بينهم أحد قد أشترى رتبة الكهنوت الخطيرة بدراهم كما أراد سيمون الساحر فإستقرت عليه اللعنة ! هل يوجد بين رعاتنا يهوذا آخر؟ ! لا تسمح يا الله محب البشر !
نريد يا ابانا جواباً شافياً سريعاً ، نريد ألا يكون هذا صحيحاً ، نريد بياناً قوياً وحاسماً حتى تطمئن قلوبنا ، ولا نجلب عاراً على أسم مخلصنا الحبيب بين شعوب الأرض
نريد تحقيقاً سريعاً ثم بياناً من أبوتكم ينشر فى جميع الصحف ، مؤيداً بالأسانيد يتحدى كل إشاعة شريرة ملفقة .
أما إذا ثبت صحة هذا النبأ المشئوم فننتظر منكم عملاً حاسماً سريعاً رأفة بكنيسة المسيح ..
فأنتم تعلمون أن الله قد أمر بعزل من كان زانياً وسكيراً أو خاطفاً أو حتى شتاما من بين المؤمنين إلى أن يتوب ويرجع إلى الله … فكيف نحتمل أن نسمع أحداً يقول أن بين رعاه الكنيسة المسيح الذين أسؤمنوا على رعيته من يشترى الرتبة اللاهوتية الخطيرة برشوة ..,
وإنا لمنتظرون ..