الجمعة , نوفمبر 8 2024
Amal farag
أمل فرج

وجت في السوستة.

بقلم/ أمل فرج
برغم كل شيئ ، أيامنا فيها شيء بيعشق الحياة .. ومن أجل الحياة والأمل في النجاة ” جت في السوستة ” ، لم تكن فكرة “جروب جت في السوستة” الأشهر اليوم على شبكة التواصل الاجتماعي ” فيس بوك” وليدة التخطيط أو الاستعداد المسبق ، هي فكرة من وحي الحاجة للاستشارة السرية ، كما يروي محمود عبد الغفار ، آدمن الجروب ، والذي كان يشكو مشكلة ذكورية ، ومن هنا كان وحي اسم الجروب ، و قد فضل أن تكون استشارته قاصرة على عدد من أصدقائه ، ليطمئن لحالته ومناقشتهم فيما يخصه ، وما قد يجدر به أن يفعل ، وأثر شكواه على حياته مستقبلا ، هكذا كانت بذرة الجروب ، دون التوقع لانضمام المزيد من الأعضاء لاحقا ، حتى أن عددهم يتراوح اليوم فيما يربو على مليون وثلاثمائة ألف عضو، لم يكن يعلم محمود عبد الغفارجيري أنه أمام نجاح تاريخي وأن يكون مؤسس الجروب الأشهر اليوم، فضلا عن سمعته الطيبة في الخدمة المجتمعية التي تخطت حدود المتوقع تماما ، حتى أنه يذكر أن للسوستجية فضلا في إنقاذ ومساعدة بعض حالات حادث قطار الإسكندرية الأخير ،ينقل عن بعض أعضاء السوستة أنهم يتوافدون لمساعدة زملائهم حتى في المحافظات المجاورة ، ويساعدون بعضهم البعض في إنشاء مشاريع تستوعب العاطلين من أبناء المجتمع ، أو المشاركة في سداد ديون المديونين ، كذلك يطرح مشكلات المصريين خارج مصر ، ويذكر أن شابا في السعودية أصيبت سيارته في حادث أسفر عن إصابة سيارتين وقد كلف بسداد 28000 ريال ، وقد طرح مشكلته على الجروب ، وقد تحرى الأعضاء عن الحادثة وبعد التأكد تم تجميع المبلغ من خلال الأعضاء ، وبالفعل سدد المصري المغترب المبلغ المقدر ، وحتى المشكلات التي قد يستخف بها الكثيرون تكون جديرة بالطرح في جروب السوستة ، فعن رواية أحد الأعضاء ، أن زميلا لهم من السوستجية كتب على الجروب عن اقتراب موعد زفافه ولا يحتاج أكثر من حذاء للبدلة ، لم يتم التعليق بسخرية أو استخفاف ولكن تم تناول مشكلة العضو بجدية ، وتأتي التعليقات بعرض أحدهم له باستعارة حذاء يوم زفافه ، وآخر يستعلم منه عن مقاسه المناسب للتكفل بشراء حذاء له ، ومناقشة الطريقة المناسبة لإرسال الحذاء له ، و عضو آخر يطرح مشكلته في قلة عدد الحضور في حفل زفافه و يحتاج مشاركة السوستجية ؛ نظرا لقلة الأصدقاء لديه ، وبالفعل تتم الاستجابة السريعة للمشاركة، قياسا على ذلك نستطيع جميعا أن نتخيل حجم جهود هؤلاء الشباب ، وأمام هذا الانتشار ، وحفاظا على نجاحه ، كان طبيعيا أن يقرر الآدمن ضوابط وقونين لا يتجاوزها الأعضاء ، وهي اقتصار الجروب على الشباب والرجال فقط ، ومنع الحديث في السياسة أو الكرة أو الجنس ، ويتم إقصاء المخالف لذلك ، هكذا ذاع صيت السوستجية ، حتى أنه يذاع انضمام المشاهير إليه ، من فنانيين وسياسيين وغيرهم ..
والجدير بالذكر أنه يبدو أن هناك من لا يروقهم نجاح هذا التجمع ويعملون على تشويه سمعته بادعاءات لا نملك أن نصدقها أو نكذبها ، ولكن ما يخرج لنا على أرض الواقع جدير بأن يعلن عن الحق ، ترى هل سيقدم الدعم لهذا الإنجاز ، أم سينتصر أعداء النجاح ؟ وفي كل الأحوال يحمد لهؤلاء الشباب هذه الروح الإيجابية و هذه الفكرة التي تعتبر فكرة وطنية صنعها الرجال ؛ لصانعة للرجال ، ونتمنى أن تنجح السوستة في إصلاح ما أفسده المجتمع وقصر فيه المسئولون.

 

 

 

شاهد أيضاً

الأقصر

ايهاب صبرى يكتب : الطبخة استوت وريحتها فاحت

منذ اندلاع ثورة يناير وبدأ الشعب المصري فى فقدان الهوية المصرية وشيئا فشيئأ طبخ علي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.